فتيات من غزة وإسرائيل يروين قصصهن للعالم عبر انستجرام

فتاة من غزة

أظهر تحقيق صحفي نشرته وكالة رويترز، حكايات وقصصا لفتيات من قطاع غزة وإسرائيل يروين قصصهن للحياة من خلال موقع التواصل الاجتماعي انستقرام.

وفيما يلي نص التحقيق الذي نشرته رويترز:

ربما لو كُن في مكان آخر من العالم لذهبن إلى ذات المدارس أو دخلن على شبكة الإنترنت اللاسلكية في ذات المقهى.

على الرغم من أن بضعة كيلومترات فقط تفصل بين هؤلاء الفتيات إلا أن من غير المرجح أن يجمع بينهن أي لقاء. تضم المجموعة الأولى فلسطينيات من قطاع غزة بينما تضم الأخرى طالبات إسرائيليات يعشن بجوار القطاع وتفصل بينهن تحصينات حدودية من الجدران الخرسانية والأسلاك الشائكة نصبتها إسرائيل.

لكن ما تشترك فيه الفتيات هو الرغبة في تقديم رواياتهن للأحداث بأنفسهن حيث أن المجموعتين مقتنعتان بأن العالم الخارجي لا يفهم حياتهن ولا يعبر عنها بشكل صحيح.

لقد توقف إطلاق الصواريخ في الوقت الراهن وانصرفت أنظار العالم بالفعل عن المنطقة بعد أسبوع شهد أعنف تبادل لإطلاق الصواريخ والقصف والضربات الجوية منذ حرب عام 2014 بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية ( حماس ) التي تدير القطاع.

لكن سكان القطاع والتجمعات السكانية الإسرائيلية على الحدود يترقبون تفجر الأزمة المقبلة التي لا يطول انتظارها في العادة.

وقالت منار الزريعي، وهي مديرة مشروع” لسنا أرقاما“(وي آر نوت نامبرز) وهو برنامج مقره غزة لشباب الكتاب والمصورين والفنانين، ”قطاع غزة مغلق.. لا يمكن للكثيرين الوصول إلى هنا. من خلال انستجرام يمكنك أن تجعل العالم يرى غزة بعينيك“.

ويكتب البرنامج تعليقات عن الدمار والصراع في قطاع غزة لكنه يسعى أيضا لتوسيع نطاق السرد الذي يركز على الحرب في غزة من خلال نشر قصص أشخاص عاديين.

وقالت منار” خلال الهجمات التي ينفذها الإسرائيليون. نريد أن نوصل رسالتنا. لكن ينبغي أن نكون واعين لما يتعرض له أفراد مجموعتنا. الضغط والقلق. لا يمكننا تحقيق ذلك على الدوام“.

وعلى الجانب الإسرائيلي أطلقت مجموعة من الفتيات الإسرائيليات دون سن العشرين ممن يعشن في مزرعة حول كرم أبو سالم قرب الحدود حسابا على انستجرام تحت اسم عبري يعني” محيط غزة“.

وتضع المجموعة صورا لمزارع التهمتها النيران بسبب عبوات ومواد حارقة حملتها بالونات وطائرات ورقية من قطاع غزة لإسرائيل خلال احتجاجات على الحدود وصور صواريخ تطلق من غزة مما يدفع الإسرائيليين للاحتماء في المخابئ.

وتقول لي كوهين (17 عاما) والتي تشارك في إدارة الحساب على انستجرام "الناس لا يدركون أن هذا واقعنا ويتجاهلوننا ببساطة".

وتابعت قائلة "لا يمكنك النوم بسبب صفارات الإنذار من الصواريخ والانفجارات وطائرات الهليكوبتر التي تحلق فوق الرؤوس وخشية تسلل الإرهابيين من غزة عبر الأنفاق ليحاولوا قتل الناس".

مشكلات إنسانية

وقالت منار (27 عاما) في مدينة غزة إن الهدف من برنامج (وي آر نوت نامبرز) هو "التحدث عن المشكلات الإنسانية" في غزة.

وأضافت "تعتاد على شعور أن شيئا قد يحدث في أي لحظة... الأمر لا يستغرق أكثر من ثانية يمكن فيها أن تفقد قيمتك كإنسان".

تفضل فاطمة أبو مصبح (22 عاما) وهي شابة أخرى من غزة اتباع أسلوب آخر وهو نشر الصور الإيجابية فقط ولذلك يحتوي حسابها على صور لحدائق منسقة وبنايات جميلة.

وقالت "في الوقت اللي بيكون فيه حرب أو وضع صعب أنا بنزل صورة أو صورتين مشان أحكي للمتابعين عندي وللعالم أنه غزة جميلة بالرغم من كل اللي بيصير".

وعلى الجانب الآخر من الحدود قالت مستخدمة لانستجرام تدعى مسحاي المكايس (16 عاما) إنهن يستخدمن التطبيق لأن من السهل تقديم المعلومات من خلاله وأضافت” أنا شخصيا أعتقد أن المراهقين لديهم القوة لإحداث تأثير“.

وخلال مكالمة هاتفية مع رويترز الأسبوع الماضي خفت صوت صديقتها لي كوهين فجأة وقالت "هناك صفارات إنذار تدوي ... هل يمكننا أن نتحدث لاحقا؟".

داخل قطاع غزة، يقول مسؤولون إن 225 فلسطينيا قتلوا بنيران إسرائيلية منذ بدأت الاحتجاجات على الحدود في 30 مارس آذار.

وتقول إسرائيل إن الكثير ممن قتلوا مسلحون وإن قواتها تدافع عن الحدود. وقتل جندي إسرائيلي واحد خلال الاحتجاجات برصاص قناص من غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد