هناك مثل دارج ومشهور , وكثيرا ما نستخدمه في حياتنا اليومية وهو , كل الطرق تؤدي الى روما , وهناك مثل دارج أيضا وهو مثل شعبي بإمتياز , وين دانك يا جحا , هذه الأمثال وغيرها تقودنا الى مفهوم أن الهدف أهم من الوسائل , لكننا وللأسف كفلسطينيين "صناع قرار" نهتم بالوسائل أكثر من الهدف , في ملف المصالحة , بمعنى أن صناع القرار يهتمون كثيرا في البنود المطروحة في الملف , وهي تمكين حكومة الوفاق لفترة , ومن ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية لفترة , ومن ثم إجراء إنتخابات عامة لتحسم الخلاف , والغريب في الأمر أنهم لا يهتمون بحسم الخلا ف من النقطة الأخيرة , وهي الإنتخابات .
هذه الأمثال تدل على المنطقية , وهي أن الأدوات والوسائل مجرد طريق لهدف , وإن التمسك بالأدوات الصعبة والطريق الأطول للوصول الى الهدف , فهذا يعني الهروب من المنطق , وهذا ينطبق على حالنا كفلسطينيين وعلى القالب السياسي الذي وضعنا نفسنا فيه , كأحزاب وقوى ومؤسسات .
يجب أن نسلم لحقيقة هذا المثل الجميل , أن كل الطرق تؤدي الى روما , ويجب أن نسقطه على الواقع وهو , كل بنود إتفاقيات المصالحة تؤدي الى إنتخابات عامة , فلماذا لا نذهب الى إنتخابات عامة , وخاصة بعد فشل تطبيق كل بنود المصالحة ؟ .
الإجابات متعددة : الخوف من النتائج , الأجندة , القوى الإقليمية , عدم الإعتراف بالفشل , عدم إحترام الدستور , عدم إحترام المواطن , وكل هذه الأسباب بقيادة الخوف من صوت المواطن المكبوت منذ سنوات, فمن الممكن أن تنقلب الأمور كليا في يوم وليلة , والحاكم يصبح محكوما والعكس صحيح .
ورغم أن الخوف هو غريزة تمتلك صانع القرار ومن الصعب التخلص منها , ولكن هذه الغريزة لا تعطيه الحق أن يضرب الدستور والقانون والعرف السياسي وحق المواطن بعرض الحائط , ليكون الشعب مجرد شاهد زور بدلا من أن يكون مصدرا للسلطات كما ينص الدستور, فكل طرف كان يصرح أن الإنتخابات هي الحل , ولكن التصريحات ليس جدية ولا تتعدى وسائل الإعلام , بدليل ذهاب وفد كتلة حماس البرلمانية الى الخارج وخاصة دولة جنوب أفريقيا , في محاولة لتسويق تشريعي غزة , رغم أن ولايته منتهية على الأقل من وجهة نظر المواطن , وأيضا سحب البساط منه لصالح المجلس المركزي , وفي المقابل تصميم الرئيس على تقويض حكم حماس في غزة , فهذه كلها دلائل على عدم الجدية في الإنتخابات .
برأيي أنه حان الوقت ليذهب الشعب ويقول كلمته عبر الصناديق , ويحسم الأمر الذي لم يستطيع حسمه صناع القرار , وخاصة أن السنوات الطويلة كشفت أوراق الجميع أمام الرأي العام , وولدت الخبرة لدى المواطن , وأيضا هناك الكثير من المتغيرات السياسية والداخلية والإقليمية , وهذه بالطبع ستدفعه للتغيير حسب رؤيته الخاصة وليس حسب رؤية الأحزاب المتنافسة .
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية