هآرتس:توقعات بارتفاع هجرة اليهود إلى اسرائيل
القدس / سوا / في أعقاب الهجمات التي وقعت في باريس، مؤخرا، والتي سقط فيها 17 قتيلا، يتضح أن ذلك ي فتح الباب مجددا على نشاط إسرائيلي لتشجيع هجرة اليهود من فرنسا إلى اسرائيل.
وفي تقرير نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، كتبت أنه لا يفكر كل اليهود في فرنسا بالهجرة إلى اسرائيل، ولكن النتيجة التي توصلوا إليها، سواء أولئك الذين يرون في بنيامين نتانياهو زعيما لهم، أم "اليهود الجمهوريون" الذين يحلمون بأن يصبحوا فرنسيين، وهي أن "مستقبل أبنائهم موجود في مكان آخر".
وكتبت الصحيفة أن أعدادا كبيرة من اليهود يتوجهون اليوم لدراسة اللغة العبرية. وأشارت إلى مدرسة في باريس يصل إليها يوميا المئات من التلاميذ لدراسة اللغة، في حين يقف شرطيان مسلحان لحماية المبنى.
وأشارت أيضا إلى أن المبنى يضمن 67 صفا ثابتا، ومن المتوقع أن يتم فتح صفوف أخرى في السنة القادمة لدراسة اللغة العبرية. وتبين أن عدد الطلاب قد ارتفع بنسبة 15% مقارنة مع العام الماضي.
وبحسب الصحيفة فإن بعض الصغار الذين يدرسون اللغة العبرية يخططون للهجرة إلى إسرائيل. مع الإشارة إلى أن النسبة ليست مرتفعة كما كان يتوقع، في حين يهدف بعض آخر إلى ما أسمته الصحيفة "تعزيز هويتهم اليهودية من خلال اللغة والثقافة".
وكتب معد التقرير للصحيفة، يائير أتينجر، أن الهجمات الأخيرة هي نقطة تحول بالنسبة لفرنسا ونقطة تحول بالنسبة لليهود الذين يعيشون فيها، كما لفت إلى أن اليهود فيها منقسمون، بين من هم على استعداد لتتويج بنيامين نتانياهو رئيسا لحكومة يهود فرنسا، وبين من يخشى التصريح بذلك.
ونقل عن أحد المسؤولين في مركز ثقافي يهودي، جان فرانسوا ستروف، قوله إن هناك عددا كبيرا من اليهود الذين يريدون أن ينظر إليهم الفرنسيون كفرنسيين، ولا يريدون أن ينظر إليهم كغرباء، وبالنتيجة فإن ظهور نتانياهو، ورفع العلم الإسرائيلي في الكنيس وتجاهل الرئيس الفرنسي، كان إشكاليا حيث عزز ذلك من "غربتهم" في ظروف غاية في الحساسية.
وعلى الصعيد ذاته، كتبت الصحيفة، في تقرير آخر اليوم، أن ما تسمى بـ"الوكالة اليهودية" تستعد لتصاعد في موجات الهجرة من فرنسا إلى البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن نحو 2000 يهودي طلبوا معلومات بشأن الهجرة بعد الهجمات الأخيرة.
وأشارت إلى أن الهيئات الإسرائيلية التي تعنى بهجرة اليهود إلى البلاد، في ما تسمى بـ"وزارة الاستيعاب" والوكالة اليهودية والجمعيات، يتوخون الحذر في توقعاتهم بشأن مدى تأثير الهجمات الأخيرة على الهجرة، بيد أن تقديراتهم تشير إلى أنه من المتوقع أن يهاجر إلى البلاد أكثر من 10 آلاف يهودي في السنة القريبة، وأن الأعداد ستواصل الارتفاع في العام القادم.
وأشار تقرير نشرته الصحيفة إلى أن الوكالة اليهودية تدرس إقامة مراكز استيعاب ليهود فرنسا.
كما كتبت الصحيفة أن الحكومة الفرنسية، ويهود فرنسا أيضا، باتوا يدركون أنهم يواجهون احتمال "اختفاء جزء من الجاليات اليهودية في فرنسا".
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن اليهود في فرنسا يصل تعدادهم اليوم إلى نحو 500 ألف، وأن 80% منهم هاجروا إلى فرنسا من دول شمال أفريقيا قبل عشرات السنوات.
كما أشار إلى أنه في بعض المدارس تراجع عدد الطلاب اليهود، في العام الماضي بنسبة 10% إلى 15%، وذلك لكون عائلاتهم هاجرت إلى إسرائيل.
ونقل عن مهاجرين يهود إلى البلاد قولهم إن هناك عدة أسباب دفعتهم للهجرة إلى البلاد، بينها أسباب اقتصادية وأيديولوجية، ولكن المشترك بينهم هو السعي للأحساس بالأمن.
وتشير تقديرات مسؤولين على صلة بهجرة اليهود إلى البلاد إلى أن تأثير الهجمات الأخيرة على هجرة اليهود سوف يستمر لسنتين على الأقل.
يذكر في هذا السياق أن 24 يهوديا من فرنسا وصلوا إلى البلاد قبل أربعة أيام كمهاجرين بشكل رسمي.
بحسب معطيات "الوكالة اليهودية" فقد حصل ارتفاع في عدد اليهود المهاجرين من فرنسا إلى البلاد في السنتين الأخيرتين، حيث أنه وصل إلى البلاد في العام 2014 6600 يهودي فرنسي، مقارنة بـ3400 يهودي في العام 2013، و 1920 يهوديا في العام 2012.