بالصور: غزة تستخدم الأسماك لعلاج الأمراض الجلدية
العلاج بالأسماك طريقة جديدة أدخلت إلى قطاع غزة المُحاصر، حيث شرع نادي " كزا ميزا" بتنفيذها ولأول مرة، لمن يعانون من أمراض جلدية وكذلك صدفيه في أقدامهم.
داخل صالة مُجهزة بتقنيات جديدة، من أحواض زجاجية تحتوي على أسماك صغيرة الحجم لا يتجاوز طول الواحدة منها 3 سنتمتر أطلق عليها اسم "دكتور فش"، يجلس محمود أبو الروس صاحب الثلاثين عاماً، مسترخياً واضعاً قدميه في إحدى الأحواض بينما تتسارع الأسماك على التهام ما هو ميت من الجلد الصغير في قدميه.
وفي حديث مع مُراسل وكالة (سوا) الإخبارية، يقول محمود: "سمعت عن دكتور فش وبحثت عنه عبر الانترنت لأجد لهُ فوائد كثيرة، فهو سمك مُفيد للجسم ويتغذى على البكتيريا والفطريات".
ويضيف "أشعر بدغدغة خفيفة في أقدامي مع خذلان، حاسس رجليا كتير خفاف"، وتابع الحديث، يمكن أن أعود إلى استخدام العلاج بالأسماك في حال شعرت بالفائدة".
وكان يحلم صاحب الثلاثين عاماً، بأن يجرب طريقة "العلاج بالأسماك" في حال سافر خارج حدود غزة كونه قرأ عنها كثيراً، إلا أن نادي "كزا ميزا" وفر هذه التجربة في القطاع.
بدورها قالت "رواند" أخصائية العلاج بالأسماك في نادي "كزا ميزا"، إن هذه الفكرة الجديدة والتي تدخل لأول مرة قطاع غزة، تشهد إقبالاً كبير من المواطنين كونها تساعد على التخلص من الخلايا الميتة في القدمين، وتعالج أمراض الصدفية والأكزيما، وتقضي كذلك على الفطريات.
وتضيف الأخصائية "رواند"، أن الأسماك التي يتم استخدامها للعلاج تُدعى " الجارا روفا" وهي أسماك ليس لها أسنان، تتغذى على الجلد الميت في القدمين وتعالج الأمراض الجلدية، وتعمل أيضاً على إعادة الملمس الناعم للقدمين، كجلد الأطفال تماماً. على حد قولها.
وتوضح الأخصائية مراحل العلاج، حيث تبدأ بغسل القدمين بمياه نظيفة ومن ثم يتم ارتداء حذاء خاص لإدخالها إلى حوض التعقيم، قبل وضعها في الأحواض التي تحتوي على الأسماك العلاجية، وتُترك القدمين لمدة نصف ساعة دون تحريك، حتى تتغذى الأسماك على الخلايا الميته والفطريات الموجودة بالقدمين، منوهةً إلى أنه يتم التوقف عن استخدام الحوض لمدة نصف ساعة حتى يُعاد تعقيمه لاستخدامه مُجدداً.
وتتابع، إن أول جلسة يخضع إليها الزائر، يشعر بالتحسن بنسبة 60%، بعد أن يقضي نصف ساعة واضعاً قدميه داخل حوض المياه التي تحتوي على الأسماك العلاجية.
ومن جانبه قال محمود عثمان المدير الفني لقسم "دكتور فش"، أن اسماك " الجارا روفا" تعيش في المياه العذبة وموطنها الأصلي تركيا، وأن الوظيفة الأساسية لها هو تخليص الإنسان من التعب بعد يوماً من الإرهاق في العمل أو لبس الحذاء لوقت طويل، عن طريق التعامل مع الجهاز العصبي في الجسم من خلال الأقدام. على حد قوله.
ويوضح عثمان، نحن اعتمدنا في طريقة "دكتور فش" على جانب الاسترخاء، وتخليص الإنسان من الطاقة السلبية، مضيفاً أن المركز حالياً يستهدف في علاجه الأقدام واليدين.
بدوره قال زاهر سعد الدين المُشرف على نادي "دكتور فش"، أن أسماك " الجارا روفا "، يتم استيرادها من خارج قطاع غزة، وتمر بالعديد من الصعوبات خلال محاولات إدخالها إلى القطاع، بدءاً بالمعابر ومن ثم صعوبة التنسيق مع الجهات ذات الاختصاص.
وأضاف سعد الدين، إن صعوبة إيصال الفكرة إلى المواطنين في قطاع غزة تقف عائقاً أمام فكرة العلاج بالأسماك، على الرغم من أن بعض سُكان القطاع لديهم معرفة أو تجربة بهذه الطريقة.
ويتابع: هناك ثلاثة أحواض من أصل ستة عشر حوضاً مُخصصة للعلاج، حيث تحتوي على أعداد كبيرة من الأسماك العلاجية، موضحاً أن تكلفة الجلسة الواحدة تبلغ (30) شيكل، أي ما يعادل 8 دولار امريكي.
وختم سعد الدين قوله، "نأمل بتطوير الفكرة لتشمل علاج كامل الجسد من خلال أحواض كبيرة، وكميات أسماك أكثر، حيث أن الأحواض الحالية مخصصة فقط للقدمين ولا يُمكن استخدامها لعلاج أجزاء أخرى من الجسد، فهناك زبائن يعانون من أمراض جلدية في أماكن مختلفة بالجسد لذلك نسعى إلى تطوير الفكرة التي تُعتبر الأولى من نوعها في قطاع غزة.