الأونروا: متأكدون من حصولنا على دعم كبير في 2019
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" يوم الثلاثاء، ثقتها بأنها ستحصل على "دعمٍ كبير" في عام 2019.
وقال الناطق الرسمي باسم الأونروا سامي مشعشع إن المحاولات الأميركية لإنهاء الوكالة فشلت فشلا ذريعا بعد تخفيض عجزها المالي الذي خلفه وقف تمويلها من الولايات المتحدة، والنجاح في إيجاد اصطفاف دولي مساند لها سياسيا وماليا.
وأضاف مشعشع للجزيرة نت أن "تخفيض العجز انتصار للإرادة الدولية ودعمها لوكالة الغوث، وهي رسالة دولية واضحة بأن محاولات إنهاء الوكالة وتجفيف مواردها والتشكيك بدورها فشلت فشلا ذريعا، وأن الدول التي اصطفت وراء الوكالة أكدت على دورها".
وشدد الناطق على أن هذا الاصطفاف سيكون داعما لتجديد تفويض الوكالة لولاية جديدة تمتد ثلاث سنوات في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، متابعا : "نحن متأكدون من أننا سنحصل على دعم كبير في عام 2019 ومماثل لما حصلنا عليه عام 2018".
وكان المفوض العام للأونروا بيير كرينبول أعلن في اجتماع لجنتها الاستشارية برئاسة تركيا في الأردن الأسبوع الماضي، تقليص العجز المالي الذي واجهها من 446 مليون دولار إلى 21 مليونا للعام 2018.
وفي سياقٍ متصل، قال مشعشع إن المجتمع الدولي والدول المتبرعة للوكالة والدول المضيفة لم تتواطأ مع القرار الأميركي بوقف مساعداته للأونروا، بل ساهمت في التصدي لمحاولات إنهاء عملها.
وبين أن الدعم الدولي السياسي والدبلوماسي للوكالة أُردف بدعم مالي، فالدول المتبرعة التقليدية وفت بحصتها وزادت عليها، ولأول مرة قدمت الدول العربية تبرعات غير مسبوقة بقيمة 200 مليون دولار وهي موزعة علىقطر والسعودية والإمارات والكويت بخمسين مليون دولار لكل منها.
وحسب المسؤول فيها، فقد اعتمدت الوكالة سياسة تمويل جديدة لتعويض الفاقد الأميركي عبر الذهاب إلى الصناديق الدولية والقطاع الخاص والتبرعات الإسلامية، وكذلك الوصول إلى متبرعين جدد في آسيا الوسطى ودول أخرى.
تجاوز الأزمة
رغم ذلك، قال مشعشع "ما زال أمامنا عجز بمقدار 21 مليون دولار حتى نهاية ديسمبر/كانون الأول المقبل، كما أن بعض التعهدات التي وُعدت بها الأونروا لم تصل إلى البنوك بعد، وهذا يسبب أزمة في السيولة النقدية".
ويعتقد المسؤول في الوكالة أن التحدي الأكبر سيبدأ مع 2019 بدون 360 مليون دولار، وهي قيمة الدعم الأميركي المتوقف. وتسعى الوكالة إلى إعادة الكرّة بالتوجه للدول المتبرعة لتكرر ما تبرعت به عام 2018 والدخول في اتفاقيات متعددة السنوات معها من أجل ثبات التدفق المالي للأونروا.
وقال مشعشع "سنكون بحاجة لأموال كبيرة جدا لتمويل ميزانيتي الطوارئ في غزة خاصة، ومع مرحلة إعادة البناء في سوريا سنحتاج لتمويل كبير جدا".
وتقدّر الوكالة ميزانية الطوارئ التي عملت بها العام الجاري في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسوريا بنحو 395 مليون دولار وما يعادلها في قطاع غزة.
وربط مشعشع بين تحسين الخدمات في مخيمات اللاجئين ومستقبل الوضع المالي للوكالة خلال عام 2019، وقال إن الأولوية ستوجه للخدمات المباشرة، ومنها إبقاء دوام 711 مدرسة يدرس بها نصف مليون طالب وطالبة، واستمرار الخدمات الصحية والإغاثية والإقراضية، ودفع رواتب موظفيها.
وأضاف "إن لم يتحسن الوضع المالي فيما يتعلق بتحصيل أموال لإدارة البرامج الطارئة، فإن الخدمات ستتأثر بالطبع، بينما تحسن الوضع سيؤدي إلى إعادة تحسين هذه الخدمات بلا شك".