تحدث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أحمد حلس، اليوم الأحد، عن ظروف إلغاء مهرجان انطلاقة حركته في قطاع غزة ، موجها عدة رسائل لحركة حماس .

وقال حلس، في لقاء تلفزيوني تابعته "سوا": "كنا جاهزين لاحياء ذكرى انطلاقة فتح في غزة بشكل غير مسبوق، حتى أننا وصلنا لكل بيت وأعدنا ترميم العلاقة بين فتح وشعبنا الفلسطيني، وبذلنا جهود مكثفة مع القواعد والكوادر الفتحاوية لأشهر طويلة".

وأضاف: "خروج الآلاف من أبناء شعبنا يوم ايقاد الشعلة والذي لم يكن خروجا سهلا وكانت أمامه الكثير من التحديات هو الانتصار والانطلاقة الحقيقية".

وذكر حلس:" عاهدنا شعبنا ولن نخذله والجماهير ، ونحن حتى اللحظة على اهبة الاستعداد لإحياء ذكرى الانطلاقة وهم مستعدين لتلبية نداء حركة فتح التي تنسجم رؤيتها مع ضمائرهم".

وأكد حلس أن "جماهير حركة فتح لم تخذلنا يوماً"، مضيفا "نحن نراجع دوما سلوكنا الحركي وعلاقتنا مع جمهورنا".

وتابع: "شعبنا هو الذي خرج يوم ايقاد الشعلة فيما كان مجموعة من (المرتزقة والمطرودين) يعيشون حفلة محمية من خصوم الحركة، لكسر الحركة ولكن الرسالة وصلت وبقوة للجميع بأن فتح لا يمكن ان تنكسر" وفق تعبيره.

وشدد حلس على أن "الرسالة وصلت للجميع بان حركة فتح لا يمكن مصادرة هويتها ومصادرة قرارها او نسبها لمجموعة من المطرودين".

وحول قرار الغاء حفل الانطلاقة، قال حلس: "كنا نتمنى أن تزال العراقيل والعقبات من أجل إنجاز الاحتفال المركزي لانطلاقة الحركة، ولكن اتخذنا قرارا بالغائه، مضيفا أن "من يتخذ القرار هو المكلف بهذا الأمر".

وأردف حلس:" اتخذنا القرار وتحملنا نتائجه الايجابية والسلبية".

واستطرد حلس:" كما دعونا ابناء الحركة خلال الشهر الماضي للمشاركة في ايقاد الشعلة واحياء ذكرى الانطلاقة ستكون نفس الجولة مرة اخرى للرجوع لجمهورنا وشكره على التزامه".

وأوضح:" حين دعونا لإحياء ذكرى الانطلاقة كنا نمارس حق طبيعي ، ونعتبر ذكرى الانطلاقة فرصة للتحشيد والتواصل التنظيمي".

وقال:" كنا نأمل ان نحيي ذكرى الانطلاقة في 7-1 دون ان نعرض ابناء شعبنا وابناء حركتنا لمزيد من المخاطر، ولكن ليس حين يكون ثمن الاحتفال الدماء الفلسطينية الغالية علينا"، متابعا " فتح انتصرت في 31-12 وانتصرت يوم 7-1 حين قررت ان تنحاز لأبناء شعبنا وحق دمائهم".

وأوضح: "هناك جهود بذلت من الفصائل والقوى واطراف عديدة من أجل اقناع حماس لتنظيم الاحتفال المركزي للحركة في غزة، ولكن هذه الجهود اصطدمت بموقف وحجج حركة حماس التي لم تقنعنا ولم تقنع الاطراف التي تدخلت".

وأشار حلس إلى أن حركته لم تكن تعول على جهود هذه الاطراف الهادفة لاقناع حركة حماس بالسماح باقامة المهرجان.

وبيّن حلس أن حركته رفضت " مساومات حماس بوقف الاعتقالات مقابل تنظيم مهرجان الانطلاقة ، مضيفا "طلبنا من الفصائل ان يذهبوا للسجون ويسمعوا كلام اخواننا في السجون وستجدون نفس الكلام".

ومضى قائلا:" في اللحظة المناسبة اتخذت قيادة حركة فتح بغزة القرار المناسب، وقد استشعرنا استحسان كافة كوادر الحركة وابناء شعبنا، مشددا على ان هذا القرار لم يكن من باب المساومة أو الصفقة".

رسالة إلى حماس

ووجه حلس رسالة إلى حماس قائلا:" نطالب حماس بمراجعة ذاتية بعدما جرى، ونؤكد أن ما جرى لم يضعف حركة فتح بل زاد من قوتها وتمسكها بثوابتها".

وتساءل حلس: "هل فعلا من يمنع حركة فتح من الخروج للاحتفال بمهرجانها سيكون مرحبا بخروج حركة فتح للادلاء بصوتها في الانتخابات، متابعا "أيهما أكثر خطورة".

وبشأن مطالبة عضو اللجنة المركزية جمال الطيراوي بإقالة الهيئة القيادية للحركة في غزة، رد حلس بالقول: لا يمكن أن يكون هناك خلافات داخل اللجنة المركزية، موضحا "هناك اجتهادات كما في كل اطر الحركة".

واستدرك حلس قائلا:" لكن ان كان هناك عتب فهو أن يخرج هذا الاجتهاد في إطار الاعلام".

وقال حلس:" من ينتظر أن الازمات والتحديات والتجارب المريرة أن تجعلنا أن نغير من مواقفنا المبدئية تجاه حرمة الدم الفلسطيني وحرصنا على مصالح شعبنا سينتظر طويلاً".

وحول المصالحة أكد حلس، أنها ستبقى الخيار الاوحد امام شعبنا وقواه السياسية، مضيفا  أن كل محاولات البحث عن بدائل اخرى مستمدة من هنا اوهناك من خلال بعض المقاولين لن تنجح ، ولا بديل عن المصالحة الا المصالحة نفسها".

ولفت إلى أن "الممارسات التي نشهدها لا تشير الى جدية لدى حركة حماس بالولوج في المصالحة" كما قال.

وأكد أن "البحث دائماً عن ذرائع وحجج لإطالة امد الانقسام لا يفيد" ، مضيفا" يجب ان ننخرط في جهد مخلص وصادق للخروج من حالة الانقسام التي انعكست على المشروع الوطني واثقلت كاهل شعبنا".

وثمن حلس "الجهد المصري الدؤوب على الرغم من المصاعب التي يواجهها، مؤكدا على اصرار وحرص مصر لتحقيقها.

تفاصيل اللقاء مع الوفد الأمني المصري

وكشف حلس عن تفاصيل  لقائه مع الوفد الامني المصري في غزة قبل أيام، قائلا:" اطلعت الوفد المصري على كافة الجهود لإحياء الانطلاقة بشكل سلمي، ووضعناهم في تفاصيل الممارسات التي قامت بها حركة حماس تجاه كوادر وقيادات الحركة والاعتقال الذي طال كل الاطر الحركية".

وقال حلس:" ابلغنا المصريين ان قرار الغاء مهرجان الانطلاقة لا يعني تنازلنا عن احياء مناسباتنا الوطنية"

وتابع:" كما وضعنا الوفد المصري في صورة المعيقات التي اعترضت طواقم العمل في معبر رفح والمخالفات بحقهم ، فضلا  عن الاعتداء على تلفزيون فلسطين".

وأشار حلس إلى أن الهيئة القيادية وكافة الاطر التنظيمية في المحافظات الجنوبية يستحقون التكريم، مضيفا " لن نتخلى عن مسؤولياتنا ولن نهرب الا باتجاه مصالح شعبنا".