قيادي بحماس: مسيرات العودة مستمرة وهذا ما نجحت فيه وما تم الاتفاق عليه
قال مشير المصري القيادي في حركة حماس وعضو المجلس التشريعي إن "مسيرات العودة مستمرة ولم تتوقف، وما تم فقط هو وقف بعض الوسائل السلمية التي اتبعتها مسيرات العودة من البالونات الحارقة وغيرها، لكن كمسيرات شعبية وكخيار انطلقت لأجله فإنها ما زالت ثابته في هذا الطريق".
وأكد القيادي في حماس أن مسيرات العودة "استطاعت أن تكسر بعض حلقات الحصار، وهو هدف تكتيكي من وراء هذه المسيرات، كما أنها استطاعت تثبيت حق العودة لشعبنا وهو خيار استراتيجي تحملته مسيرات العودة لكسر الحصار ولا زالت مستمرة في ذلك".
وتابع في حوار مع موقع عربي 21: "لا شك أن ثمة تفاهمات جرت في هذا الإطار بخضوع العدو الاسرائيلي لإرادة شعبنا وكسر بعض حلقات الحصار من خلال فتح المعابر وتوسيع دائرة الصيد وإدخال الأموال القطرية لصالح شعبنا الفلسطيني، والاحتلال في محل اختبار وترقب من قبل المقاومة الفلسطينية وجماهير شعبنا".
وأكد المصري أن "خيار مسيرات العودة لا يتناقض مع خيار مقاومتنا التي تخوض الجولة العسكرية تلو الجولة العسكرية وهي تثبت أن يدها على الزناد".
وأوضح أن "الشعب الفلسطيني يسير بخطين متوازيين خط المقاومة التي خلقت معادلة جديدة في الجولة الأخيرة، القصف بالقصف والدم بالدم"، قائلا: "نحن ماضون بالتوازي في كلا الخيارين الشعبي والعسكري".
وفي ما يتعلق بالوساطة المصرية ودوها في التهدئة الأخيرة، قال القيادي في حماس: "تدخلت الوساطة المصرية في كلا الملفين؛ ملف مسيرات العودة التي ما زالت مستمرة مع انتزاع بعض حقوقنا الإنسانية، وملف تثبيت وقف إطلاق النار بعد الجولة الأخيرة التي ترتب عليها سقوط ليبرمان، ونحن على تماس مع مصر في سبيل تحقيق مصالحنا".
وحول خيارات حماس في مواجهة قمع أجهزة أمن السلطة للحراك الشعبي بالضفة الغربية، أكد مشير المصري أن "الخيار الاستراتيجي لدى حركة حماس ولدى الشعب الفلسطيني هو خيار المقاومة، ولم يعد أحد يؤمن بخيارات التسوية والمفاوضات والتنسيق الأمني مع العدو الاسرائيلي إلا من ربطوا مصالحهم بالاحتلال ومن ربطوا كراسيهم برضا الاحتلال".
وأوضح أن ثقافة المقاومة الآن أصبحت ثقافة شعب أكمله، لافتا إلى أن الشعب الفلسطيني كفر بالتسوية والتنسيق الأمني "المقدس"، ويدرك أن الخيار الكفيل بانتزاع حقوقه وثوابته ووقف هذا الإجرام الاسرائيلي هو خيار المقاومة، ولا شك أن نموذج غزة نموذج إيجابي يحتذى به في بقية المناطق، لصناعة معادلة الردع مع العدو الاسرائيلي".
وفي رده على سؤال حول دلالات عملية إطلاق النار التي شهدتها الضفة الغربية المحتلة مؤخرا، قال القيادي في حماس، إن ما يحدث في الضفة الغربية هو تحول إيجابي لصالح المقاومة الفلسطينية.
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية استطاعت أن تخرج من تحت مقصلة الاحتلال وقبضة السلطة الفلسطينية عبر ما يسمى بالتخابر والتنسيق الأمني مع العدو الاسرائيلي الذي لاحق المقاومة وصادر سلاحها واعتقل مجاهديها وحاول أن يقتل جذوتها في نفوس أبناء الشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن "المقاومة استبسلت، ونفذت عمليات نوعية في المراحل الأخيرة، واستطاعت أن تخرج من كبوتها، وأن تفرض معادلة جديدة في إطار الصراع مع العدو الاسرائيلي".
وأضاف: "وما العمليات النوعية عنا ببعيد إذ استطاعت فيها المقاومة الفلسطينية تسجيل نقاط متقدمة، وأن تربك حسابات الاحتلال، وتخترق معادلات المستحيل، وتكتب مرحلة جديدة عنوانها أن الضفة الغربية عصية على الانكسار وأكبر من الذوبان".
وأردف المصري: "في اليوم الذي أقدم فيه العدو الاسرائيلي على اغتيال الشهيد القسامي المجاهد أشرف نعالوة ، والشهيد القسامي المجاهد صالح البرغوثي استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تسجل عملية نوعية بقتل العديد من جنود الاحتلال".
وأكد أن العمليات التي تشهدها الضفة الغربية تأتي كرد طبيعي على جرائم الاحتلال المتتابعة، وعلى تهويد القدس ، وسرقة الأرض بالاستيطان، وعمليات الاغتيالات المستمرة، والقتل، والاعتقال.
ووصف حملة الاعتقالات التي تشهدها الضفة الغربية وطالت قيادات ونواب وكوادر من أبناء حركة حماس بأنها "محاولة تقويض لدور حماس في الضفة الغربية"، مضيفا: "السلطة للأسف مارست دورا خبيثا من خلال ملاحقة المسيرات المناصرة للمقاومة الفلسطينية والتي خرجت في ذكرى انطلاقة حركة حماس، وارتكبت أعمالا مشينة بضرب النساء وسحلهن، في تأكيد جديد على أن السلطة تقف بجانب الاحتلال في محاولة تقويض المقاومة الفلسطينية".
وقال مشير المصري، إن "الضفة الغربية اليوم تدخل مرحلة جديدة تثبت فيها مدى حيويتها وإصرارها على مشروع المقاومة ومضيها في هذا الطريق"، مؤكدا أن التجربة أثبتت أن الشعب الفلسطيني عصي على الانكسار".
وأضاف: "كل محاولات الإذابة والتمييع وحرف بوصلة الشعب الفلسطيني عن الطريق فشلت"، متابعا: "ربما تمر بعض المناطق بحالة من الكبوة لكن سرعان ما تخرج من قبضة المعتدين وتستطيع أن تسجل نقاطا متقدمة في إطار مقاومتها، وعلى الاحتلال أن يدرك ذلك".
ولفت القيادي في حماس إلى أن "الاحتلال والسلطة ظنا في الفترة الأخيرة أن المقاومة قد استسلمت وأن روح المقاومة قد انطفأت، وجذوة الصمود لشعبنا في مقاومة المحتل قد انتهت، لكننا مطمئنون لاستشراف مستقبل المقاومة في الضفة الغربية كما هو الحال في غزه".
وقال القيادي في حماس ، إن الاحتلال الإسرائيلي تلقى ثلاث ضربات موجعة في وقت واحد.
واعتبر مشير المصري، ، أن فشل تمرير مشروع القرار الأمريكي لإدانة حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة، مثل ضربة دبلوماسية موجعة للعدو الاسرائيلي على المستوى الأممي، بعد أن تلقى ضربة أمنية وعسكرية في قطاع غزة، ثم سياسية بسقوط وزير الحرب الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
وأكد أن "فشل الإدارة الأمريكية في تمرير مشروع قرار لإدانة حركة حماس في الجمعية العامة للأمم المتحدة يدل على أن المعاني الإنسانية والقيم والأخلاق ما زالت موجودة لدى الدول التي تناصر الحق الفلسطيني، ولكن في نفس الوقت تصويت 87 دولة لصالح مشروع القرار الأمريكي يحتاج إلى تقوية الدبلوماسية الفلسطينية والعربية والإسلامية لمزاحمة الرواية الاسرائيلية ووقف حالة النزيف الذي تتعرض له القضية الفلسطينية".
وتابع: "دبلوماسية حماس في علاقتها مع الدول تتحرك في هذا الاتجاه، وتحث بقية الدبلوماسية العربية والإسلامية على التحرك الجاد في هذا الأمر"، لافتا إلى أن "ما يحدث هو انقلاب على التاريخ وانقلاب على مقررات الأمم المتحدة وتجاوز لكل المواثيق والأعراف الدولية التي كفلت المقاومة الفلسطينية".