في ظل الاعتماد المتزايد على منصات الميديا الاجتماعية بجمع الأخبار ونقلها ورصدها بات لزاما على الغرف الإخبارية إنشاء طرق وآليات للتحقق والتثبت من الأخبار والصور والفيديوهات القادمة من المواطن الصحفي أو من مصادر مجهولة. وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة تعاون وتشارك الصحفيين بما يملكونه من قدرات ومهارات النقد الصحفي ومراعاة السياسة التحريرية مع الاستفادة من التقنيات والأدوات وطرق البحث والتحري المتجددة.

فلم تعدّ علاقة المحرر الصحفي والجمهور العريض بالخبر وبالمعلومة كما كان عليه الحال سابقاً من رقابة وتحكم بالمضامين "كحارس البوابة الإعلامية" التي عهدتها مهنة الصحافة من تدخلات المسئولين على العملية الإعلامية بغربلة الأخبار والسماح للبعض منها بالنشر أو الحجب أو إعادة تأطيرها قبل أن تصل إلى جمهور وسائل الإعلام ، فالتحقق من الأخبار يعزز الدقة والقيمة الجوهرية للصحافة وحين توضيح الحقائق يمكن للتحقق أن يغيّر الأخبار، وهنا قد تتحوّل إلى محقق رقمي حقيقي.

إن الصور الخبرية التي تنشر على الإنترنت، ثمة أداة بسيطة لمعرفة ما إذا كانت نشرت سابقاً. وهذه الأداة تسمّى البحث العكسي عن الصورة، وقد طوّرت مواقع ومتصفّحات مثل " جوجل "Google Image" و " تين أّي TinEye ملّحقات Extensions أو إضافات add-ons لهذا الغرض يمكن تحميلها مجاناً. وبباسطة يمكنك بنقرتين أن تعرف ما إذا كانت الصورة نشرت في مكان أخر قبل وقت الحدث الذي زعم أنها التقطت فيه. ومثال أخر : " نقوم بنسخ URL للصورة المطلوبة ونحصل عليه من خلال الضغط على الصورة المنشورة على الإنترنت بالزر اليمين واختيار copy URL، ويقوم غوغل بعدها بعرض مجموعة من النتائج المطابقة لعملية البحث المطلوبة ومن خلال النتائج نستطيع الوصول إلى الصورة الأصلية مع تحديد معلومات مهمة متعلقة بتاريخ نشر الصورة أول مرة وأين نشرتّ ! ثم تجري مقارنة ذلك مع ما يدعي مُرسل الصورة أو موقع التحقق الصوري http://fotoforensics.com،

وهناك موقع Yandex، للتحقق من صحة الفيديو، يمكن التأكد عبر موقع Dataviewer .

إن منظمة العفو الدولية طوّرت أداة اسمها" يوتيوب داتا فيوار" " YouTube Data Viewer تسمح لك بالعثور على التاريخ الدقيق لتحميل الفيديو وإجراء بحث عكسي عن الصور الثابتة المقتطعة من الفيديو، وسيقوم بتحديد الفيديو الأصلي وتاريخ رفعه وجميع الصور المصغرة الخاصة به. فبعد حصولك على أكبر قدر ممكن من المعلومات فيما يتعلق بالصور المتوفرة عبر أدوات مثل تحديد الموقع الجغرافي والبحث العكسي عن الصور، ستبدأ بتكوين أفضل عن الحدث والمنطقة، لذلك فعندما تراجع بيانات السكان المحليين المجمّعة عبر المنصات الاجتماعية، يمكنك مقارنتها بما هو ظاهر ضمن الصور التي تم تحديد موقعها الجغرافي، وبذلك قد تتمكن من فهم حقيقة الأخبار المتداولة عبر الميديا الاجتماعية .

وللتعرف على هويّة شخص، يمكن استعمال Pipl.com أو AnyWho، ولتحديد الموقع الذي رفعت منه الصورة Geofeediaو Ban.jo وDual Maps، ولعرض الشوارع Street View أو Google Map. كما يمكن استخدام خدمات Googel Earth، Google Street View" مصدر لصور الأقمار الصناعية) بالإضافة إلى (Wikimapia والذي يعد نسخةً غنية من خرائط جوجل بالإضافة إلى احتوائه على معلومات إضافية) كأدوات فعالة للتحقق من مكان التقاط الصور أو تسجيل الفيديوهات المشكوك في أمرها.

وهناك طريقة أخرى للاستفادة من محتوى الجمهور وهي بمراقبة نشاطهم العفوي على المواقع الاجتماعي, وإعادة استخدام هذا المحتوى والعمل عليه والتحقق منه وهو ما يسمى " تـنضيد المحتوى" content curation"، وتوجد الكثير من الأدوات المدفعوعة والمجانية التي تساعد في عملية الدائمة هذه مثل قوائم تويتر, وتطبيق " تويت دِك" وتطبيق IFTTT"" الذي يتيح صنع وصفات من المهام ذات الصلة، وتطبيق Buzz Sumo.

ونذكر مثالاَ لصورة وردت على قناة France 24 في عام 2012، تظهر فيها فتاة ملطّخة بالوحل، وادّعى ناشر الصورة أنها فتاة أوكرانية تعاني من ويلات الحرّب، وقد تبين صحفيو القناة فيما بعّد من خلال أدوات التحقق الرقمية أنها صورة تابعة لإحدى مسابقات الصور في استراليا.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد