البيان (رقم 1) صدر عن كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس يوم 11/11/2018م وتحدث عن تسلل القوة الخاصة التابعة للعدو الإسرائيلي، وقد أسفرت العملية حسب بيان القسام عن اغتيال القائد القسامي نور بركة، وبعد اكتشاف أمرها وقيام مجاهدي القسام بمطاردتها والتعامل معها، تدخل الطيران الحربي للعدو وقام بعمليات قصفٍ للتغطية على انسحاب هذه القوة ما أدى لاستشهاد عددٍ من أبناء شعبنا، ولا زال الحدث مستمراً وتقوم قواتنا بالتعامل مع هذا العدوان الصهيوني الخطير.
البيان (رقم 2) صدر عن كتائب القسام يوم 12/11/2018م وتناول عملية حد السيف التي حدثت شرق خانيونس بشيء من التفصيل، ونعى شهدائه، وتحدث القسام في بيانه عن إفشال مخططٍ صهيونيٍ عدوانيٍ كبير استهدف خلط الأوراق ومباغتة المقاومة وتسجيل إنجازٍ نوعي، إلا أن المقاومة جعلت من منظومته الاستخبارية أضحوكةً للعالم.
البيان (رقم 3) صدر عن القسام يوم 22/11/2018م وتحدث البيان أن كتائب القسام تمكنت من الوصول إلى مراحل متقدمة في كشف خيوط عملية حد السيف وأعلن القسام أن مجاهديه تمكنوا من إفشالها وقتل وإصابة عددٍ من أفراد هذه القوة الخائبة. وأضاف البيان: في إطار التحقيقات المستمرة منذ ذلك الحين، نقف اليوم مع أبناء شعبنا في محطة نكشف من خلالها الصور الشخصية لعددٍ من أفراد قوة العدو الخاصة، إضافةً إلى صور المركبة والشاحنة اللتين استخدمتهما القوة.
ثلاثة بيانات حول عملية حد السيف شرق خانيونس، والترقيم يعني أننا في انتظار البيان الرابع وربما الخامس. وهو ما يؤكد أن صندوقاً أسوداً جديداً ينتظر الاحتلال الصهيوني وأركان حكومته. وقد نشر القسام صور أفراد وحدة (سييرت ماتكال) التي تتبع لرئاسة الأركان الإسرائيلي، وهي من وحدات النخبة في الجيش الإسرائيلي، وتعمل في عمق البلاد العربية وغير العربية، ويناط بها مهام التنصت وجمع المعلومات والاغتيال إلخ.
لم تتوقف تداعيات عملية حد السيف عند استقالة ليبرمان، أو عند الموجه التصعيدية التي شهدها قطاع غزة مؤخراً، بل ما زالت مستمرة، وهو ما أكده كل من كتائب القسام والحكومة الإسرائيلية، وقد تكون تلك العملية أحد أهم الأسباب التي دفعت بينت وشاكيد للعدول عن استقالتهم من الحكومة الإسرائيلية، بعد فشل مفاوضات نتانياهو بينيت للحصول على مقعد وزارة الدفاع، وكذلك عدم الذهاب للانتخابات المبكرة كما يرغب ليبرمان وآخرين.
السؤال المطروح: ما الذي يحدث في قطاع غزة...؟ وما هي السيناريو المحتمل بعد نشر القسام لصور أفراد الوحدة الخاصة..؟
صراع أدمغة بين المقاومة الفلسطينية وبين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية قائم في هذا التوقيت على فك شيفرة عملية حد السيف، فهل ما زال بعض أفراد الوحدة داخل قطاع غزة...؟ هل أسرت المقاومة أحد أفراد الوحدة، وهو ما دفع أبو عبيدة لإطلاق تغريدته الأخيرة حول قرب معانقة الأسير نائل البرغوثي للحرية من جديد...؟ هل انقطع الاتصال بين الاحتلال وبين أفراد الوحدة...؟ أم أن التواجد الكثيف لطائرات الاستطلاع لحماية ما تبقى من شيفرة لم يفلح القسام بتفكيكها، وهو ما ينذر بقرب موجه تصعيدية أخرى قد تتم في أي لحظة تصل المقاومة لمكان تواجد أي من أفراد الوحدة أو معداتها الاستخباراتية...؟
للإجابة على التساؤلات السابقة من خلال طرح السيناريو التالي:
نجحت المقاومة في قتل جميع أفراد القوة الخاصة التي اقتحمت قطاع غزة، سواء كان القتل معنوياً أو جسدياً، ومن بيانات القسام وكثافة الجهد الأمني في شوارع قطاع غزة، ومع التحليق المكثف لطائرات الاستطلاع، واجتماع نتانياهو المتكرر مع قادة الجيش لا سيما قائد سلاح الجو مؤخراً، ومع حديث السنوار حول البشريات في حفل تأبين نور بركة ورفاقه، فإن طلاسم عملية حد السيف لم تنته بعد، وإن سيناريو بقاء جزء من القوة داخل قطاع غزة ما زال قائماً، وأن إسرائيل قلقة من طريقة الكشف عن تكتيكات عمل تلك الوحدة من طرف حماس ونقلها لعواصم أخرى، وهو ما يهدد العمل الاستخباراتي لدولة الاحتلال في الإقليم.
في حال تعزز هذا السيناريو فإن مستقبل بنيامين نتانياهو السياسي على المحك، وعليه فإن إسرائيل قد تعمل عبر أربعة مسارات:
فتح ملف تبادل الأسرى عبر قنوات اتصال غير مباشرة مع المقاومة يقدم من خلالها نتانياهو تنازلات في موضوع الإفراج عن معتقلي صفقة وفاء الأحرار، وبذلك تحقيق انجازات للتغطية على فشل جيشه وأجهزته الاستخباراتية، ومن المحتمل أن تكون زيارة الوفد الألماني الرفيع لقطاع غزة الأربعاء الماضي تصب في هذا الاتجاه.
تعزيز ودفع مسار التفاهمات والبحث عن قنوات اتصال غير مباشر مع المقاومة لاحتواء تداعيات عملية حد السيف.
الدخول في مواجهة عسكرية مع المقاومة لتحقيق نصر وهمي يستطيع نتانياهو تسويقه على اليمين المتطرف.
الترقب والانتظار والتعاطي حسب معطيات الميدان.
الخلاصة: إن انجازات المقاومة فخر لكل مواطن حر على هذه المعمورة، ولم تصل المقاومة لما وصلت إليه إلا بسبب الحاضنة الجماهيرية التي احتضنت المقاومة داخل قطاع غزة وخارجه، حتى بات الجميع يدرك أن المقاومة الفلسطينية هي لواء متقدم للدفاع عن الأمن القومي العربي، وأن دعمها والانفتاح عليها، وحماية ظهرها ضرورة وطنية وشرعية، وعليه فإن على شعبنا مزيد من اليقظة والإيجابية في التعاطي مع ما نشرته المقاومة من صور لعل وعسى يدرك الاحتلال الصهيوني أن قطاع غزة لا يمكن كسره بالحصار ولا بالعدوان وهو يبحث عن الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية