مركز عروبة يناقش انعكاسات الأزمة الاقتصادية على واقع العملية التعليمية بغزّة

ورشة عمل بعنوان الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على واقع العملية التعليمية التعلْمية في غزة

عقد مركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب ورشة عمل بعنوان الأزمة الاقتصادية وانعكاساتها على واقع العملية التعليمية التعلْمية في قطاع غزة .

ورحب رئيس الجلسة الدكتور حمادة الطلاع بالحضور والضيوف المشاركين، وهم الأستاذ الدكتور محمود الحمضيات النائب الاكاديمي في جامعة غزة، والاستاذ الدكتور محمود صبرة استاذ الاقتصاد في جامعة الأزهر بغزّة.

وتناول صبرة الواقع الاقتصادي في قطاع غزة وأهم ماجاء في ورقة العمل التي تقدم بها، أنّ المشكلة الاقتصادية التي يعاني منها قطاع غزة هي مشكلة قديمة وليست وليدة السنوات الاخيرة، وأي تطور للمجتمع يجب توافر لدية مجموعة قيمية متكاملة وليست تعليمية فقط بل ثقافية واقتصادية واجتماعية ودينية الخ.

وبيّن صبرة أن أي افق للتطور المجتمعي هو الاستثمار في راس المال البشري وان دور الدولة الاساسي هو توفير البنية التحتية لخلق مقومات النجاح على جميع المستويات. كما ركّز على ضرورة توفر التعليم الجيد الذي يؤدي الى زيادة وتوسع الطبقة المتوسطة مما يقلل من الفجوات الطبقية ويساهم في عدالة التوزيع للثروات، وكذلك دور الانفاق الاقتصادي لزيادة جودة ونوعية التعليم، وأن اهم سبل التنمية الاقتصادية الحقيقية هو الاهتمام بالتعليم عامة والتعليم الاساسي بصفة خاصة عبر خلق بيئة قيمية وثقافية تراكمية.

وأكد على اهمية الربط بين النظرية والواقع وترجمة الابحاث العلمية الى نتائج يستفاد منها على مستوى اصحاب القرار.

بينما شارك الحمضيات بورقة عمل تناول فيها إنعكاس الواقع الاقتصادي في قطاع غزة على العملية التعليمية التعلْمية، وأهم ما تناوله، أنّ "ضعف التعليم من اهم اسباب الهجرة الفلسطينية عام 1948، نظرًا لتفشي حالة الجهل بشكل كبير بين ابناء الشعب الفلسطيني".

وأكد الحمضيات على ان التعليم يعتمد على اسس ومساقات ثلاثة هي الاقتصادي والعسكري والاجتماعي والذي من بين مكوناته الاساسية التعليم، وانه لا قوة ولا عدالة دون تعليم ودون اقتصاد وان جميع العناصر والمساقات مترابطة ومتكاملة ومتبادلة التأثير.

وبيّن أنّ الواقع الفلسطيني يعاني من ضعف التعليم بجميع عناصره وهي البيئة التعليمية والمعلم والمنهاج وكذلك عدم الاهتمام بالابداع وغياب الفلسفة والرؤية الشاملة وكذلك قصور العملية التعليمية من تحقيق هدفها في بناء شخصية الانسان بعقلية العصر والتطور الشامل وكذلك لم تحقق العملية التعليمية هدفها في زيادة الاهتمام بالابداع والمعرفة والوعي.

كما تطرق إلى غياب دور الجامعات في تحقيق اهدافها والمتمثل في صقل الشخصية الفلسطينية الابداعية ونتيجة لحزبيتها فقد مارست دورا تضليليا وتغييبيا للمنظومة القيمية وبروز الفجوة الكبيرة بين النظرية والتطبيق.

بينما أكد الحمضيات على أهمية التركيز على التعليم التقني الذي لم يأخذ نصيبه الذي يستحق بما يتلاءم مع حاجة السوق وتوفير حوافز وعوامل النجاح له.

إضافةً إلى ذلك، حذر الحمضيات من خطورة الواقع التعليمي واعتبره مسؤلية الجميع وطالب من الجميع اعادة الاعتبار له كقوة اساسية في عملية النهوض.

من جانبهم، قدّم عدد من الحضور من الاساتذة ومدراء المدارس والاكاديميين مداخلات واسئلة مهمة في هذا السياق ، وفي نهاية الورشة شكر الدكتور حمادة الحضور على الاسهامات المهمة التي قدموها خلال ورشة العمل واعدًا بتحويل مخرجاتها لتوصيات ليم وضعها امام جهات الاختصاص والمهتمين للاستفادة منها، في اطار مساهمة المركز في تسليط الضوء على مجمل القضايا و الظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تهم الانسان الفلسطيني وتؤثر عليه وتقديم المعالجات العلمية لها.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد