صحيفة: الحرب في غزة ما زالت قائمة

قصف اسرائيلي على غزة

حذرت صحيفة "الغارديان" البريطانية، اليوم الأربعاء، من اندلاع حرب حقيقية بين إسرائيل و غزة ، على خلفية التصعيد الاخير، موضحة أن الجولة الأخيرة من التصعيد كشفت عن هشاشة الوضع وما قد يؤدي إليه سوء التقدير.

وعلقت الافتتاحية قائلة: "لو أدى هذا إلى تخفيف حدة العنف فهو خطوة مرحب بها، فقد كانت هناك تحذيرات من حرب مقبلة، وهي الرابعة منذ سيطرة حركة  حماس  على القطاع عام 2007، وقتل في آخر حرب أكثر من 2250 فلسطينيا، معظمهم من المدنيين، ومن الجانب الإسرائيلي 70 شخصا، منهم ستة مدنيين، فالحرب الشاملة والتدمير على غزة خلفا أكثر من 100 ألف فلسطيني بلا مأوى، بشكل زاد من سوء الظروف التي يعيشها السكان". 

ولفتت الصحيفة إلى أن "العنف تصاعد منذ بداية الفلسطينيين التظاهرات الأسبوعية قرب السياج الأسبوعي منذ آذار، واستخدمت إسرائيل الرصاص الحي، وقتلت وجرحت 170 متظاهرا، وكانت هناك حالات إطلاق صواريخ وغارات متفرقة، إلا أن محاولات التهدئة في الأسابيع الماضية، التي قامت بها مصر، بدأت تؤتي ثمارها، حيث استؤنفت عمليات شحن الوقود، وتوصيل 15 مليون دولار من الدعم القطري، بشكل سمح لحكومة حركة حماس بتوفير الرواتب لموظفي الخدمة المدنية، وحاول قادة حركة حماس الحد من كثافة التظاهرات الشعبية على الحدود".
 
وأظهرت الافتتاحية أنه "جاءت بعد ذلك الغارة الإسرائيلية يوم الأحد على غزة، التي شهدت قتل قيادي في الجناح العسكري للقسام، والتي خلفت معها أيضا جنديا إسرائيليا قتيلا، وقالت الصحافة الإسرائيلية إن خطأ حدث في عملية جمع المعلومات الاستخباراتية للعملية، وحتى لو قبلت حركة حماس بهذه الرواية فإنها لم تكن لتترك العملية دون رد انتقامي، وأطلقت 400 صاروخ وقنابل هاون من القطاع باتجاه إسرائيل، فيما ضرب الطيران الإسرائيلي 100 هدف، بينها تلفزيون حركة حماس ومواقع عسكرية". 

ونوهت الصحيفة إلى أن "رئيس الوزراء الإسرائيلي  بنيامين نتنياهو  حذر من (حرب غير ضرورية)، فلا أحد من الطرفين يعتقد أن الطرف الآخر يريد الحرب، التي ستكون خطرا في حد ذاتها، وكما حذر تقرير لمجموعة الأزمات الدولية هذا الصيف، فإن (كل طرف يتعرض لضغوط شديدة لدفع الطرف الآخر إلى الحافة)، ولدى كل منهما تقييم غير واقعي عن مطالب الحد الأدنى للطرف الآخر، ومن هنا فعندما يتم اتخاذ قرار غير صائب فإن الأزمة تصبح حقيقية وكبيرة".

ورأت الافتتاحية أن "الكثير من الإسرائيليين سيرون في الوقت ذاته في حجم الرد من حركة حماس ضرورة لاتخاذ موقف متشدد لردعها، وسيشعرون بالقلق من حجم ترسانة الصواريخ التي جمعتها حركة حماس، وأكثر مما كان يعتقد أنها تملكها، ويبدو أنها فحصت نظام (القبة الحديدية) وتكيفت معها". 

وذكرت الصحيفة أن "الصقور في الحكومة الإسرائيلية نجحوا في السابق بدفع نتنياهو إلى اليمين، ويشعرون بالجرأة من رئاسة دونالد ترامب، الذي عبر عن موقفه المؤيد والداعم لإسرائيل، لا الحكم، فاختياره لجيسون غرينبلات مبعوثا للمنطقة، ونقله السفارة الأمريكية إلى القدس ، ووقفه الدعم عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا)، التي تدعم ملايين اللاجئين في غزة، أرسلت هذه التصرفات كلها رسالة واضحة لليمين المتطرف، وأكملت بإضعاف السلطة الوطنية، بشكل زاد من اليأس بين الفلسطينيين، ولا أحد، باستثناء الرئيس نفسه وغرينبلات وصهر الرئيس جارد كوشنر، يعتقد أن خطة السلام المتوقع إعلانها ستغير الصورة". 

واختتمت "الغارديان بالقول، إن وحدة رقابية حكومية قدمت في العام الماضي تقريرا شاجبا عن الحرب الأخيرة في غزة ودور نتنياهو، وكشف عن أن البلد لم تفشل فقط في التحضير لأساليب حركة حماس، لكنها لم تفكر بالحلول الدبلوماسية للتخفيف من حدة التصعيد، وتجاهلت الكارثة الإنسانية في غزة، فمخاطر حرب أخرى ما تزال قائمة طالما استمرت حالة اليأس والإحباط في غزة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد