بالفيديو: نشر تفاصيل جديدة عن اسر الضابط هدار جولدن في غزة
كشفت وسائل إعلام اسرائيلية، عن تفاصيل جديدة تتعلق بأسر الضابط الاسرائيلي هدار جولدن إبان الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة صيف عام 2014.
واظهر تحقيق استقصائي إسرائيلي متلفز بعنوان "الحقيقة"، أن الضابط الإسرائيلي هدار جولدن، أُسر عند الساعة 7:30 صباحاً، إلا أن آثاره فُقدت الساعة التاسعة، الأمر الذي دفع الجيش الإسرائيلي حينها للإعلان عن إجراء "هانيبعل" باستخدام نيران كثيفة ضد الأسير الإسرائيلي وآسريه، حتى لا يبقى حياً.
وفي تلك الحادثة، قرر الجيش الإسرائيلي، إنزال وحدة عسكرية خاصة إلى النفق، -دون تحديد الوقت الذي مرّ بين أسر الضابط ونزوله إلى النفق- وسط إطلاق نار كثيف داخله، ونيران مضيئة، ولم يكن مهماً إطلاق النار على هدار أو غيره، مع علم القوة الخاصة أن النيران قد تصيب هدار، لكن الهدف الوحيد هو استعادته حيّاً أو ميّتاً، حتى لو كان قتله على أيدي رفاقه.
وأوضح التحقيق، أن ثلاث وحدات إسرائيلية نزلت إلى النفق بصورة متتالية، بعد حقنه بكمية كبيرة من الغاز، بحيث لا تسمح بالحياة داخله، وتم تجهيز أفرادها بكاميرات على الرأس وفي اليد لتصوير كل شيء، إضافة إلى تزويدهم بكمامات وأنبوبة أوكسجين، والتخفيف من أثقالهم، ونزلوا إلى النفق دون سترات واقية وكان سلاحهم الوحيد هو المسدسات.
دخلت القوة إلى النفق، وكان الوقت المفترض لبقائها من 10 إلى 15 دقيقة فقط، لكنها لم تدرك العمق الذي دخلته، فشعرت بالاختناق، وحين وصلت إلى 150 متراً، اكتشفت أن النفق هو عبارة عن مسارٍ فرعي لنفقٍ أطول وأعرض وأكثر اتساعاً، يمتد يساراً إلى رفح، ويميناً نحو الحدود الشرقية، ويتخلله محطات استراحة واسعة أشبه بغرفٍ كبيرة تحوي معدات وأسلحة وبزّات عسكرية تشبه زي الجيش الإسرائيلي وعبوات وقنابل، ومليئة بكراتين التمر.
وأظهر التحقيق، أن النفق العريض، طوله 20 ضعفاً من النفق الفرعي، ومحطات الاستراحة بداخله اسمها "مخازن طوارئ"، والتقدير الإسرائيلي، أن مقاتلي حماس والضابط هدار مازالوا بداخله، والذي مكنهم من البقاء فيه رغم حقنه بالغاز، هو وجود أبواب كبيرة وثقيلة على محطات متباعدة تفصل أي مقطع من النفق عن المقاطع الأخرى، بحسب ما نقله موقع عكا.
وعندما شعر أفراد الوحدة باقتراب نقص الأوكسجين، قرروا العودة، معتقدين أنه لا يمكن العثور على هدار، لكن الجيش شعر أن أسره شكّل انقلاباً في ميزان المعركة، بعد أن وجدوا قميصه ورتبته العسكرية.
وأشارت التحقيقات الأمنية وجمع المعلومات اللاحقة، أن الآسرين مكثوا داخل النفق 6 ساعات حتى الثالثة عصراً، وهي نفس المدة التي تواجدت فيها قوة الجيش الإسرائيلي داخل النفق، وحين وصل الآسرون فوهته، طلبوا سيارة إسعاف، وأظهرت الصور الجوية أنه لم يكن سوى تلك السيارة تتحرك في رفح، وسارت غرباً باتجاه مستشفى أبو يوسف النجار.
وبيّن التحقيق، أن عملاء أبلغوا المخابرات الإسرائيلية لاحقاً، أنهم شاهدوا الإسعاف يُدخل جثة للمستشفى الساعة الثالثة والنصف عصراً، ويحملها أفراد من حماس، وفي تلك اللحظة، التُقطت مكالمة من أجهزة الاتصال التابعة لحماس تُفيد بأن المهمة انتهت، وفقا للتقرير الاسرائيلي.