بالصور:إذاعة "صوت القدس" في كل بيت فلسطيني
غزة / خاص سوا/ احتفلت إذاعة صوت القدس المحلية في قطاع غزة بانطلاقتها العاشرة بعد مشوار طويل في فضاء الإعلام، لتشكل بانطلاقتها تلك إضافة نوعية وجديدة على الساحة الإعلامية الفلسطينية وتحديداً "الإذاعات".
فـ"إذاعة القدس" التي تمكنت خلال فترة قصيرة جداً أن تكون أنيس المستمعين الفلسطينيين في جميع أوقاتهم من أفراح وأتراح وسلم وحرب حظيت بتلك المكانة من الأساس الذي يجب أن يقوم عليه أي مشروع يسعى لخدمة القضية الفلسطينية وهو "الوحدة".
واستطاعت بكل حرفية ومهنية أن تجعل لكل فلسطيني صغير أو كبير ومهما كان مجال تخصصه وعمله في الحياة مساحة في برامج الإذاعة، فيما كانت القدس ومقارعة الاحتلال الإسرائيلي البوصلة التي تتجه إليها الإذاعة وبرامجها.
الصوت والصورة
وكالة (سوا) الإخبارية وتقديراً للجهود التي قامت بها الإذاعة لدعم القضية الفلسطينية، كان لها لقاء مع الإذاعي الذي يعرفه الجمهور من خلال صوته الذي يستمعون إليه في أغلب صباحات الأسبوع وهو "عبد الناصر أبو عون" الذي اعتبر أن الإذاعة تمكنت خلال فترة وجيرة أن تجعل المستمع يقترب ليعيش الحدث صوتاً وصورة عبر تغطيتها المتواصلة ومتابعتها الآنية للأحداث على الساحة الفلسطينية.
وقال أبو عون مدير المذيعين والناطق باسم الاذاعة إن "العمل الإذاعي في الأراضي الفلسطينية له طابع خاص، حيث أن الاعلام الإذاعي أخذ منحىً بعد عام 2000، وتحديداً في غزة، فكانت بعض الاذاعات المحلية المحدودة على أثير (FM) الحزبية والتجارية تسير في مسار تقليدي للعمل الإذاعي".
وأضاف "لكن الإذاعة عندما انطلقت في أواخر عام 2004 وبداية عام 2005 كانت في جو من المنافسة في الإذاعات آنذاك المحسوبة على فصائل العمل الوطني، ومنذ انطلاقتها حددت لنفسها رؤية رغم أنها تابعة بالملكية لفصيل سياسي إسلامي وهو "الجهاد الاسلامي" إلا أنها بالجوهر والمضمون للكل الفلسطيني".
الدخول لكل بيت
وبين أن الإذاعة استطاعت خلال العشر سنوات تلك أن تكون في بيت كل الجماهير الفلسطينية وبأكبر قدر من المستمعين من خلال الوجبات الإخبارية والسياسية والثقافية والاقتصادية والبرامج التي نجحت في محاكاة كل فئات المجتمع المختلفة "النخبوية والكادحة، المرأة والرجل، الصغير والكبير".
وقد ساهم ذلك في جعل الإذاعة وفقاً للإحصاءات والاستبيانات في مقدمة الإذاعات بقطاع غزة، والسبب الرئيس في ذلك بعدها عن الطابع الحزبي المقيت وتعاملها مع الكل على مسافة واحدة، وجعل مقارعة الاحتلال في مقدمة أهدافها.
ولفت إلى أن الإذاعة طورت من قدراتها الفنية خلال الفترة الماضية، ليصبح الأثير يغطي أغلب مساحة الوطن المحتل، ناهيك عن الخارج عبر الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
متابعة آنية
واعتبر أبو عون أن الخمسة أعوام الماضية كانت مهمة في عمر الإذاعة، والتي شهدت 3 حروب إسرائيلية على قطاع غزة كان آخرها في العام الماضي، واقتربت خلالها لأن تكون الصوت والصورة بالنسبة للمواطن في متابعة الأحداث، لا سيما في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتشويش الطائرات على مشاهدة الفضائيات، وما كان يتم ذلك لولا المتابعة الآنية وعمل طاقم كبير من المراسلين في الميدان.
وحول العقبات التي واجهت الإذاعة خلال الأعوام الماضية، شدد "أبو عون" على أن هناك بعض العقبات التي يمكن أن تعترض أي عمل ناجح، إلا أن الإذاعة تمكنت من التغلب على الكثير من تلك العقبات والمضي قدماً في إيصال رسالتها.
عقبات وتحديات
وتمثلت أهم تلك العقبات والتحديات في توسيع بث الإذاعة في بداية انطلاقتها، ناهيك عن المكان الذي تبث منه، وصولاً إلى توفير الأموال والرواتب للعاملين فيها، واستطاعت الإذاعة أن تتغلب على تلك العقبات مع مرور الوقت.
لكنه أشار إلى أن المشكلة التي يعانون منها الآن كما كل الفلسطينيين في غزة هي مشكلة انقطاع التيار الكهربائي، وهو ما يؤثر على المصروفات حيث يتم تخصيص جزء كبير منها لشراء الوقود الخاص بتشغيل المولد، حيث عملت الإذاعة على توفير ذلك الوقود حتى لا ينقطع ذلك الصوت.
ولفت إلى أن تطوير إرسال الإذاعة يمثل تحدياً جديداً في ظل عدم استطاعة الإذاعة إدخال معدات خاصة لتقوية البث والإرسال في ظل الحصار وإغلاق المعابر، ما حتم عليها البحث عن بدائل أخرى عبر إعادة صيانة القطع المتهالكة واستخدامها، ناهيك عن حرمان العديد من العاملين في الإذاعة من السفر لتطوير قدراتهم الفنية والإذاعية.