الإعلام الجديد هو من المفاهيم التي أصبحت اليوم تداولاً وشيوعاً في أوساط الباحثين والمتخصّصين، كما في حياة الأفراد والمجتمعات المعاصرة، وعنوانا بارزاً لتحوّلات كبرى غير مسبوقة ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا، ويرتبط هذا المفهوم أساس استخدام مجموعة من تقنيات الاتصال التي تتطوّر باستمرار، كشبكات المعلومات ومواقع التواصل الاجتماعي، والمنصّات الرقمية المتعدّدة الاستعمالات، والحواسيب والهواتف المحمولة والذكية واللوحات الإلكترونية وغيرها .

وقد أحدثت الميديا الجديدة طفرة نوعية في مجال الاتصال والتواصل، الأمر الذي جعله يحقّق في ظرف وجيز انتشارا واسعاً، ووجد متابعين له في مختلف أرجاء المعمورة، حيث قرّب المسافات الزمنية والمكانية بين الناس، حتى كاد يلغيها ..

ولئن يكون من العسير في هذا المقام الإحاطة بالأدوار المتعاظمة الموكلة إلى الإعلام الجديد واستخداماته في العديد من المجالات ، فإننا سنقتصر على الجانب الذي يعنينا، في علاقته بالحقل الإعلامي والاتصالي.

ومن المثير للاهتمام أن نلاحظ أن هذا الوافد الجديد بات يسيطر بقوّة على وسائل الإعلام التقليدية (الإذاعة والتلفزيون)، ويتحكّم في خياراتها وممارسة نشاطاتها،على نحوٍ يدفعها إلى تطوير مناهج عملها وتغيير أساليبها في إنتاج المحتوى الإعلامي وضوابطه ووسائطه، فانبرت تسعى إلى مواكبه المستجدّات الطارئة جراء اكتساح الثورة الرقمية، وكذلك مساعده مهنيّيها على امتلاك المهارات وتنمية المعارف بما يمكّنهم من حذق استخدام البرمجيات والتطبيقات التي تؤمّن سرعة نفاذ الموادّ الإعلامية وتعزيز سبل التفاعل مع هذا الجمهور العريض.

ومن هذا المنظور صرنا نتحدّث عن صحافة الموبايل وما تتيحه من إمكانات في نقل الأحداث والوقائع في منتهى السرعة، دون الحاجة إلى الأجهزة المتعارف عليها في الربط الإذاعي والتلفزيوني.

وغدَوّنا نتكلّم أيضا عن صحافة المواطن التي فسحت المشاركة المواطنية في صناعة المعلومة، مما جعله أكثر حضوراً في الفضاء الاتصالي عبر ما يرسله من مضامين، انطلاقا من الوسائط الحديثة، بعد أن كانت أجهزة البثّ التقليدية هي الأداة الوحيدة المستقطبة والمهيمنة في آن.

إن على المؤسسات الإعلامية أن تكون شديدة الحرص في التفاعل مع نبض التطوّرات المتلاحقة، وأن تطرح مسائل مهمّة تتعلّق باستخدامات الميديا الجديدة في تغطية الأحداث والتواصل التفاعلي وبالجوانب التقنية والتشغيلية للإعلام الرقمي وآفاقه، وبتنفيذ دورات أكاديمية برمجية وهندسية تنسجم مواضيعها مع الحراك الذي يميّز المشهد الإعلامي، وتستجيب لمتطلّبات الساحة الاتصالية و متغيّراتها.

إنه عصر إعلامي جديد بكلّ المقاييس، سِمَتُه تكنولوجيا ذكية، ووسائل إنتاج وتلقًّ على درجة رفيعة من الرقي والتقدم.

وإنها رهانات الحاضر لمقاربة المستقبل بأوفر ما يمكن من الحظوظ، وبأقلّ التكاليف.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد