كثيرٌ منا يتسائل بعقله لا بعواطفه، بواقعه وليس بخيال هزله، عن موقف السلطة الفلسطينية بدفاعها إعلاميا وتحشيدها دوليا وتكتيكها سياسيا، للحيلولة دون التصويت فى الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية على قرار يجرم أنشطة حركة حماس وحركة الجهاد والحركات المسلحة الفلسطينية وكل عمل مقاوم ضد الإحتلال وإدانة إطلاق الصواريخ على دولة الإحتلال، ويطالب حركات المقاومة بوقف إطلاق الصواريخ ووقف كل الاستفزازات والأنشطة العنيفة، بما في ذلك استخدام الطائرات الورقية الحارقة"، وتشجيع المصالحة الفلسطينية الداخلية واحترام حقوق الإنسان ، وهذا بحسب النص الأمريكي الصادر عن البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، والتى كانت تأمل أن يتم التصويت على مشروع القرار اليوم الاثنين، لكن الضغوط التي مارستها السلطة الفلسطينية نجحت في إرجاء التصويت إلى الخميس، وعليه يجب توضيح عدة نقاط مهمة لفهم المسألة كاملة والموقف للسلطة هل هو دفاعا أم استحقاقا:

أولا: لقد كفل ميثاق الأمم المتحدة حق المقاومة، ضد أي عمل عدواني، وقد أكدت البنود الواردة في المادة الأولى من الميثاق على حق الشعوب في المقاومة ومواجهة أي عمل عدواني ضدها.

ثانيا: السلطة الفلسطينية تدافع عن تاريخ شعبها ومقاومة وتضحيات قادتها الأوائل، وقد تقلدوا في مسيرة النضال الوطني رمزية المقاومة بالسلاح والمال والدم ، فالمقاومة جزء من فتح والسلطة والوطن والقضية قبل أن تكون حماس هى واجهة الإدانة .

ثالثا: أليس الاحتلال هو الذي بدأ كل حرب وقصف وقتل ودمر وإغتصب وتجبر وتكبر، و قتل الأطفال والشيوخ والنساء مدنيين كانوا غير مقاومين، فليُجرم هو لا الضحية "الحركة المقاومة الفلسطينية" .

رابعا : إدانة المقاومة الفلسطينية بأي من أشكالها وترك الإرهاب الأمريكي الداعم لوجستيا وقرارا للاحتلال الصهيوني هو المدان وهو الإرهاب .

خامسا: إن إدانة المقاومة يعنى التسليم المطلق لقرارات الأرعن الأمريكي وتغطية على جرائم المحتل الصهيوني وقبول بعملية سلمية شكلية غير حقيقية فقط بإطالة المعاناة وهضم ما تبقي من وطن .

سادسا: الإدانة تعني هجوما فلسطينيا وليس دفاعا شعبيا، وتكافؤ للطرفين فى قوة السلاح وإعتراف بحق الجلاد دون الضحية فى الدفاع ، نسوا أن دولة الإحتلال هي دولة عسكرية لا مدنية، إحتلالية لا شرعية، إرهابية لا ضحية.

سابعا: قضية السلطة فى الدفاع عن المقاومة هي حق واستحقاق وقضية وطن وشعب وأمة وتضحيات ودماء وشهداء وأسرى ومعاناة وتاريخ .

ثامنا : على السلطة تسخير كل طاقاتها وعلاقاتها ودبلوماسيتها لمنع التصويت بأغلبية، فما يراد هو إدانة ثم تجريم ثم إلغاء أي شكل مقاوم ليضيع الحق فى المقاومة ، لتبقي دولة الإحتلال آمنة.

تاسعا: ما تقوم به الدبلوماسية الفلسطينية فى الأمم المتحدة هو حق وليس منّة ، وهو واجب وليس موقف، وهو استحقاق وليس عرف.

عاشرا: الإنقسام سببه الاحتلال والراعي الأمريكي لما يسمى عملية السلام وهو الداعم لطرف على حساب طرف آخر امنيا وتنسيقيا وحصارا ومنعا وظلما، فالأولي أن يصوت لفك الحصار لا لإدانة حق ومستحق لشعب ووطن فى التخلص من محتل وحصار واضح معروف ومغض البصر عنه عند الأمريكي الأرعن صاحب سياسة الإنحياز والوقوف الكامل مع الظلم والإستعمار والإرهاب والإستبداد والإجرام .

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد