بعد أحداث الانقسام وتحديداً في العام 2008م، استثمر أحد الفلسطينيين وهو من سكان قطاع غزة في تجارة الحمير، فقام بشراء قرابة ال100 حمار، وربطها قرب بيته، ووقتها كان لدية أشهر وأجود أنواع الحمير في البلد، وسيطر ذلك المستثمر على سوق الحمير خلال 6 أشهر فقط، فقد أوصل سعر الحمار إلى 700 دينار أردني أي ما يعادل 1000$، اعتمدت فكرة المستثمر على جمع الحمير من السوق بطريقة ذكية، من خلال اغراء أصحاب الحمير بأنه يُفكر في عمل مزرعة متنوعة من الحمير، ليدخل بها موسوعة غينس للأرقام القياسية، في قدرته على جمع أنواع مختلفة من الحمير في مكان واحد في قطاع غزة، ولكنه قام ببيع الحمير بأسعار مرتفعة وذلك لحاجة الناس لها بعد أن منع الاحتلال الإسرائيلي دخول الوقود لقطاع غزة، فتم استخدامها كوسيلة للنقل بدلاً من السيارات.

"2"

عندما اشتد الحصار في العام 2008م، ومنع الاحتلال الإسرائيلي دخول حفاظات الأطفال " البامبز" للسوق المحلي تحت ذريعة استخدامها في صناعة الصواريخ، فقد استثمر أحد الفلسطينيين في البحث عن فرصة لشراء الحفاظات التالفة من المصانع الأردنية وادخالها الي مصر ومن ثم تهريبها الي قطاع غزة عبر الأنفاق، وقد حقق ذلك المستثمر أمولاً طائلة من خلال بيع الحفاظات، دون أن يُراعي حاجة العائلات الفلسطينية لتلك الحفاظات.

"3"

الجميع يعلم أن قطاع غزة عانى الويلات من جراء انقطاع التيار الكهربائي، فقد استثمر أحدهم في صناعة "الليدات"، وهي وسيلة للإنارة البديلة تستخدم فقط في قطاع غزة، حيث نجح ذلك المستثمر في اقناع احدى الشركات الصينية في انتاج كميات كبيرة من الليدات، وغمر السوق الفلسطيني بها، وهي الطريقة الحديثة والمبتكرة للتكيف مع ظروف انقطاع الكهرباء وخلق طريقة مبتكرة وبديله لتوفير النور للبيوت المظلمة، جراء الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي.

"4"

قبل توقيع اتفاق المصالحة الأخير في القاهرة 2017م، كان يجلس أحد القيادات الفلسطينية في جلسة تفاكر مع مجموعة من جيرانه، فسألة أحد الجيران ذلك القيادي عن مستقبل انتظام وصول التيار الكهربائي وعودته مثلما كانت قبل عام 2006م، فقال ذلك القيادي لن تُحل مشكلة الكهرباء وأنصحك بأن تستثمر ادخاراتك التي حصلت عليها من وكالة الغوث في شراء مولد كهربائي كبير وتقوم بتوزيع الكهرباء على بيوت الناس مقابل اشتراكات شهرية فهذا أفضل المشاريع التجارية التي تُدر دخلاً في ظل الحالة الاقتصادية المعقدة التي يعيشها قطاع غزة.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد