تأثير قطع المساعدات الامريكية عن السلطة "محدود" ويمكن تجاوزه
غزة / خاص سوا / أكد محللون سياسيون واقتصاديون ان تهديد الولايات المتحدة الامريكية بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية لن يؤثر "كثيراً " على مواقفها السياسية والاقتصادية.
وأعلنت الولايات المتحدة أنها قد تقطع المساعدات عن السلطة الفلسطينية بعد تقديمها الوثائق الخاصة بالانضمام للمحكمة الجنائية الدولية قبل يومين إلى مكتب الأمم المتحدة، ليكون الانضمام ساريًا بعد نحو شهرين من اليوم.
وفي أول رد على ذلك قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن، إن الولايات المتحدة تتخذ موقفًا منحازًا ومعارضًا لقرارات الشرعية الدولية وحقوق الإنسان، مؤكداً في حديث مع وكالة (سوا) أن التهديدات الأميركية ليست في مكانها ولا قيمة لها أمام التمسك بالثوابت الوطنية.
وأضاف محيسن " ذهبنا الى محكمة الجنايات رغم تلقي القيادة الفلسطينية تهديدات أمريكية وإسرائيلية جدية بوقف تحويل أموال الضرائب للسلطة الفلسطينية إذا أقدمت على توقيع الاتفاقات الدولية".
وجاء الموقف الامريكي كرد على قيام الدكتور رياض منصور بتسليم وكيل الامين العام المساعد للأمم المتحدة الوثائق التي وقعها الرئيس محمود عباس نهاية الاسبوع الماضي للمطالبة بانضمام فلسطين الى عشرين معاهدة دولية ومنها معاهدة روما التي تسمح بدخول الفلسطينيين الى محكمة الجنايات الدولية مما سيسمح بملاحقة المسؤولين الاسرائيليين في المحاكم الدولية.
وأكد المحلل السياسي د. ناجي شراب في حديث مع وكالة (سوا) ان التهديدات الامريكية تهدف لثني السلطة الفلسطينية عن المضي قدما تجاه محكمة الجنايات الدولية، مشيرًا إلى أن التهديد الامريكي يحمل وجهين الأول يتمثل " بالضغط والتأثير "،والثاني يتعلق بمدى قدرة السلطة على مواجهة هذه الضغوطات ، مشيرًا الى قدرة السلطة على تخطي ذلك اذا ما وجدت مساعدة عربية ومساندة أوروبية.
ويعتقد شراب ان السلطة لن تتراجع عن المضي قدما للجنايات الدولية رغم التهديدات الامريكية "لان ذلك سيفقدها المصداقية"، معتبرًا ان السلطة لن تزيد ضعفها بضعف سياسي جديد في ظل حالة الانقسام والخلافات على مستوى الفصائل.
وأكد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ، أن القرار الوطني الفلسطيني المستقل لا يخضع للضغوط بل للمصالح الفلسطينية العليا، مشيراً الى أن القرارات الفلسطينية نابعة من منطلق الحرص على المصالح العليا للشعب الفلسطيني، والتي تتطلب الانضمام للمنظمات الدولية وتوقيع المواثيق.
وأوضح شراب ان امريكا واسرائيل والدول العربية والاوروبية غير معنية بحل وإضعاف السلطة الفلسطينية وهذا يفهمه جيداً القادة الفلسطينيين لان هناك مصلحة مشتركة في بقاء السلطة.
وقال شراب " المساعدات الامريكية التي تُقدم للسلطة ليس بالشيء الكبير ، ويمكن الاستغناء عنها لان الداعم الرئيس للسلطة هو الاتحاد الاوروبي والدول العربية والاموال التي تأتي عن طريق اسرائيل".، منوهًا إلى ان الدعم الامريكي لا يشكل ضغطًا كبيرًا على السلطة ويمكن تغطيته بدعم عربي.
وأما الدكتور معين رجب المحلل الاقتصادي والمحاضر في جامعة الأزهر بغزة فيرى أن التهديدات الامريكية بقطع المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية ليست بجديدة ،مشيرا الي انها لجأت لذلك عدة مرات دون ان تتأثر السلطة.
وقال رجب في حديث مع وكالة (سوا) " الأسلوب الذى تتبعه واشنطن ليس أسلوبًا اخلاقيًا، لان الأصل وجود أعراف وتقاليد في العلاقات الدولية، الا أنه من حق كل بلد ان تتخذ الموقف المناسب لمتطلبات وطنها وشعبها"، مضيفًا أن التهديد وٍالتلويح بالعقوبات أسلوب غير حضاري تلجأ إليه الدول التي تمتلك مثل هذه الوسائل كصورة عقابية، معتبرًا انها بذلك تعاقب الشعب الفلسطيني بأكمله".
وأوضح ان واشنطن تسعى للضغط على السلطة الفلسطينية لتقبل تحت الاكراه ما لا يقبل في الظروف الطبيعية.مبينًا ان السلطة الفلسطينية تعاني من عجز مالي ولكن هذا لا يعني الرضوخ للابتزاز والتهديد الامريكي .
وأشار الى ان تأثير قطع المعونات الامريكية عن السلطة سيكون محدودًا و" لن يشلّ حركة مؤسسات السلطة رُغم العجز الحاصل فيها " لان البدائل موجودة ويمكن اتخاذ آليات معينة للتخفيف من آثار قطع المعونة الامريكية.