العملية لم تكن لاغتيال بركة
حماس: توقيف عملاء بحدث خانيونس وهذه رسالتنا من استهداف الحافلة شرق غزة
أعلنت حركة حماس ، عن توقيف عدد من العملاء في إطار تحقيقاتها بالحدث الأمني الذي وقع شرق خانيونس جنوب قطاع غزة الأحد الماضي، والذي أسفر عن استشهاد 7 مقاومين.
وقال القيادي في حماس أسامة حمدان في حديثٍ متلفز تابعته (سوا) الجمعة إنه "جرى توقيف عدد من العملاء، وهناك عملية تحقيقات واسعة"، مضيفا : " لن نمرر الأمر مرور الكرام، وسنتعامل مع المسألة بكل تفاصيلها".
وأكد أن حركته "ستقول من هم العملاء المتورطين، كما أظهرت نتائج تحقيقات في مناسبات عديدة". وفق حمدان.
ولفت إلى أن "هناك معركة حقيقية مع الاحتلال، تتعلق بموضوع الاختراق الأمني"، مشيرًا إلى أن المقاومة "نجحت في العقدين الماضيين أن تقدم تجربة فريدة في مواجهة حالة التجنيد الإسرائيلي".
واستطرد قائلا : "رغم ذلك لا يمكن القول في ظل وجود عدو يملك هذه القدرات، أنك تستطيع إقفال هذا الملف تماما"، مبينا أن "العمالة حالة محدودة وشريحية ضيقة، ولم تعد كما كانت سابقا".
وفي سياقٍ متصل، كشف القيادي في حماس أن "العملية الأمنية لم تكن تستهدف نور الدين بركة رغم موقعه القيادي في كتائب القسام والذي دفعه مباشرة للتعامل مع السيارة المشبوهة ما أسفر عن استشهاده".
وأوضح أن تقدير "الأخوة في الميدان" حول ما وجد في السيارة من معدات وتجهيزات، أن العملية كانت "استخباراتية، تتعلق بتجهيزات تزرع للتنصت والتشويش الإلكتروني"، مؤكدًا أن التحقيقات لا تزال جارية.
ونوه حمدان إلى أن الاحتلال حاول استخدامها بطريقة أخرى، وأراد إظهار صورته المتفوقة بأنها عملية تحدث دائما وأن هناك عشرات العمليات، مؤكدةً أن "هذه الكلمة مبالغة، لا معنى لها"، مشددًا على أن التفوق الإسرائيلي انتهى "ليس فقط في هذه العملية، إنما منذ عام 2000".
واعتبر حمدان أن اختيار الاحتلال ضابطا برتبة متقدمة لقيادة المجموعة الخاصة، جاءت لسببين أولهما إدراكه لوجود حالة تهدئة ولا بد من ضابط رفيع ليتعامل مع أي طارئ، فيما الثاني يتمثل بأن العميل الذي كان مرتبطا بهذه المجموعة ثمين بالنسبة لاسرائيل، وكان مطلوبا أن يتم التعامل معه بمستوى معين، فأرسل ضابطا رفيعا.
ردّ المقاومة
وحول سبب ردّ المقاومة على العملية السرية الإسرائيلية باليوم التالي رغم إفشالها، قال حمدان : "كان يمكن أن يُكتفى بالفشل، لكن لا يمكن للمقاومة أن تتنازل عن المعادلة التي ثبتتها في رمضان الماضي، أي النار بالنار والقصف بالقصف".
وشدد على أن المقاومة "يقظة والتهدئة لا تعني عندها الاسترخاء"، موضحا أن المقاومة "أرادت توجيه رسالة بأن المعادلة وقواعد الاشتباك لا تغيير عليها، وغير مسموح لإسرائيل أن تغير المعادلات وفق مصالحها".
وذكر أن المقاومة ستستمر في معادلتها، "القصف بالقصف والنار بالنار والآن الهدم بالهدم"، مشيرًا إلى أن صواريخ المقاومة كانت ستطال مدن إسرائيلية أخرى حال استمر العدوان الإسرائيلي.
وحسب حمدان، فإن أحد الاحتمالين كان سيحدث، إما أن يرجع الاحتلال خطوة للوراء أو يواصل عدوانه ويتدحرج لمواجهة كانت المقاومة مستعدة لها، نافيا تصريحات نتنياهو بأن حماس هي من توسلت لوقف إطلاق النار.
وقال حمدان في حواره الذي تابعته سوا : "مسألة تحديد موعد المعركة اليوم سيكون لإسرائيل مشكلة فيها، وليس فقط نهايتها"، مضيفا : "ما رآه العالم جزء يسير مما نجحت المقاومة في تحقيقه".
وبين أن المقاومة تعلمت جملة من الدروس خلال السنوات الأربع الماضية منذ انتهاء الحرب الأخيرة على غزة، ومن هذه القضايا، "كيفية تطوير كفاءة قدرتها الصاروخية"، متابعا : "وهذا تحقق".
وأردف قائلا إن "كل جزء من أرض فلسطين المحتلة سيكون مغطى بالنار، حال حصل اشتباك بين المقاومة وإسرائيل"، مشددًا أنه على "الاحتلال أن يعيد التفكير حال قرر خوض مواجهة، لأن منطقها سيكون مختلفا لدى المقاومة على ما تعود عليه".
استهداف حافلة الجنود
وردًا على سؤال حول سبب استهداف الحافلة الإسرائيلية شرق جباليا وهي غير ممتلئة بالجنود، قال القيادي بحماس إن "رسالتنا من ذلك، تتكون من شقين، أولهما أن هؤلاء الجنود الذين ينفذون الاعتداءات على شعبنا ليسوا بعيدين ان تطيح بهم المقاومة ومرمى نيرانها".
والشق الثاني من الرسالة، وفق حمدان، هو أن المقاومة نجحت في إصابة هدف متحرك وسريع بدقة عالية، وأنه على إسرائيل تخيل ما سيحدث لآلياته العسكرية، مشيرًا إلى أن "الرسائل كانت بمعانيها تقول أن قدرة المقاومة في المواجهة على الأرض اليوم ليست كما عهدها الاحتلال عام 2014".
التهدئة
وفيما يتعلق بالتهدئة، قال حمدان في حديثه الذي تابعته سوا إن أهم قواعد الذهاب الى تسوية "أننا لا نستطيع أن نقاتل عملاقا كإسرائيل، واننا لا نستطيع ان نبني قدرتنا، والاقليم لا يقف جانبنا، وهناك حرب دولية ضدنا تدعم الاحتلال".
ووفق حمدان، فإن المقاومة رغم كل البيئة التي تحيط بها لم تكن وحدها وهناك من يقف جانبها ويدعمها وان الامة فيها خير موجود مثل إيران والمقاومة بلبنان، وإن قررت خوض المعركة ستجد من يقف بجانبها ولن تكون وحيدة بأي حال.
واعتبر أن الموقف العربي من العدوان الإسرائيلي على غزة "كان دون المطلوب".
المصالحة
وفي إطار آخر، كشف القيادي بحماس عن "لقاء مصالحة مرتقب"، منوها إلى أن الظروف الراهنة "أجلت موعد لقاء، لكن لا يزال قائما"، آملا في الوقت ذاته النجاح في إحداث اختراق في ملف المصالحة مع فتح.