اتساع الشرخ في وسط يهود الولايات المتحدة بما يضعف اليمين الإسرائيلي
2014/05/23
5-TRIAL-
القدس / سوا / تناول الكاتب حامي شاليف، في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، ما أسماه باتساع الشرخ في وسط يهود الولايات المتحدة بما يضعف بقاء اليمين الإسرائيلي، وخاصة من جهة النظرة إلى إسرائيل كـ"دولة قومية متطرفة ومحتلة"، إضافة إلى قضية "إسرائيل يهودية وديمقراطية"، باعتبارها أشبه بسفينتين تبحران باتجاهين متعاكسين.
بدأ الكاتب بداية من توطد العلاقات بين الراف إلكساندر شيندلر رئيس ما يسمى بـ"الحركة الإصلاحية" ورئيس لجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، وبين مناحيم بيغين، بوصفه "تنقيحيا/ تصحيحيا". وفي أعقاب ذلك، شهدت العلاقات بين اليمين الإسرائيلي ويهود الولايات المتحدة هبوطا وصعودا، ولكنها وصفت بالمجمل بأنها كانت جيدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بيد أن جزءا من الجيل اليهودي الشاب بدأ يتنصل من العلاقة مع اليمين، ويتنصل من "الصورة القومية المتطرفة والمحتلة" لإسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أن يهود الولايات المتحدة، وحين لم يتمكن شمعون بيرس "الأوروبي" من تجنيد الولايات المتحدة إلى جانبه، ساعدوا يتسحاك شمير في التخريب في اتفاق لندن مع الملك حسين، واستبعاد مبادرات وزارء الخارجية الأمريكية شولتس وبيكر، ولاحقا لم يخفوا تحفظهم من اتفاقيات أوسلو، والمصالحة مع عرفات. بحسب الكاتب.
وبحسبه فإن هذا الجيل، جيل الناجين من المحرقة وأبناءهم ويهود أمريكا، كبر مع "تأنيب ضمير، لكون الآباء لم يفعلوا بما فيه الكفاية لتجنب المحرقة"، وترعرعوا في "ظل أحداث بطولية، مثل قيام إسرائيل، وحرب 1967، والصراع من أجل يهود الاتحاد السوفييتي. وعندما أوشك دور هذا الجيل على الانتهاء جاء الإسلام المتطرف والعمليات الانتحارية، وعلى رأسها هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تجندت المؤسسة اليهودية للصراع ضد محور الشر، ودفع إلى الهامش حقيقة أن إسرائيل دولة محتلة وأنها تتحول تدريجيا إلى اليمين".
في المقابل، يشير إلى أن الجيل الناشئ يفقد اهتمامه بإسرائيل، وبعضه يفقد ثقته بطريقها. وبحسبه فإن الحديث عن تراكم عمليات كثيرة، بضمنها: الاستقطاب السياسي المتصاعد في الولايات المتحدة، والذي يدفع اليمين اليهودي إلى اليمين، واليسار إلى الخارج، وتعزز الرؤية الليبرالية والتعددية لشبان يهود، وإصرارهم على فحص إسرائيل بهذه النظرة، والرفض الذي يشعر به يهود كثيرون تجاه "المحافظين الرجعيين" للحزب الجمهوري وبالنتيجة دعمه لليمين الإسرائيلي، وكذلك الإحساس بأن إسرائيل وممثليها، وعلى رأسهم "إيباك"، يديرون حرب مقاطعة على إدارة باراك أوباما (الذي صوتوا له بغالبيتهم)، ويدفعون الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران.
ويضيف أن "الإصلاحييين والمحافظين يتحدون بتشدد أكثر التناغم الأورثوذوكسي في إسرائيل، في حين أن منظمات مثل "جي ستريت" يعترضون على الدعم التلقائي لسياستها تجاه الفلسطينيين". ويشير إلى أنه في طول الولايات المتحدة وعرضها، وفي الأحرام الجامعية والكنس والمراكز الجماهيرية تجري معارك ومواجهات تمزق المعسكر، وتزعزع المقام المشترك بينه وبين اليمين الإسرائيلي".
ولفت الكاتب إلى تقرير وصفه بـ"المثير والواسع النطاق" صادر عن "المعهد لسياسات الشعب اليهودي"، والذي نشر هذا الأسبوع، حيث فحص موقف يهود العالم من قضية "إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". وتبين أن "الرؤيا الإسرائيلية ليهود العالم مماثلة في حالات كثيرة للإسرائيلين أنفسهم، ورغم كون معدي التقرير، شموئيل روزنر وآفي غيل المعتبرين من قطاع الأعمال والداعمين للمؤسسة، يتضح من التقرير إحساس واضح بأن هناك سفينتين تبحران باتجاهين متعاكسين. وكلما حاولت إسرائيل التشديد على يهوديتها وخفض التزامها الديمقراطي، كما هو مقترح في قوانين رئيس الحكومة وشركائه في الائتلاف، فإن لحظة الشرخ تقترب".
وبحسب الكاتب فإن الحكومة تشعر بأن الأرض تهتز من تحتها، ولكن بدلا من التطلع في المرآة، فإن قادتها يلقون باللائمة على الاندماج والزواج المختلط والتربية اليهودية. وهكذا نشأت "المبادرة المشتركة للحكومة الإسرائيلية والشعب اليهودي"، التي تلقى ترحيبا مشوبا بالتشكك، ليس من الابتعاد عن اليهودية، وإنما التنصل من "صورة إسرائيل كدولة قومية متطرفة ومحتلة".
ونقل الكاتب عن أحد قادة يهود الولايات المتحدة قوله: "إذا كانت إسرائيل تنوي صرف مئات ملايين الدولارات لإقناع يهود الولايات المتحدة بأن المستوطنات أمر جيد، فمن الأفضل أن يبقوا في إسرائيل".
ويخلص الكاتب إلى أن الدائرة تنغلق بعد 37 عاما من اكتشاف الطرفين أحدهما الآخر، حيث أن قسما كبيرا من التيار الرئيسي لجمهور يهود الولايات المتحدة بدأ "يشب عن طوق الرومانسية مع اليمين الإسرائيلي". ويشير في هذا السياق إلى كتابين لزميلين له في صحيفة "هآرتس": الأول كتاب "أزمة الصهيونية" لـ بيتر بيينرت، والذي وصفه بأنه أثار وأيقظ اليسار اليهودي؛ والثاني كتاب "الأرض الموعودة" لـ آري شابيط، والذي وصفه بأنه نفخ الروح مجددا في "الوسط القريب من مباي" ليهود الولايات المتحدة، حيث يرفض الكاتبان الرواية الفلسطينية وإلقاء التهمة على إسرائيل، بينما لا يزالان يريان الاحتلال وصفة للكارثة.
وينهي مقالته بالقول إنه من أجل وضع يهود الولايات المتحدة على "سكة حديد جديدة" هناك "حاجة للتغيير في الوعي وبذل الجهود، وإذا أمكن البحث عن شخصية كاريزماتية تعرف كيف تتواصل معهم بلغتهم. ورغم أن نتانياهو يفعل ذلك، ويواصل التحدث باللهجة الصحيحة، إلا أنه ومثلما يحصل أحيانا في منظومات العلاقات التي تعود لسنوات طويلة، فإن يهودا كثيرين توقفوا عن الاستماع". 95
بدأ الكاتب بداية من توطد العلاقات بين الراف إلكساندر شيندلر رئيس ما يسمى بـ"الحركة الإصلاحية" ورئيس لجنة رؤساء المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، وبين مناحيم بيغين، بوصفه "تنقيحيا/ تصحيحيا". وفي أعقاب ذلك، شهدت العلاقات بين اليمين الإسرائيلي ويهود الولايات المتحدة هبوطا وصعودا، ولكنها وصفت بالمجمل بأنها كانت جيدة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، بيد أن جزءا من الجيل اليهودي الشاب بدأ يتنصل من العلاقة مع اليمين، ويتنصل من "الصورة القومية المتطرفة والمحتلة" لإسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أن يهود الولايات المتحدة، وحين لم يتمكن شمعون بيرس "الأوروبي" من تجنيد الولايات المتحدة إلى جانبه، ساعدوا يتسحاك شمير في التخريب في اتفاق لندن مع الملك حسين، واستبعاد مبادرات وزارء الخارجية الأمريكية شولتس وبيكر، ولاحقا لم يخفوا تحفظهم من اتفاقيات أوسلو، والمصالحة مع عرفات. بحسب الكاتب.
وبحسبه فإن هذا الجيل، جيل الناجين من المحرقة وأبناءهم ويهود أمريكا، كبر مع "تأنيب ضمير، لكون الآباء لم يفعلوا بما فيه الكفاية لتجنب المحرقة"، وترعرعوا في "ظل أحداث بطولية، مثل قيام إسرائيل، وحرب 1967، والصراع من أجل يهود الاتحاد السوفييتي. وعندما أوشك دور هذا الجيل على الانتهاء جاء الإسلام المتطرف والعمليات الانتحارية، وعلى رأسها هجمات الحادي عشر من سبتمبر، تجندت المؤسسة اليهودية للصراع ضد محور الشر، ودفع إلى الهامش حقيقة أن إسرائيل دولة محتلة وأنها تتحول تدريجيا إلى اليمين".
