ندوة في غزة تناقش دور المثقف الفلسطيني في مواجهة التحديات المعاصرة للقضية الفلسطينية

ندوة في غزة تناقش دور المثقف الفلسطيني في مواجهة التحديات المعاصرة للقضية الفلسطينية

نظمت رابطة المثقفين العرب وبالتعاون مع معهد بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات، ندوة ثقافية بعنوان المثقف الفلسطيني والتحديات المعاصرة صفقة القرن نموذجاً حضرها نخبة من الأكاديميين والمفكرين والمثقفين الفلسطينيين وذلك في قاعة فندق الكومودور في مدينة غزة .

ووفقا لما وصل وكالة "سوا" الإخبارية بدأت جلسات الندوة بكلمة للدكتور أكرم حمدان رئيس رابطة المثقفين العرب بلندن ألقاها نيابة عنه ممثل الرابطة بغزة الأستاذ وائل المبحوح، قال فيها: "إن هذه الندوة تمثل باكورة أنشطة رابطة المثقفين العرب في فلسطين، وهي تتناول مسألة تهم مستقبل قضيتنا الفلسطينية في ظل ما تشهده المنطقة من انزلاق في الوضع العربي وتوجه بعض القوى الى تجديد الصراعات العربية البينية من خلال تأسيس محاور جديدة انخرطت في سياسات دولية معادية للمصالح العربية، ولا سيما القضية الفلسطينية التي يتم السعي لتصفيتها عبر مشاريع التسوية المزعومة أو ما بات يسمى صفقة القرن".

وأضاف: "إننا في رابطة المثقفين العرب نقدر دور المثقف العربي في قضايا امته، وعلى رأسها قضية فلسطين، ونسعى الى تكريس ذلك الدور عبر توحيد جهود المثقفين العرب في مختلف المواقع والبلدان وجمع كلمتهم باتجاه تصحيح بوصلة المواطن العربي وتوجيه الوعي الجمعي للشعوب العربية باتخاذ المواقف المبدئية من القضايا العربية الكبرى ومختلف ملفات المنطقة"، داعياً كافة المثقفين الأحرار للانخراط في سلك الرابطة والانضمام اليها والمساهمة فيها بالكتابة ومشاركة الآراء كل حسب تخصصه ومجال اهتماماته.

وترأس الجلسة الأولى للندوة الدكتور أحمد يوسف رئيس معهد بيت الحكمة للاستشارات وحل النزاعات، وشارك فيها الدكتور إبراهيم أبراش وزير الثقافة الأسبق ورئيس مجلس أمناء جامعة الأزهر، والأستاذ يسري درويش رئيس الاتحاد العام للمراكز الثقافية، والأب مانويل مسلم عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات.

وتحدث أبراش حول تداعيات صفقة القرن على فرص قيام دولة فلسطينية في حدود 1967، مبيناً أن صفقة القرن هي مشروع أمريكي جديد لتسوية الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد الفشل الذريع لمشروعي أوسلو ومدريد، وهو يشمل قضايا شاملة متعددة الأبعاد سياسية واقتصادية وأمنية.

وقال أبراش: "ان صفقة القرن أسوأ من أوسلو ومدريد لأن الوضع الفلسطيني الداخلي كارثي والوضع العربي والإقليمي والدولي أكثر سوءا من الأوضاع التي كانت سائدة زمن أوسلو ومدريد، وإن هذه الصفقة جاءت لتفرض واقعا جديدا دون أي اعتبار لوجهة النظر الفلسطينية، وستبنى على الواقع الفلسطيني الذي أوجده الانقسام السياسي".

من جهته تحدث درويش حول الموقف الفلسطيني الفصائلي والشعبي من صفقة القرن، مشيراً إلى أن الموقف الشعبي الفلسطيني جاء أسرع من الموقف الفصائلي حيث خرج الشباب الفلسطيني في أكتوبر 2017 في مسيرات عفوية نحو الحدود الشرقية للتعبير عن رفضهم المطلق لقرارات الإدارة الأمريكية الجديدة.

وقال درويش: "الموقف الرسمي الفلسطيني المتمثل بمؤسسات السلطة ومنظمة التحرير والموقف الفصائلي يعلن وبشكل واضح أنه ضد الصفقة جملة وتفصيلاً، إلا أن تلك المواقف لم تذهب نحو الرفض الفعلي المتوج بأفعال على أرض الواقع الا من خلال مسيرات العودة التي انطلقت من قطاع غزة بتاريخ 30 مارس الماضي والتي تهدف لإظهار الحق الفلسطيني وارباك الموقف الأمريكي وأن الشعب الفلسطيني لن يتنازل أبداً عن حقوقه الوطنية"، داعياً إلى ضرورة تحقيق الوحدة وتوحيد الجهود الفلسطينية لإفشال التحديدات التي تعترض القضية الفلسطينية.

من جانبه تحدث الأب مسلم حول التيارات الدينية ورؤيتها تجاه صفقة القرن من وجهة نظر مسيحية، مؤكداً أن المسيحيين الفلسطينيين يعتبرون صفقة القرن امتداداً للمؤامرات والمخططات التاريخية التي تسعى للقضاء على الحضارة التاريخية العريقة التي وجدت على أرض فلسطين واستبدالها بحضارة أخرى غريبة، مستعرضاً العديد من المحاولات لتزييف تاريخ فلسطين وإيجاد مكان لليهود على أرضها.

وقال مسلم: "تاريخنا الحالي الذي يجب أن نكتبه هو التصدي لصفقات القرن العشرين والحادي والعشرين، وأهمها أوسلو والتطبيع العربي والصلح مع إسرائيل والمبادرة العربية وصفقة القرن التي ظهر رأسها عندما اعترف ترامب بأن القدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف: "يجب أن يكون دور المثقفين هذه الأيام يرتكز على تعزيز المقاومة المسلحة في كل مكان، ورفض الوطن البديل، والمطالبة بانتخاب قيادة وطنية توّحد الفلسطينيين في الوطن والشتات، وتعزيز مسيرة العودة في قطاع غزة، ومنع إعطاء تسهيلات لدخول الكنائس المسيحية الأصولية الى فلسطين".

وترأس الجلسة الثانية للندوة الكاتب والروائي يسري الغول، وشارك فيها الأستاذ عبد الله تايه الأمين العام المساعد للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، والأستاذ توفيق أبو شومر كاتب ومحلل سياسي، والأستاذ أكرم عطا الله كاتب ومحلل سياسي.

وتحدث تاية حول الأدب في مواجهة الاحتلال الصهيوني، مبيناً أن الكتّاب والأدباء يمثلون صوت الأمة الاستراتيجي ويعبرون عن الهوية والتاريخ والذاكرة والحراك الإنساني والمشاركة الفاعلة وهم المبادرون في تناول مختلف القضايا من خلال كتاباتهم الأدبية، لافتاً إلى أن الأدباء الفلسطينيين انخرطوا في العمل النضالي منذ بداياته وكانت لهم بصمات واضحة واستطاعوا وضع فلسطين في مكانة مرموقة على خارطة الثقافة العربية والدولية.

وقال تايه: "إن الخطاب الأدبي الفلسطيني بمختلف أجناسه الأدبية يتجه نحو فضح الرواية الصهيونية المزيفة التي تستخدم منظومة إعلامية ضخمة بمساندة وسائل اعلام عالمية تسعى لتزوير الرواية الفلسطينية وبث الأكاذيب والادعاءات الباطلة، وهو ما يفرض علينا ضرورة ترجمة الأعمال الأدبية الفلسطينية إلى لغات عالمية حية لمخاطبة الرأي العام العالمي وكشف الحقائق، حتى لا نكون كالذي يحدث نفسه"، داعياً إلى تأسيس هيئة وطنية للترجمة تعمل بالتعاون مع السفارات الفلسطينية على نشر المحتوى الأدبي والإعلامي الفلسطيني على أوسع نطاق ممكن.

5.jpg
10.jpg
4.jpg
2.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد