الوطن العمانية: لقاء السلطان قابوس بالرئيس محمود عباس دعامة جديدة للقضية الفلسطينية

الوطن العمانية: لقاء السلطان قابوس بالرئيس محمود عباس دعامة جديدة لمسار القضية الفلسطينية

تواصل وسائل الاعلام العمانية تسليط الأضواء على زيارة الرئيس محمود عباس الى سلطنة عمان الشقيقة لليوم الثالث على التوالي.

فقد عنونت صحيفة "الوطن" العمانية الأكثر انتشاراً في سلطنة عمان اليوم الثلاثاء، صفحتها الأولى بـ: جلالة السلطان والرئيس الفلسطيني يبحثان العلاقات الأخوية الطيبة والتعاون القائم.

وقالت الصحيفة في افتتاحيتها كما نقلت "الوكالة الرسمية" إن اللقاء الذي جمع حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم، ورئيس دولة فلسطين، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير محمود عباس ببيت البركة مساء أمس، يمثل دعامة جديدة لمسار القضية الفلسطينية، بما تضمنه اللقاء من حكمة وبعد نظر تتمتع بهما القيادتان، علاوة على الثقة التي يكنها الفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي للسياسة العمانية.

وأضافت: خلال اللقاء تم بحث العلاقات الأخوية الطيبة التي تربط الجانبين، والتعاون القائم بينهما في مختلف المجالات وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين العماني والفلسطيني الشقيقين.

واستطردت بالقول: يأتي هذا اللقاء تتويجًا للخصوصية التي تربط بين البلدين الشقيقين، حيث إن أجواء الثقة التي تخيم على هذه العلاقة تعد نموذجًا يحتذى في العلاقات الدولية، خاصة وأن العلاقات مع دولة فلسطين تكتسب زخمها من الدعم اللامحدود الذي تقدمه السلطنة للقضية الفلسطينية، إيمانا منها بالضرورة الحتمية لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه وفقًا لقرارات الشرعية الدولية وما ينسحب على ذلك من إطفاء للكثير من بؤر التوتر في المنطقة.

كذلك فإن نهج الدبلوماسية العمانية القائم على اتخاذ الحوار سبيلًا لحل النزاعات علاوة على الثقل الذي تتمتع به السلطنة لدى الأطراف المؤثرة في القضية الفلسطينية يعدان دعامة قوية لمسار هذه القضية، بحسب الوطن التي أضافت يمكن استثمار هذه المقومات الدبلوماسية التي تتمتع بها السلطنة من أجل تهيئة المناخ الملائم لاستئناف جهود السلام والسعي للقفز على العثرات التي تتعرض لها هذه الجهود مع الحفاظ على الثوابت المشتركة في الموقفين العماني والفلسطيني.

وقالت الصحيفة: إن حفاوة الاستقبال الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعكس ما يحظى به فخامته من مكانة، وما تحتله القضية الفلسطينية من مكانة لدى السلطنة قيادة وشعبًا، كما يعكس اللقاء فلسطينيًّا حرص الأشقاء الفلسطينيين ممثلين في شخص فخامة الرئيس الفلسطيني على التشاور مع جلالته حول ما يشغل بال القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وما يعتريهم من مخاوف على مستقبل قضيتهم العادلة، وذلك لما يتمتع به جلالته أيده الله من رؤية ثاقبة وحكمة بالغة في إدارة ملف العلاقات الإقليمية والدولية.

وأضافت أن الأشقاء الفلسطينيين يحتفظون بمشاعر مفعمة بالحب والامتنان لجلالته على مواقفه المساندة للقضية الفلسطينية، وحرصه على دعم الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية، وفي منظمة الأمم المتحدة ومع القوى الدولية الفاعلة، والعمل معها من أجل نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المسلوبة، وتمتعه بالحياة الكريمة والحرية، وبالسيادة والاستقلال في ظل دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة، فضلًا عن بحث كل ما من شأنه أن يعود بالخير والنفع على الشعبين الشقيقين العماني والفلسطيني.

ومضت الصحيفة بالقول: كما هو ثابت عن السياسة العمانية عربيًّا وخليجيًّا وإقليميًّا ودوليًّا أنها سياسة تقوم على مجموعة من الثوابت تسعى على الدوام إلى مد يد العون والتعاون والصداقة إلى جميع الأمم والشعوب، وتنبع هذه الثوابت من أهمية أن يسود العالم مظاهر الأمن والسلم الدوليين، ومظاهر الاستقرار والاطمئنان، ومظاهر التنمية الشاملة التي تنعم بها جميع الشعوب دون استثناء، مع أهمية العمل مع المجتمع الدولي والمنظمات الدولية على حلحلة الملفات العالقة، وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، والوقوف على مسافة واحدة بين الأطراف المتنازعة، وبذل كل جهد ممكن من أجل إيصال الأطراف إلى منتصف الطريق، والالتقاء على كلمة سواء تجمع الشمل، وتنصف المظلوم وتردع الظالم، فليس هناك سبيل في هذه الحياة وهذا العالم أجدى وأعظم نعمة من نعم المولى عز وجل من نعمة السلام والاستقرار، والعيش المشترك، وقبول الآخر، وتبادل المصالح والمنافع، وإقامة علاقات الصداقة والعلاقات الأخوية، والعمل بصورة دائمة على تعزيزها ورفدها بكل ما تحتاجه من متابعة واهتمام، بل لا يمكن أن تصفو الأنفس وتهدأ وتستقر، وتتعايش وتنتج بعيدًا عن نعمة السلام والاستقرار.

وشددت الوطن في رأيها على أن توثيق وتعزيز العلاقات بين الشعوب وعلى مستوى الحكومات كفيل بتحقيق المنافع المشتركة، وهذا يؤدي بدوره إلى مزيد من الانفتاح والتعامل الحر مع مختلف الثقافات على أساس الندية والتكافؤ وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، ويوفر مناخًا لحل أي مشكلات عن طريق التفاوض السلمي والرغبة المشتركة، وكل هذا يفضي بالضرورة إلى عالم يسوده الأمان والسلام، يحتكم إلى العقل والمنطق بدلًا من اللجوء للقوة.

واختتمت الوطن رأيها بالقول: لذلك يكتسب لقاء جلالة السلطان المعظم بأخيه فخامة الرئيس الفلسطيني أهميته من حيث القناعة التامة والمشتركة بأن أفضل سبل العيش والتعايش والرخاء والاستقرار إنما يتم في ظل السلام والاعتراف بالحقوق، كما يكتسب اللقاء أهميته من حيث إنه فرصة لبحث العلاقات الأخوية الطيبة التي تربط الجانبين، وتعزيز التعاون القائم بينهما في مختلف المجالات وسبل دعمها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للشعبين العماني والفلسطيني الشقيقين.

وتحت عنوان: فلسطين في وجدان السلطنة قيادةً وشعبًا، كتب إيهاب حمدي في الوطن: التوازي مع التحركات الرسمية، كانت هناك تحركات شعبية عمانية تستلهم السياسة العمانية تجاه القضية وتتحرك لمؤازرة هذا الدور ودعمه والتأكيد عليه، حيث دُشنت المبادرة العُمانية الأهلية لمناصرة فلسطين عام 2013 لتكون جسرا خيريا بين السلطنة وبين الشعب الفلسطيني، لا تترك خيرا إلا ولها يد فيه، ”

وقال لقد ظلت قضية فلسطين طيلة العقود الماضية ــ ولا تزال ـــ في وجدان السلطنة قيادةً وشعبا، لا يتأثر دعم السلطنة لها بأحداث إقليمية، ولا مشكلات اقتصادية عالمية، حيث يحكم هذا الدعم رؤية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – في أن من حق الشعب الفلسطيني استرداد حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والعيش في أمن وسلام في إطار دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

واستطرد قائلاً لذا، فمن اليوم الذي تولى فيه جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم – حفظه الله ورعاه – الحكم كانت قضية فلسطين في محور اهتمام جلالته، ولم ينقطع الدعم يوما عن الشعب الفلسطيني الشقيق.

كما لم تبخل السلطنة في تقديم وساطتها لحل القضية الفلسطينية أو المشكلات الداخلية للأشقاء الفلسطينيين، كوسيط نزيه يحظى بقبول واحترام جميع الدول والأطراف المعنية بالأزمات، يعمل على تقريب وجهات النظر بصدق بين أطراف الصراع.

وما تصريحات وأقوال معالي يوسف بن علوي بن عبد الله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بالسلطنة عن قضية فلسطين ودور السلطنة فيها منا ببعيد، فمعاليه لا يترك اجتماعا دوليا أو منتدى اقليميا الا ويؤكد فيه على وقوف السلطنة مع حقوق الشعب الفلسطيني، حاثا المجتمع الدولي على اتخاذ خطوة للأمام لحل القضية بطريقة تحفظ سلام وأمن وحقوق الطرفين.

ولم تكتف السلطنة كما يقول الكاتب طيلة العقود الماضية بالخطاب السياسي الداعم للقضية الفلسطينية عبر المؤسسات العربية والإقليمية والدولية، بل تجاوز دورها إلى العمل على الأرض مع مؤسسات الدولة الفلسطينية سعيا للتخفيف من المعاناة التي يلاقيها أبناء الشعب الفلسطيني فكانت الهيئة العمانية للأعمال الخيرية خير سفير للسلطنة بفلسطين تقوم بالتنسيق بين المؤسسات الفلسطينية وسفارة السلطنة بفلسطين لإتمام مشروعات التنمية والاعمار داخل الأرضي الفلسطينية والتي في مقدمتها إقامة المراكز الطبية، والمؤسسات التعليمية. وهكذا، فدور السلطنة مع القضية الفلسطينية لم يكن صراخا وعويلا وأصوات حنجورية لا تستند الى حقائق او أفكار صحيحة لنصرة القضية، لكنه دور صلب يتميز بالعمق والوضوح دون السعي لاستثارة المشاعر أو الدعاية.

وبالتوازي مع التحركات الرسمية، كانت هناك تحركات شعبية عمانية تستلهم السياسة العمانية تجاه القضية وتتحرك لمؤازرة هذا الدور ودعمه والتأكيد عليه، حيث دُشنت المبادرة العُمانية الأهلية لمناصرة فلسطين عام 2013 لتكون جسرا خيريا بين السلطنة وبين الشعب الفلسطيني، لا تترك خيرا الا ولها يد فيه فمن توزيع الكفالة الشهرية للأيتام والأسر بقطاع غزة والقدس، وترميم المنازل والمدارس والمراكز الصحية بقطاع غزة، الى مشروعات كسوة العيد للأطفال والزي المدرسي في قطاع غزة، وتوزيع لحوم الأضاحي على فقراء غزة والقدس، وتنظيم ورش العمل للدعم النفسي الاجتماعي لأطفال قطاع غزة وغيرها من المشروعات التي تنم عن سيمفونية عطاء عمانية للأشقاء الفلسطينيين.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد