معادلة القصف بالقصف لا تزال قائمة
قيادي بحماس: مستعدون لإجراء الانتخابات وتذليل كل العقبات بشرط
أعلنت حركة حماس ، يوم الأربعاء، عن استعدادها لإجراء الانتخابات وتذليل كافة العقبات التي تعترضها، كونها الطريقة الأسلم والأسهل والأنجع لإعادة بناء المؤسسة السياسية الفلسطينية والتداول السلمي للسلطة، بطريقة تضمن الشراكة السياسية الحقيقية، وشريطه أن تكون ضمن حالة الإجماع الوطني وضمن اتفاق القاهرة 2011.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس صلاح البردويل إن "هذه الانتخابات يجب أن تكون شاملة تتضمن كل مكونات النظام السياسي الفلسطيني، (منظمة التحرير الفلسطينية، والانتخابات الرئاسية والتشريعية وحتى الهيئات المحلية)”، مضيفة أن "هذه العملية مهمة جدا ويجب احترام نتائجها".
وشكك البردويل في "جدية" الرئيس عباس في دعوته لإجراء الانتخابات؛ كونها "تعتليها الكثير من العلل"، أهمها "ممارسات الرئيس عباس، وسياسة الإقصاء التي ينتهجها". وفق ما أورده موقع قناة الغد.
وقال البردويل: "دعوة الرئيس محمود عباس جاءت في ظرف خالف فيه القانون وحل المجلس التشريعي، وأنشأ المحكمة الدستورية بدون وجه حق واتهم الشعب الفلسطيني في غزة بالجواسيس، وفرض مزيداً من العقوبات على سكان غزة، وهذه الأجواء لا تخدم فكرة إجراء الانتخابات وتمس روح الديمقراطية وتصيبها في مقتل".
وشدد على أن "الانتخابات لن يكتب لها النجاح إلا بتوافق وإجماع وطني كامل بين كافة القوى الفلسطينية، على الأسس والمبادئ الديمقراطية وعلى قاعدة لا غالب ولا مغلوب"، ويجب أن تكون ضمن اتفاق وطني شامل كما تم الاتفاق عليه في القاهرة عام 2011، حيث تفرز هذه الانتخابات قيادة ومعارضة يكون لكل واحد منها دوره في عملية البناء والتنمية وخدمة القضية الفلسطينية".
وبيّن البردويل أنه في اتفاق القاهرة، تم التوافق على كافة الملفات العالقة والشائكة من بينها إجراء الانتخابات، بالإضافة الى ملفي الأمن والمصالحة المجتمعية واعمار غزة وغيرها من الملفات التي تم التوافق والاتفاق عليها، موضحا أنه "لا يجوز اليوم لأحد انتقاء واجتزاء ما يريد لكي ترمي كرة لهب في وجه خصمك من أجل تسجيل مواقف على حركة حماس، دون التوضيح هل هناك أرضية حقيقية للانتخابات في مدينة القدس المحتلة، وهل سوف يتم القبول بنتائج الانتخابات والتعامل معها القيادة التي سوف تفرزها، وهل يتم القبول بأن تكون الانتخابات شاملة لكل مكونات النظام السياسي؟".
وأكد البردويل، إذا كانت هذه الانتخابات ضمن الصفقة الشاملة وفق اتفاق القاهرة 2011، فإن حركة حماس سوف تقاتل من أجل إجرائها وخوض المعركة الديمقراطية بروح وطنية تنافسيه.
وفيما يتعلق بقضية معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، قال البردويل إن المصريين أكدوا أن معبر رفح لن يتأثر بما تشهده الحالة الفلسطينية من تصدع واستمرار لحالة الانقسام، ووعدوا ب فتح معبر رفح بصورة طبيعية، لكن هناك ظروف مصرية خاصة هي من تعيق وتعرقل إعادة فتح المعبر.
وأضاف: نأمل خلال المرحلة القادمة أن تنتهي تلك الظروف و يتم فتح المعبر بصورة طبيعية وبصورة تمكن المواطنين من التنقل بحرية بين طرفي المعبر.
وأوضح أنه في حال فتح المعبر سيكون هناك جولة خارجية لقيادة حماس سيزور خلالها عدد من الدول لمناقشة الوضع الفلسطيني بشكل عام.
التصعيد الإسرائيلي
وقال البردويل إن التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة لم يتوقف وهو مستمر بدرجات متفاوتة، والأيام الأخيرة شهدت تصعيدا من خلال استهداف المواطنين الفلسطينيين وبعض المواقع التي تتبع الفصائل الفلسطينية، مؤكداً أن هذا التصعيد يأتي في سياق قوة الردع التي يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تثبيتها على الأرض.
وأضاف : "نتنياهو ومن خلفه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، يعتقدون أنهم قادرين على الضغط على المقاومة الفلسطينية ولي ذراعها، وهذا لن يحدث".
وشدد البردويل بالقول : "على نتنياهو أن يفهم أن الدم الفلسطيني سينهي حياته السياسية، وأي مغامرة في غزة لن تكون نزهة لجيش الاحتلال".
وأوضح أن هناك حوار وطني شامل مع كافة القوى الفلسطينية، وغرفة العمليات المشتركة، لبحث سبل الرد على الجرائم الإسرائيلية المتكررة بحق الشعب الفلسطيني. مشيراً إلى أن المعادلة التي تبنتها الفصائل الفلسطينية "القصف بالقصف، والدم بالدم لا تزال قائمة" والاحتلال لن ينجح في مخططاته وفرض معادلات جديدة على الشعب الفلسطيني ومقاومته.