لم يعد السؤال صعباً لماذا ينادي الرئيس عباس بالمصالحة وإنهاء الانقسام الان ويقول "اليوم الطريق سالك لتحقيق إزالة أسباب الانقسام والمصالحة، بتنفيذ أمين ودقيق لاتفاق القاهرة 12/10/2017 بشكل شمولي، وبما يضمن تحقيق الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية، وتستند إلى العودة إلى إرادة الشعب وصناديق الاقتراع".


لقد شهد قطاع غزة موجه عابرة من التصعيد والقصف الصاروخي المتبادل بين إسرائيل والمقاومة في غزة، أفضى إلى إعادة الهدوء الهش برعاية مصرية ودولية، وتبع ذلك استقاله لوزير الجيش الإسرائيلي ليبرمان من منصبه بعد أن فشلت وزارته في تقديراتها تجاه قوة الردع الفلسطيني من جانب، ومن جانب آخر دق مسمار جديد في نعش حكومة نتنياهو من أجل تذكير الانتخابات داخل إسرائيل.


يُدرك الرئيس عباس أن المرحلة القادمة قد تشهد جمود سياسي في المقاطعة وبُعدة عن المشهد السياسي خاصة في ظل انشغال الإسرائيليين بالانتخابات وانشغال العالم العربي بترتيب علاقاته الداخلية والتطبيعية مع إسرائيل، وفشل صناع القرار والسيادة الفلسطينية في احداث اي اختراق في العلاقات مع الولايات المتحدة، فهو يريد أن يبقى ويُبقي من حوله في الواجهه السياسية خاصة بعد نجاح جهود التهدئة بين إسرائيل و حماس وإدخال الأموال القطرية والوقوف للقطاع، توغل له الاحساس بأنه يفقد زمام الأمور في قطاع غزة، لذا عاد الرئيس من جديد للحديث عن احياء ملف المصالحة، فهو يبحث عن استقطاب جديد لحركة حماس لكسب الوقت من جديد لينظر للنتائج التي تترتب عن الانتخابات الإسرائيلية القادمة، وينتظر تفاصيل جديدة حول صفقة القرن .


يمكن تحقيق المصالحة الان شرط أن يتحلى الرئيس بموقف شجاع، من خلال توحيد حركة فتح، وإنهاء الإجراءات العقابية ضد القطاع، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي بوقف التنسيق الأمني، والقدوم لقطاع غزة ولقاء حركة حماس وبحث سبل إنهاء الانقسام. 


بإمكان الرئيس إن يكون قوياً بوحدة الشعب الفلسطينى من خلال استقطاب كافة القوى والفصائل الفلسطينية وضمُها تحت جناح منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد ولمنع اي فرص لخلق بديل عنها، ولمنع تنفيذ أي صفقه سياسية تستهدف وحدة الأرض والشعب، ومنع مشاريع الانفصال السياسي والجغرافي التي تستهدف قطاع غزة، تحت ذريعه المشاريع الإنسانية والخدماتية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد