باراك: نتنياهو وليبرمان تراجعا عن ضرب إيران لرفضهما سلاما مع الفلسطينيين
القدس / سوا / كشف وزير الأمن الإسرائيلي السابق ورئيس الحكومة الأسبق، ايهود باراك، عن مداولات أجراها مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو ، ووزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، خلال ولاية الحكومة السابقة، وتبين منها أن نتنياهو رفض التقدم في المفاوضات حول سلام مع الفلسطينيين من دون موافقة ليبرمان، لكن ربما كانت هذه مجرد ذريعة.
وقال باراك في مقابلة نشرتها صحيفة "هآرتس"، الجمعة، إنه "في بداية ولاية تلك الحكومة (السابقة)، اعتقدت أن الرغبة لإحداث نقطة زمنية يكون بالإمكان فيها التوصل إلى توافق واسع أو إلى حد أدنى من المعارضة لإمكانية شن عملية عسكرية إسرائيلية مستقلة في إيران سيؤدي إلى إخضاع كل الأمور الأخرى. أي أنه إذا كان مهاجمة المنشآت النووية في إيران هو الأمر الأهم فعلا، فإن الامتحان الوحيد للقدرة القيادية هو الاستعداد لإخضاع أمور أخرى من أجل تنفيذ الهجوم".
وأضاف باراك أنه "كان واضحا أن الدخول في مفاوضات مكثفة (مع الفلسطينيين) سيزيل بشكل كبير الحواجز، وسيغير الوضع في أوروبا، وسيغير بشكل كامل الوضع في الولايات المتحدة. وهذا لن يجعلهم يصفقون لنا أو يشجعوننا (على مهاجمة إيران)، لكنه سيعتم على المعارضة".
وأشار باراك إلى أنه كانت هناك معارضة إسرائيلية داخلية لمهاجمة إيران من جانب جهاز الأمن ووزراء ورئيس الدولة في حينه، شمعون بيرس، "الذي عملوا من أجل خلق الهلع البالغ لدى الجمهور"، معتبرا أن هذا "هلع لا أساس له، حيال ما سيحدث هنا إذا هاجمنا".
وتابع باراك أنه "عندما يواجه الناس مخاوفهم مقابل القيادة غير القادرة على جمع قواها النفسية للانشغال بالموضوع الفلسطيني، وهو الأمر المؤلم أكثر ولكنه الأبسط من حيث بنيته ووضوحه، فإنهم يتساءلون ما إذا كانت هذه القيادة قادرة أصلا على التعامل مع الأمر الأكبر؟".
وحول ما إذا كان نتنياهو يتذرع بموقف ليبرمان المعارض للمفاوضات مع الفلسطينيين، قال باراك "لن تعرف أبدا إذا كان بيبي ليس قادرا أو أنه لا يريد".
وأضاف أنه "شعرت أكثر من مرة أنه نشأت لدى بيبي الإدراك بأن هذا (التقدم بالمفاوضات) هو الأمر الصائب من الناحية العقلانية. لكن مشكلته ليست في مجال الإدراك. فهو يفهم التعقيدات... وكان يقول لي في نهاية الأمر: ’لسنا وحدنا، ولا يمكننا اتخاذ قرار حول هذا الأمرمن دون ليبرمان’".
وتوقع باراك أن يمارس العالم ضغوطا على إسرائيل بسبب استمرار الاحتلال، وأن هذه الضغوط ستكون شبيهة بتلك التي مورست على جنوب أفريقيا إبان نظام الأبرتهايد. وأقر بأنه "تجري عمليات بطيئة لنزع الشرعية عن إسرائيل تحت سطح الأرض. حركة BDS للمقاطعة أو سحب استثمارات وفرض عقوبات على إسرائيل، كلها أخذت تتطور. واسمها مستعار من الحركة التي أدت إلى انهيار جنوب أفريقيا التي كانت اقتصاديا وعسكريا أقوى من كل أفريقيا الواقعة تحت الصحراء الكبرى، ولكنها لم تصمد، لأنها لم تتمكن من الصمود في العزلة الدولية".
واعترض باراك على طلب نتنياهو من الفلسطينيين بالاعتراف بيهودية إسرائيل، واعتبر أن الأمر الحاسم لدى نتنياهو هو بقاؤه السياسي.
وانتقد باراك نتنياهو بسبب أدائه خلال العدوان على غزة في الصيف الماضي، لأنه لم تكن خلال هذه الحرب "صورة انتصار" لإسرائيل ولأنه ليس واضحا سبب استمرارها لمدة طويلة "وربما هذا عزز حماس ". وأضاف "ليس مؤكدا أن الدمار الخطير أحدث شرخا بين حماس والسكان، لأنه ربما لم يشعر السكان بأن ثمة خيار... وبيبي قال خلال الجرف الصامد إنه ’عندما نفعل ذلك فإننا سنقضي على حكم حماس’.
ورأى باراك أنه يتزايد عدد الإسرائيليين الذين "يدركون أنه لا يوجد حل باستثناء ذاك الحل الذي كان مطروحا على الطاولة في كامب ديفيد، أو مسار كلينتون أو أنابوليس، كلها ذات الشيء" في إشارة إلى حل الدولتين.
وعقب نتنياهو على صفحته في موقع "فيسبوك" وحسابه في "تويتر" على أقوال باراك، واعتبر أنه "في الموضوع السياسي، باراك لم يصح بعد وما زال يطرح مواقف يسارية تفتقر للمسؤولية تماما مثل رفاقه في معسكر اليسار، ليفني وبوجي (هرتسوغ). وعلى الرغم من انتشار الإسلام المتطرف في منطقتنا، مثلما رأينا الاعتداء الدموي في فرنسا، فإن قادة اليسار باراك وليفني وبوجي ما زالوا يحاولون تسويق حلم الشرق الأوسط الجديد الذي بات كابوسا منذ وقت طويل".
وأضاف نتنياهو أنه "كرئيس للحكومة سأستمر في موازاة ذلك بدفع القناة الهادئة مع الجهات المعتدلة في العالم العربي، والتي هي فقط قادرة على إرغام الفلسطينيين على التوصل إلى تسوية سياسية تضمن أمن إسرائيل".