حنا: المسيحيون والمسلمون هم أبناء شعب واحد ويدافعون عن قضية واحدة

المطران عطالله حنا

استقبل سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم وفدا من مدراء وأساتذة المدارس الثانوية في مدينة الخليل والذين قاموا اليوم بجولة في البلدة القديمة من القدس شملت زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة حيث استقبلهم سيادة المطران مرحبا بزيارتهم للمدينة المقدسة.

وجاء في تصريح وصل وكالة "سوا" الإخبارية:

نوجه التحية لاهلنا واحباءنا في الخليل واعرب عن تضامنه معهم وهم يتعرضون في البلدة القديمة الى تعديات استيطانية احتلالية لا تختلف كثيرا عن السياسات الممارسة بحق مدينة القدس .

نرحب بكم في كنيسة القيامة والتي تعتبر من اهم المعالم الدينية المسيحية في بلادنا وفي العالم اجمع لا سيما ان هذه الكنيسة تحتضن القبر المقدس بكل ما يعنيه في ايماننا وعقيدتنا وتاريخنا وتراثنا .

نرحب بكم في هذا المكان الذي يعتبره المسيحيون في مشارق الأرض ومغاربها انه قبلتهم الأولى والوحيدة فلا يوجد في العالم المسيحي ما هو اهم وما هو اقدس من كنيسة القيامة التي تحتضن المراحل الأخيرة من حياة السيد المسيح على الأرض .

اود ان أقول لكم بأن المسيحية في بلادنا ليست بضاعة مستوردة من الغرب كما يظن البعض والسيد المسيح لم يولد لا في لندن ولا في باريس ولا في روما ولا في القسطنطينية بل ولد في فلسطين وعاش في فلسطين وكل ما قدمه للإنسانية كان هنا في هذه البقعة المقدسة من العالم التي اختارها الله لكي تكون مكان تجسد محبته نحو البشر .

من هنا انطلقت المسيحية والكنيسة في فلسطين هي اعرق واقدم كنيسة في عالمنا والحضور المسيحي في هذه الأرض لم ينقطع لاكثر من الفي عام رغما عن التقلبات والأوضاع السياسية التي حلت ببلادنا .

المسيحيون الفلسطينيون في هذه الأرض المقدسة انتماءهم هو لوطنهم ولقضية شعبهم وهم ليسوا من مخلفات حملات الفرنجة الصليبية كما يسميها البعض كما انهم ليسوا امتدادا لاي نوع من الحملات الاستعمارية التي مرت ببلادنا والتي استهدفت المسيحيين كما استهدفت غيرهم من المواطنين .

المسيحيون الفلسطينيون يرفضون ان يُنظر اليهم كأقلية لانهم ليسوا كذلك ومن ينظر الى المسيحيين الفلسطينيين كأقلية انما يسيء الى تاريخنا والى تاريخ بلادنا .

المسيحيون الفلسطينيون لا يطلبون حماية من الغرب بل نعتقد بأن شعبنا هو الذي يجب يحميهم والشعب الفلسطيني عنده كل الطاقات والإمكانيات لكي يدافع عن الحضور المسيحي في هذه الأرض المقدسة هذا الحضور المستهدف والمستباح بطرق مختلفة ومتعددة .

أولئك الذين يعتدون على الحضور المسيحي انما يسعون  لتهميشنا واضعافنا وهم الذين يستولون على عقاراتنا واوقافنا وهم ذاتهم المعتدون على الأوقاف والمقدسات الإسلامية .

فالذي يستهدفنا ويضطهدنا هو واحد وان تعددت المسميات والاوصاف هنا او هناك ، ولذلك وجب علينا ان نوحد صفوفنا وان نكون موحدين لكي نكون أقوياء في دفاعنا عن وجودنا وعن مقدساتنا وعن اوقافنا وفي دفاعنا عن شعبنا الفلسطيني المظلوم الذي قضيته تعتبر اعدل قضية عرفها التاريخ الإنساني الحديث .

المسيحيون الفلسطينيون ينتمون لفلسطين ويتبنون مسالة الدفاع عن قضيتهم الوطنية العادلة كما هو حال اخوتنا المسلمين فهذه القضية هي قضيتنا جميعا، هي قضية الشعب الفلسطيني الواحد بكافة مكوناته واطيافه وطوائفه .

فلسطين هي بلد المحبة والاخوة والتلاقي بين الانسان واخيه الانسان وقد تميزت بلادنا بثقافة التسامح الديني والعيش المشترك منذ قرون طويلة ويجب ان نحافظ على هذه الخصوصية وان نعمل من اجل تدعيم وتكريس ثقافة التلاقي والحوار والتضامن والتعاضد واللحمة بين كافة مكونات شعبنا الذي يناضل من اجل تحقيق امنياته وتطلعاته وثوابته واستعادة حقوقه السليبة .

القدس تمر بأوضاع كارثية والقضية الفلسطينية مستهدفة اليوم اكثر من أي وقت مضى وعلينا ان نكون جميعا على قدر كبير من المسؤولية والصدق والاستقامة والوطنية الحقة لكي نكون جميعا سدا منيعا امام كافة المؤامرات والصفقات والمشاريع المشبوهة التي تستهدف عدالة قضيتنا كأبناء للشعب الفلسطيني الواحد .

قدم سيادته للوفد تقريرا تفصيليا عن أحوال مدينة القدس كما وأجاب على عدد من الأسئلة والاستفسارات.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد