إليكم هذا النموذج من نماذج الجمعيات في إسرائيل لنتمكن من المقارنة بينها، وبين معظم الجمعيات الفلسطينية والعربية.


 جمعية أصدقاء الجيش الإسرائيلي (FIDF)،Friends Of The Israeli Defense Force  هي جمعية غير حكومية  تقدم الدعم لمنسوبي جيش إسرائيل في مجالات، التعليم، والخدمات الاجتماعية، والثقافية والمعنوية، أُسست عام 1981 ، مقرها الرئيس، مدينة نيويورك، لها عشرون فرعا في اميركا، وبنما، وتصنف في المرتبة الرابعة في النشاط والشفافية.


عقدتْ هذه الجمعية احتفالا في فندق هيلتون في نيويورك، يوم 17-10-2018 لغرض جمع التبرعات للجيش الإسرائيلي، حضر الاحتفال 1200 مدعو، أحيتْها المُطربة الإسرائيلية، شيري ميمون، وحضرها أصحاب رؤوس المال والسياسيون تبرعوا للجيش بمبلغ اثنين وثلاثين مليون دولار، تحت شعار: تهديدات غزة ، قال رئيس الجمعية مائير خليفي:
«نجاح إسرائيل يعتمد على الجيش القوي، والتقدم لمواجهة تحديات المستقبل»


هذه الجمعية تدعم ميزانية الجيش السنوية بمائة مليون دولار!!


أما النموذج الثاني من هذه الجمعيات، فهو نموذج الجمعيات التلمودية المختصة بطقوس إعادة بناء الهيكل الثالث، مثل جمعية، أمناء جبل الهيكل، وجمعية عطيرت كوهانيم، وجمعية حي قيوم، وغيرها، بلغ عددها حتى نهاية عام 2006  سبعا وعشرين جمعية، وفق إحصاء جمعية الوقف والتراث الإسلامية ( تشرين الثاني 2016)، كلها مختصة بتهويد القدس ، وتأسيس شركات أجنبية لشراء العقارات المقدسية، بالتعاون مع سماسرة محليين.


هذه الجمعيات شرعتْ في تنفيذ مشاريع عديدة، باستخدام تكنولوجيا العصر الراهن الرقمية في إنتاج أفلام للأطفال، تشرح لطلاب المدارس طقوس الهيكل الثالث، وكيفية إعادة بنائه من جديد على أنقاض المسجد الأقصى، ووزعت ملصقات على المعاهد والمدارس الدينية، فيها صور مدينة القدس، بلا قبة الصخرة، بصورة مبنى الهيكل الثالث.
كشفت صحيفة، معاريف، 5-1-2001 آليات عمل الجمعيات الدينية، التي تسعى لإعادة تأسيس الهيكل الثالث في المسجد الأقصى ذاته:


أما النوع الثالث من هذه الجمعيات، غير الحكومية، فهي جمعية مختصة بمطاردة ممتلكات الفلسطينيين، وتصفية جمعيات اليساريين، تختصُّ بتقديم شكاوى لمحكمة العدل العليا، وهي جمعية (ريغافيم) Regavim وهي التي تقدمتْ بشكوى للمحكمة العليا تتعلق بإزالة قرية الخان الأحمر، في شهر أيلول 2018  وهي تقع بين مستوطنتي، معاليه أدوميم، وكفار أدوميم، للقضاء على التواصل بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، لغرض منع تأسيس دولة فلسطينية متصلة.


أُسِّستْ جمعيةُ، ريغافيم عام 2006 مؤسسها، غوش هاستن، هدفها في صفحتها الإلكترونية:» استعادة الأراضي من الفلسطينيين، قطعة، قطعة، ومحاربة (غزو) العرب لأرض إسرائيل، أما الهدف الثاني فهو مطاردة، وإسكات جمعيات اليساريين، جنود يكسرون الصمت، ييش دين، السلام الآن، بيتسيلم، وعير عميم، وغيرها. تتقدم بشكاوى ضد جمعيات اليسار السابقة.


ما الفرق بين معظم الجمعيات غير الحكومية الفلسطينية ومثيلاتها الجمعيات غير الحكومية الإسرائيلية؟


سؤالٌ ليس صعبَ الإجابة، بل إنه يُوقعُ المجيبَ عن السؤال في حيرة  لما يُثيره من قضايا شائكة، لكنّ مشجب (الظروف) لا يُبرر أن تتحول  كثيرٌ من الجمعيات الفلسطينية إلى أعباءَ وطنيةٍ، وعالاتٍ على الميزانيات، وعيونٍ على الوطن، ووسيطٍ للأجنبي؟


هل الفرق بين جمعياتنا، وجمعياتهم يكمن في التخصُّص، أي أنَّ لكل جمعية دورا ومسؤوليةً تختلف عن غيرها؟ أم أن الاختلاف يكمن في مفهوم تكوين الجمعيات غير الحكومية، في كون الغرض الرئيس من تأسيسها هو أن تتولى تسديد قطاعات النقص الناتجة عن تقصير الحكومة الرسمية؟


سيظلُّ  المقياسُ الصادق للجمعيات الوطنية النزيهة المخلصة  هو مقياس التمويل، فكل جمعيةٍ ترفض الدعم الحكومي، والدعم الخارجي المشروطَ، الذي يُحدُّد مسار عملها، ويُحوِّلها، إلى جمعية هدفها الرئيس كتابة التقارير عن الوطن للممولين المحسنين، سيظل هو المقياس الصادق للإخلاص، والشفافية، والخدمة الوطنية.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد