في حوار خاص مع وكالة سوا الاخبارية

حوار: نائب ملادينوف: لا نرى في الأموال القطرية لغزة إغاثة انسانية باستثناء الوقود

جيمي ماكغولدريك خلال حواره مع وكالة سوا الاخبارية في غزة

في حوار خاص لوكالة سوا الاخبارية مع جيمي ماكغولدريك منسق الشؤون الانسانية في الأراضي الفلسطينية ونائب نيكولاي ملادينوف المنسق الخاص للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط ، تطرق خلاله للأوضاع الإنسانية في قطاع غزة ، ودور الأمم المتحدة في إدخال الوقود القطري لمحطة كهرباء غزة ، والأموال القطرية للقطاع ، وبرنامج الغذاء العالمي.

وقال ماكغولدريك ان :" الأمم المتحدة لا ترى في الأموال القطرية لقطاع غزة إغاثة إنسانية باستثناء الوقود الذي يتم إدخاله لمحطة كهرباء غزة ".

وأوضح ان الأمم المتحدة طلب منها تسهيل عملية إدخال الوقود القطري لتوفير الكهرباء لكامل قطاع غزة.

وأضاف ماكغولدريك :" نحن نقوم بعدة أشياء من وجهة نظر إنسانية، ومنها عملية ادخال الوقود، حيث نقوم نحن وبشكل غير مباشر بإدخال وقود للمولدات الكهربائية في المستشفيات ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي".

وأشار الى ان توفير الوقود لمحطة كهرباء غزة جعل الكهرباء أرخص وأكثر فعالية.

وتابع : "من وجهة نظر إنسانية فقد ساهم الوقود القطري لمحطة كهرباء غزة بتخفيف انفاقنا، حيث ننفق سنوياً حوالي 8 مليون دولار على الوقود الذي كان يذهب الى المولدات، ولكن تقديم هذا الوقود لمحطة كهرباء غزة كان أكثر فاعلية".

وفي تعليقه على رفض الأمم المتحدة إدخال أموال المنحة القطرية لغزة بالرغم من موافقتها على إدخال الوقود القطري قال ماكغولدريك :" لم يُطلب من الأمم المتحدة فعل شيء آخر، غير التدخل في موضوع الوقود الذي كان الجزء المهم بالنسبة لنا؛ لأنه كان يخدم احتياجات إنسانية".

وأضاف :" أنا غير متأكد إذا، على ماذا تم التفاوض بالنسبة للتمويل الآخر، وإذا ما كان مخصص للرفاه الاجتماعي أو دفع الرواتب وهو أمر لا نرى فيه إغاثة إنسانية ، فالنسبة لنا الإغاثة الإنسانية هي الوقود".

ووفق المسؤول الأممي، فإن الوقود القطري الموجود الآن سيكفي حتى شهر مارس – إبريل من العام القادم، وذلك حسب الاستخدام نتيجة قدوم فصل الشتاء.

وقال :" هذا أمر مؤقت وغير مستدام".

وأضاف :" علينا محاولة إيجاد طريق لاستدامة هذا الأمر سواء من خلال تمويل إضافي للوقود من مصادر اخرى ، وليس بالضرورة قطر لتغذية محطة توليد الكهرباء".

وذكر أن الإجراءات التي تقوم بها الأمم المتحدة "قصيرة المدى"، موضحا أن الإجراءات بعيدة المدى يجب أن تكون أشياء، كتحسين عمل محطة الكهرباء، وخط 161، وتحسين الخطوط المغذية من مصر وإسرائيل وتحويل المحطة لتعمل بالغاز.

وأضاف : "هذه كلها خطط على المدى البعيد، وفي الوقت الحالي يوفر لنا الوقود القطري بعض الوقت (..) ونأمل أن يكون هناك مزيد من التمويل لمواصلة هذا الأمر".

الظروف المعيشية بغزة غير مقبولة

ووصف ماكغولدريك الوضع الإنساني في غزة بأنه "مستنكر"، والظروف المعيشية "غير مقبولة"، مبينا أن "هذا الوضع كان قبل مسيرات العودة وأزمة الأونروا ، والتي كان قبلهما الوضع صعب جدا". وفقا له.

ويرى المسؤول الأممي أن هاتين القضيتين (مسيرات العودة وأزمة الأونروا) ساهمتا في خلق ظروف أسوء من قبل بكثير. بحسب تعبيره.

وذكر أن 70% من الأشخاص ما دون سن 30 عاطلين عن العمل، و53% من المواطنين العاديين عاطلين عن العمل أيضا، مضيفا : "تتجول في أروقة مستشفى القدس أو الشفاء وترى في اقسامها المختلفة مصابي مسيرات العودة غير الواثقين بما سيحدث لهم بالمستقبل، وإذا ما كانوا يستطيعون المشي مرة اخرى أو أن يعملوا بشكل منتج مجدداً".

وتابع : "بالنسبة لي فإن ما يحدث لغزة مأساة".

خطط الأمم المتحدة

وفي رده على سؤال (سوا) حول خطط الأمم المتحدة لحل أزمة كهرباء غزة بشكل مستدام بعد انتهاء المنحة الحالية، قال : "نحن على تواصل دائم مع المانحين والدول الأعضاء، ونطلب منهم دعم الوضع الإنساني هنا".

وأوضح أنه يجري زيارات لدول - لم يُسمها - في محاولة لزيادة وعيهم حول الموقف هنا بما فيها القضايا الكبرى مثل الكهرباء والفقر والأمن الغذائي".

وأضاف : "علينا إخبار الناس باستمرار أننا بحاجة إلى المال للحصول على الوقود لتوليد الكهرباء وبحاجة للكهرباء لتحسين حياة الأشخاص ونحتاج إلى تشغيل الأشخاص من خلال برامج التشغيل ليستطيعوا رعاية أنفسهم"، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تحاول في الوقت الحالي القيام بجمع الأموال للأمن الغذائي والقطاع الصحي.

برنامج الأغذية العالمي

وتطرق منسق الشؤون الانسانية في الأراضي الفلسطينية خلال حديثه لـ(سوا) إلى المعلومات التي تتحدث عن أن برنامج الأغذية العالمي سيوقف دعمه عن الأسر الفقيرة بغزة، وقال : "برنامج الغذاء العالمي هو مؤسسة أخرى على غرار وكالة الغوث"، موضحا أنه "يواجه تقليصات، حيث أن الولايات المتحدة وبعض المانحين الآخرين أوقفوا مساهماتهم أو قلصوها بنسب معينة أو على الإطلاق".

وأضاف :"هذا الأمر سيكون له أثر على كثير من البرامج التي نديرها، وليس فقط برنامج الغذاء".

وتابع : "في حال عدم وصول تمويل جديد للمؤسسات التي تقدم الصحة والغذاء، فإن علينا تقليص توريداتنا"، مردفا : "إلى أي مدى؟، لا أعلم".

وقال ماكغولدريك :" الفكرة أن التقليص سيتم بناء على الأموال المتلقاه، وهو أمر غير معلوم حتى الآن".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد