محللون عسكريون: تبكير الانتخابات الإسرائيلية وتصعيد محتمل بغزة

بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإٍسرائيلية

حذر محللون عسكريون إسرائيليون يوم الأحد، من أن الذهاب إلى انتخابات مبكرة في إسرائيل من شأنه أن يؤثر على جبهتها مع غزة ، في ظل تأييد الرأي العام الإسرائيلي لشن حرب على القطاع.

وقال المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، إن "رصيد حماس انتهى. هكذا هي الأجواء اليوم في هيئة الأركان العامة على الأقل". 

وذكر أنه "إذا اختارت حماس أن تُدهور الوضع الأمني على طول حدود القطاع مرة أخرى لأي سبب كان، فإن الجيش جاهز للهجوم خلال دقائق معدودة، ليس ساعات ولا أيام".

كما أنه لن تكون هناك "استيضاحات" مطولة لقضايا مثل من أطلق النار وأين: خطة الجيش الإسرائيلي التي أصبحت جاهزة واستعرضت أمام الكابينت في الأسابيع الأخيرة – ستنفذ". يضيف فيشمان.

وتابع إن "هذه هي التعليمات التي تبثها قيادة الجيش الإسرائيلي للجيش، وهذه هي على ما يبدو توصياتها للحكومة".

وحول دواعي نشر هذه التهديدات الآن، أشار فيشمان إلى أنه على حماس "ألا تستمع إلى القيادة الإسرائيلية وإنما إلى مزاج الجمهور الإسرائيلي: القوانين تغيرت وليس بسبب مصالحنا، وإنما لأن إسرائيل ذاهبة إلى انتخابات. وفترة الانتخابات لا تستدعي مفرقعات كلامية فقط وإنما مفرقعات عسكرية أيضا. وليس في جبهة غزة وحسب".

وأدت جولة التصعيد الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في النصف الأول من الأسبوع الماضي، وما تبعها من تفاهمات وقف إطلاق نار واستئناف المحادثات حول تهدئة، إلى تسريع عجلة الانتخابات المبكرة في إسرائيل، خلافا لرغبة نتنياهو، مثلما تبدو الآن.

فقد استقال وزير الأمن، أفيغدور ليبرمان، بسبب معارضته وقف إطلاق النار والتهدئة، ووضع الوزير نفتالي بينت إنذارا أمام نتنياهو: إما تولي وزارة الأمن أو الذهاب إلى انتخابات.

ورفض نتنياهو إعطاء هذه الحقيبة الوزارية لبينت.

كما أظهرت استطلاعات أن شعبية نتنياهو تراجعت، وأن أغلبية الإسرائيليين ليسوا راضين من أدائه وخاصة موافقته على وقف إطلاق النار، بينما نظم سكان "غلاف غزة" مظاهرات، جرت آخرها في تل أبيب، وحظيت بتغطية إعلامية واسعة، رغم أن المشاركين فيها لم يتجاوزوا الألف شخص.

وفي أجواء الانتخابات تتصاعد حدة تصريحات السياسيين في إسرائيل، لتصبح متجانسة مع الرأي العام الظاهر في الاستطلاعات.

وعلى هذه الخلفية كتب فيشمان ما يلي: "عندما يتحدثون عن حلول وسطية، تتراوح بين قصف عقارات وحرب شاملة، تظهر على الفور قضية اغتيال قيادة حماس. وأوصى الجيش في اجتماع الحكومة السابق بالتريث، إذ أن القيادة السياسية تريد استمرار حكم حماس في القطاع وهي ضعيفة، وهنا يطرح السؤال: ما هو المنطق في تصفية القيادة والمخاطرة بنشوء فوضى؟ فالاغتيالات ليست خطوة رادعة فقط وإنما هي نوع من الدعوة إلى مواجهة شاملة".

رأى المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن تبكير موعد الانتخابات "يقلص حيز المناورة بأيدي نتنياهو. وفخ غزة، الذي يلاحق نتنياهو منذ فترة طويلة وتسبب الآن بتفكيك مبكر لائتلافه، من شأنه أن يزيد خطورة الوضع على خلفية الانتخابات". وفق ما نقله عرب 48.

وأضاف هرئيل أن الفخ الذي وقع فيه نتنياهو "يزداد خطورة لأن ضبط النفس الذي كان يسمح به لنفسه، بصعوبة، عندما كانت حكومته مستقرة نسبيا، بات أصعب للتطبيق في فترة المنافسة في الانتخابات، بينما يطوقه منافسوه، من اليمين واليسار، ويوجهون إليه انتقادات.

وتابع إن "تسوية كاملة مع حماس سيصفها معارضوه أنها استسلام آخر للإرهاب".

وأشار إلى أن "استمرار الوضع القائم يعني هجمات صاروخية، بحجج متنوعة، مرة كل بضعة أسابيع، وفيما صورة الهلع والغضب في مستوطنات غلاف غزة تلاحقه طوال المعركة الانتخابية. بينما نتنياهو يتحفظ من حرب مع حماس، خشية أن تطول، وتسبب خسائر بشرية ولن تحقق أهدافها المعلنة".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد