خاص: وزراء حكومة نتنياهو قد يرممون شعبيتهم على حساب غزة
تستمر التكهنات حول احتمالية توجيه إسرائيل ضربة عسكرية ضد قطاع غزة ، في ظل الأزمة السياسية التي تعيشها الحكومة والاحتجاجات المتواصلة، في أعقاب التصعيد الأخير الذي حققت خلاله المقاومة الفلسطينية إنجازا مهما.
وربما تدفع الضغوط التي تمارس على حكومة بنيامين نتنياهو من قبل الإسرائيليين وعلى وجه الخصوص سكان غلاف غزة، إلى إصدار الأوامر لتوجيه ضربة عسكرية لغزة، تهدف إسرائيل من خلالها لاستعادة هيبتها وقوة ردعها التي مُست بقوة بعد ضربات المقاومة.
ورأى محللون فلسطينيون أن خيار مهاجمة إسرائيل لغزة يبقى واردا بقوة، غير أنهم أشاروا إلى عدة عوامل تدفع تل أبيب لمراجعة حساباتها والتراجع عن هذه الخطوة.
وفي هذا الإطار، يعتقد المختص في الشأن المحلي هاني حبيب أن خيار الحرب مستبعد من جانب إسرائيل على المستوى القريب، باعتبار أن فشلها سيكون وبالا على حزب نتنياهو في الانتخابات المقبلة.
ويشير إلى أن غزة تشكل حلقة مركزية ومحرك أساسي لكافة الأحزاب الإسرائيلية في موضوع الانتخابات، سواء كانت انتخابات مبكرة أو في موعدها.
ويضيف أن موضوع غزة أصبح قضية مفصلية على ضوء نتائج الحرب المحدودة التي شنتها إسرائيل خلال 40 ساعة متتالية على غزة وما أفرزته من تداعيات كان في طليعتها استقالة وزير الأمن الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان.
ويرى حبيب أن بقاء وزير التربية والتعليم نفتالي بينيت في الحكومة وحديثه أن نتنياهو وعده بالعمل ضد قطاع غزة يشير إلى أن هناك احتمالات كبيرة في أن تصدر إسرائيل أزمتها تجاه القطاع.
ويقول حبيب إن قرار بينيت بالاستمرار في الائتلاف سيضغط على الأحزاب الأخرى التي تهدد بالانسحاب مثل حزب كلنا بقيادة وزير المالية موشيه كحلون، إلى الاستمرار.
لكن حبيب نوه إلى أن عدم ضمان تحقيق نتائج أي حملة عسكرية تجاه غزة، سيدفع أي حكومة إسرائيلية أو رئيس حزب بمن فيهم بنيامين نتنياهو لمراجعة حساباته كثيرا.
ويصف حبيب خيار الحرب بالمقامرة بالنسبة لإسرائيل، موضحا أن أي قوة حزبية في إسرائيل لن تتوان في القيام بها لو ضمنت تحقيق نتائجها.
ويبين أن أي حرب قد تورط إسرائيل ولا تحل أزمتها، وأي حرب قادمة لن تكون بسبب الوضع في غزة بقدر ما هو أسباب داخلية إسرائيلية.
ويتوقع حبيب أن تستمر حكومة نتنياهو "بطة عرجاء" بدون قرارات حاسمة، وبالتالي ستكون عرضة للابتزاز من جميع الأحزاب الصغيرة.
ويؤكد حبيب أن إسرائيل ستبقى تلوح بخيار الحرب خلال الفترة المقبلة، مع بقائها خيارا مستبعدا على المستوى المنظور.
من جانبه، يرجح المختص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي أن ترضخ حكومة نتنياهو للرأي العام الإسرائيلي وتشن عملا عسكريا ضد غزة، قبل انتهاء المدة القانونية للحكومة في غضون عام تقريبا.
ويلفت النعامي إلى دخول عنصر الرأي العام في إسرائيل على الخط، والذي يرى أن قوة الردع تضررت بشكل كبير في مواجهة المقاومة بغزة، مشيرا إلى أن هناك ضغط كبير من النخب الإعلامية والأمنية بتوجيه ضربة لغزة لاستعادة هيبة إسرائيل.
ويشير إلى أنه تم السيطرة إلى حد كبير على الأزمة السياسية في إسرائيل، خصوصا بعد قرار حزب البيت اليهودي في الائتلاف.
ويقول النعامي إن هناك العديد من الموانع الاستراتيجية التي تحول دون الإقدام على خطوة تفضي إلى مواجهة شاملة مع المقاومة.
لكنه ذكر أن استمرار مظاهر التصعيد في مسيرات العودة، قد يجعل الموقف الإسرائيلي أكثر حساسية، وحينها قد يفضي الرد مقابل الرد إلى مواجهة شاملة لا يخطط لها الطرفان.
ويتوقع النعامي أن تشن إسرائيل عملا عسكريا ضد غزة قبل انتهاء الفترة الزمنية للحكومة، لا سيما في ظل التطور الكبير على مسار التهدئة والذي قد يفسر على أنه خنوع (للإرهاب) من وجهة النظر الإسرائيلية.