أحداث دراماتيكية واحتجاجات وانقسامات داخلية في فنزويلا .. ما هو السبب؟!

فنزويلا- أرشيفية

شهد أمس الأربعاء، أحداثا دراماتيكية في فنزويلا، بحيث بدأت بإعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو رئيساً بالوكالة على وقع مظاهرات حاشدة، الأمر الذي استدعى ردود فعل دولية متباينة بين مؤيد لهذه الخطوة، وداعما للرئيس نيكولاس مادورو، الذي حظي أيضا بجرعة أمل من الداخل.

وتحدث رئيس البرلمان الذي تسيطر عليه المعارضة غوايدو، أمام عشرات آلاف المؤيدين الذين تجمعوا في العاصمة كراكاس احتجاجا على سياسات مادورو، قائلا: "أقسم أن أتولى رسميا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا.. للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة". حسب روسيا اليوم.

وعلى الفور، اعترف الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بالمعارض البالغ من العمر 35 عاما، قبل أن تتوالى رسائل الدعم الدولية، حيث اعترفت 3 دول في أميركا الجنوبية هي كولومبيا والبرازيل وباراغواي بغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد، كما هنأه الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية.

 وأوروبيا، دعا الاتحاد الأوروبي إلى الإنصات "لصوت" الشعب الفنزويلي وطالب بانتخابات "حرة"، في حين كانت تصريحات رئيس المجلس الأوروبي، دونالد توسك، أكثر وضوحا بشأن دعم غوايدو، وذلك حين طالب أوروبا بأن تتحد في دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا.

وفي المقابل، سارعت بعض الدول إلى تأكيد وقوفها إلى جانب مادورو، على رأسها كوبا التي أعربت عن "دعمها الحازم" للرئيس الفنزويلي في "مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها".

إلا أنه كان الانقسام واضحا في الساحة الداخلية، فقد أعلن وزير الدفاع الفنزويلي رفض الجيش إعلان غوايدو نفسه "رئيسا بالوكالة".

وقال "نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية".

في حين، أمرت المحكمة العليا الفنزويلية، وهي أعلى سلطة قضائية في البلاد وتتألف من قضاة يعتبرون مؤيدين للنظام، بإجراء تحقيق جنائي ضد نواب البرلمان، متهمة إياهم بمصادرة صلاحيات الرئيس مادورو.

وتدفق معارضو ومؤيدو مادورو، إلى الشارع، وسط أجواء من التوتر الشديد في مختلف أنحاء البلاد، حيث قتل 13 شخصا خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة، غالبيتهم سقطوا بسلاح ناري، وذلك في العاصمة كاراكاس ومناطق أخرى من البلاد.

وسجلت مواجهات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة في كراكاس إثر إعلان غوايدو نفسه "رئيساً بالوكالة"، حيث تجمع المعارضون الذين ارتدى عدد كبير منهم ملابس بيضاء في عدة أحياء في العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد للمطالبة بـ"حكومة انتقالية" وانتخابات جديدة.

يشار إلى أنه تم تنصيب مادورو لولاية جديدة في العاشر من يناير الجاري بعد انتخابات يرى كثيرون أنها مزورة، في وقت تنزلق فيه البلاد إلى أحد أسوأ أزماتها الاقتصادية، حيث من المتوقع أن يبلغ مستوى التضخم عشرة ملايين في المئة هذا العام.

ويعتزم الفنزويليون الخروج في مظاهرات جديدة وسط ضبابية في المشهد الفنزويلي حيث بات للبلاد رئيسان، إذ تأمل المعارضة في الاستفادة من زخم مستمر منذ أسابيع ضد مادورو، الذي شهد عهده انهيارا اقتصاديا وتراجعا للديمقراطية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد