قراءات إسرائيلية متباينة لتأثير الانتخابات على حماس ومصير تفاهمات التهدئة بغزة
واصلت الأوساط السياسية والصحفية الإسرائيلية، تسليط الضوء على التأثيرات المترتبة لإعلان الانتخابات المبكرة على الوضع الأمني في قطاع غزة ، ومستقبل تفاهمات التهدئة مع حركة حماس .
فقد قال أمير بوخبوط الخبير العسكري الإسرائيلي بموقع (واللا) الإخباري، إن "إعلان الانتخابات الإسرائيلية المبكرة قد يؤثر على الأوضاع الأمنية في قطاع غزة، من حيث حصول أي تصعيد متوقع مع حماس، مع أن الحركة تدرك جيدا أن الحملات الانتخابية الإسرائيلية ستحول الوضع في غزة إلى حساس جدا، لأن أي محاولة لشد الحبل أكثر من كلا الطرفين، أو أحدهما، قد يؤدي لزيادة الرد، ووقف جهود الوساطة القطرية".
وأضاف في تقرير له أنه "وفق تقييمات القيادة العسكرية في المنطقة الجنوبية بالجيش الإسرائيلي، فليس لدى حماس مصلحة بتسخين الحدود في هذه الآونة، وإنما المحافظة على الوضع الراهن من خلال المسيرات الشعبية، لأن منظومة الانتخابات الإسرائيلية ستجعل من غزة منطقة حساسة جدا، وحماس تدرك جيدا أنها إن عملت على شد الحبل أكثر، فإنه سيتسبب بإحراج رئيس الحكومة ووزير الأمن بنيامين نتنياهو ".
وأشار إلى أن "ذلك قد يسفر عن انقطاع الحبل، وأول خطوة ستكون على الأقل وقف ضخ الأموال القطرية التي تصرف الرواتب على موظفي حماس بغزة، لذلك فإن قيادة حماس لن تمنح إسرائيل هذه الذخيرة لاستخدامها ضدها، ولذلك جاء مقتل المتظاهرين الأربعة الأسبوع الماضي على حدود غزة بما لا يخدم مصلحة إسرائيل".
وأوضح أن "الملاحقة الأمنية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي خلف خلايا حماس في الضفة الغربية، وتعزيز القوات في الجبهة الشمالية، لعلهما ساهما بإرسال الجنود القناصة المدربين لتلك الجبهتين على حساب جبهة غزة، وجاءت النتيجة بهذه الطريقة غير المرضية".
وختم بالقول بأن "المهمة الأساسية أمام قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي، تتمثل بالتعامل مع هذه المسيرات الفلسطينية، بما لا يؤدي للضغط على الفصائل الفلسطينية، خشية استتباع ردود فعل فلسطينية وإسرائيلية غاضبة". وفق ما نقلته صحيفة عربي 21.
اقرأ/ي أيضًا: نتنياهو يتعرض لمحاولة اغتيال
شلومي ألدار خبير الشؤون الفلسطينية بموقع يسرائيل بلاس قال، إن "تأثير الانتخابات الإسرائيلية يلقي بظلاله على الوضع في غزة، لكن يبدو أن حماس تعاود اللعب بالنار، في ظل متابعة قادتها للتطورات الدراماتيكية التي تشهدها الحلبة الحزبية الإسرائيلية، ويخشون أن يقدم نتنياهو على وقف إرسال الأموال القطرية، كي يتجاوز الانتقادات التي يوجهها خصومه الحزبيون".
وأضاف في مقال له أنه "قد يعاد سيناريو حرب الرصاص المصبوب التي سبقت انتخابات العام 2009، رغم أننا شهدنا في الأسابيع الماضية كيف اضطر "العسكر" في غزة وإسرائيل للعض على شفاههم، وممارسة ضبط النفس في أكثر من جولة تصعيدية، كل لحساباته الخاصة، لكن ذلك قد لا ينجح دائما".
وأكد أن "الإعلان عن الانتخابات الإسرائيلية المبكرة، قد يجعل خطة التسهيلات المقدمة لغزة مرشحة للانهيار، لأنها قائمة على المراحل، فالحملات الانتخابية التي ستنطلق عما قريب قد لا تجعلها تصمد، ولا تمنح نتنياهو القوة اللازمة للاستمرار بها".
وختم بالقول بأن "مصدرا عسكريا إسرائيليا أبلغه أن حماس تستعد لجولة جديدة من المواجهة، أوسع وأكبر، ورغم أن نتنياهو سيحاول الابتعاد عن خوض تلك المواجهة، لأن الذهاب إليها قبل مئة يوم من توجه الإسرائيليين لصناديق الاقتراع توقيت غير ملائم البتة، ولذلك سيضطر لابتلاع الضفدع الذي يحاول زعماء حماس إطعامه إياه".