في المقابل، يشير إلى أن الجيل الناشئ يفقد اهتمامه بإسرائيل، وبعضه يفقد ثقته بطريقها. وبحسبه فإن الحديث عن تراكم عمليات كثيرة، بضمنها: الاستقطاب السياسي المتصاعد في الولايات المتحدة، والذي يدفع اليمين اليهودي إلى اليمين، واليسار إلى الخارج، وتعزز الرؤية الليبرالية والتعددية لشبان يهود، وإصرارهم على فحص إسرائيل بهذه النظرة، والرفض الذي يشعر به يهود كثيرون تجاه "المحافظين الرجعيين" للحزب الجمهوري وبالنتيجة دعمه لليمين الإسرائيلي، وكذلك الإحساس بأن إسرائيل وممثليها، وعلى رأسهم "إيباك"، يديرون حرب مقاطعة على إدارة باراك أوباما (الذي صوتوا له بغالبيتهم)، ويدفعون الولايات المتحدة إلى الحرب مع إيران.
ويضيف أن "الإصلاحييين والمحافظين يتحدون بتشدد أكثر التناغم الأورثوذوكسي في إسرائيل، في حين أن منظمات مثل "جي ستريت" يعترضون على الدعم التلقائي لسياستها تجاه الفلسطينيين". ويشير إلى أنه في طول الولايات المتحدة وعرضها، وفي الأحرام الجامعية والكنس والمراكز الجماهيرية تجري معارك ومواجهات تمزق المعسكر، وتزعزع المقام المشترك بينه وبين اليمين الإسرائيلي".
ولفت الكاتب إلى تقرير وصفه بـ"المثير والواسع النطاق" صادر عن "المعهد لسياسات الشعب اليهودي"، والذي نشر هذا الأسبوع، حيث فحص موقف يهود العالم من قضية "إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية". وتبين أن "الرؤيا الإسرائيلية ليهود العالم مماثلة في حالات كثيرة للإسرائيلين أنفسهم، ورغم كون معدي التقرير، شموئيل روزنر وآفي غيل المعتبرين من قطاع الأعمال والداعمين للمؤسسة، يتضح من التقرير إحساس واضح بأن هناك سفينتين تبحران باتجاهين متعاكسين. وكلما حاولت إسرائيل التشديد على يهوديتها وخفض التزامها الديمقراطي، كما هو مقترح في قوانين رئيس الحكومة وشركائه في الائتلاف، فإن لحظة الشرخ تقترب".
وبحسب الكاتب فإن الحكومة تشعر بأن الأرض تهتز من تحتها، ولكن بدلا من التطلع في المرآة، فإن قادتها يلقون باللائمة على الاندماج والزواج المختلط والتربية اليهودية. وهكذا نشأت "المبادرة المشتركة للحكومة الإسرائيلية والشعب اليهودي"، التي تلقى ترحيبا مشوبا بالتشكك، ليس من الابتعاد عن اليهودية، وإنما التنصل من "صورة إسرائيل كدولة قومية متطرفة ومحتلة".
ونقل الكاتب عن أحد قادة يهود الولايات المتحدة قوله: "إذا كانت إسرائيل تنوي صرف مئات ملايين الدولارات لإقناع يهود الولايات المتحدة بأن المستوطنات أمر جيد، فمن الأفضل أن يبقوا في إسرائيل".
ويخلص الكاتب إلى أن الدائرة تنغلق بعد 37 عاما من اكتشاف الطرفين أحدهما الآخر، حيث أن قسما كبيرا من التيار الرئيسي لجمهور يهود الولايات المتحدة بدأ "يشب عن طوق الرومانسية مع اليمين الإسرائيلي". ويشير في هذا السياق إلى كتابين لزميلين له في صحيفة "هآرتس": الأول كتاب "أزمة الصهيونية" لـ بيتر بيينرت، والذي وصفه بأنه أثار وأيقظ اليسار اليهودي؛ والثاني كتاب "الأرض الموعودة" لـ آري شابيط، والذي وصفه بأنه نفخ الروح مجددا في "الوسط القريب من مباي" ليهود الولايات المتحدة، حيث يرفض الكاتبان الرواية الفلسطينية وإلقاء التهمة على إسرائيل، بينما لا يزالان يريان الاحتلال وصفة للكارثة.
وينهي مقالته بالقول إنه من أجل وضع يهود الولايات المتحدة على "سكة حديد جديدة" هناك "حاجة للتغيير في الوعي وبذل الجهود، وإذا أمكن البحث عن شخصية كاريزماتية تعرف كيف تتواصل معهم بلغتهم. ورغم أن نتانياهو يفعل ذلك، ويواصل التحدث باللهجة الصحيحة، إلا أنه ومثلما يحصل أحيانا في منظومات العلاقات التي تعود لسنوات طويلة، فإن يهودا كثيرين توقفوا عن الاستماع". 95