زيارة الرئيس لمسقط تستحوذ على اهتمام الاعلام العماني

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

استحوذت الزيارة الحالية لرئيس دولة فلسطين محمود عباس لسلطنة عمان، والتي تستمر ثلاثة أيام، على اهتمام وسائل الإعلام العمانية، سواء الرسمية أو غير الرسمية، وتجلى ذلك من خلال التغطيات الإخبارية بالقنوات الفضائية أو الأخبار الصحفية التي تتصدر الصفحات الأولى للصحافة المحلية، أو أعمدة الرأي بالصحف، والدوريات وغيرها من المطبوعات.

ونقلت الوكالة الرسمية عن جريدة "الوطن" العمانية تناولها زيارة الرئيس إلى السلطنة، في ظل أوضاع إقليمية وعربية مفصلية للقضية الفلسطينية.

قالت الصحيفة في افتتاحيتها الرئيسية، اليوم الاثنين، إنه في خضم التطورات التي شهدتها المنطقة على مدار السنوات الماضية وتداعياتها المستمرة لفترة قادمة لم تغفل السلطنة حقيقة أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية والتي يترتب على حلها إرساء السلام والاستقرار والقضاء على الكثير من بؤر التوتر في المنطقة.

وأضافت: لمناسبة زيارة الرئيس للسلطنة لم تطغَ المحن والمخاطر التي تمر بها المنطقة وتهدد حاضرها ومستقبلها على الأهمية التي تمثلها القضية الفلسطينية بالنسبة للسلطنة، دولة، وشعبا، وهو ما تجسده المواقف العمانية الثابتة تجاه القضية والعلاقات العمانية –الفلسطينية، التي تتخذ أشكالا متعددة على مختلف المجالات.

وتنبع محورية القضية الفلسطينية كما تقول الصحيفة من النهج السامي لصاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم والذي يؤكد وقوف السلطنة الدائم والحازم مع القضايا العادلة، وفي طليعتها قضية الشعب الفلسطيني.

ومضت "الوطن" بالقول: مع التقدير الذي تكنّه السلطنة لنضال الشعب الفلسطيني من أجل استرداد حقوقه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يأتي الاستمرار في الوقوف إلى جانب مساعي القيادة الفلسطينية برئاسة فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين لتطبيق حل الدولتين الذي أيدته السلطنة والدول العربية والمجتمع الدولي.

كما تعمل السلطنة بكل السبل الممكنة من أجل دعم وتأييد جهود الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه، وذلك من خلال تأييد هذه الحقوق عبر المؤسسات العربية، والإقليمية، والدولية، ومؤازرة الجهود الفلسطينية، الرامية لاستعادة هذه الحقوق، علاوة على تفعيل أشكال ومجالات التعاون مع مؤسسات الدولة الفلسطينية على كافة المستويات.

ورأت الصحيفة أنه انطلاقا من اليقين بأن السلام والأمن والاستقرار لا يمكن أن يتحقق لطرف على حساب آخر، فإن السلطنة وفي إطار تأييدها لكل جهد مخلص يمكن أن يسهم في التهيئة لاستعادة المناخ الضروري والملائم لاستئناف جهود السلام والتفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، فإنها لا تزال تأمل في إمكان العمل لتهيئة المناخ لاستعادة الحوار بين الطرفين، والدفع عبر الجهود المخلصة لاستئناف مفاوضات السلام، وتستند في ذلك إلى سياستها القائمة على الإيمان بالسلام، وما تتمتع به من مكانة وتقدير على مختلف المستويات الإقليمية والدولية.

وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس للسلطنة ولقاؤه بحضرة السلطان قابوس بن سعيد المعظم كما تقول الوطن في رأيها تقديرًا من فخامته لجلالة السلطان المعظم، ولما يتمتع به جلالته من فكر ورؤية، ولما يحظى به من مكانة وتقدير عربيًّا وخليجيًّا ودوليًّا، وتأكيدًا واعترافًا بدور السلطنة ومكانتها وقدرتها على التأثير والإسهام مع المجتمع الدولي في حل قضايا المنطقة العالقة، حيث آذان المجتمع الدولي تنصت دائمًا للصوت العماني، كيف لا؟ وقد خبرت مصداقية وشفافية وصراحة هذا الصوت كثيرًا، وعلى أكثر من صعيد. فهناك فهم واسع ويقين تام بأن ما تبديه السلطنة من مواقف وتبذله من جهد إنما ينبع من رغبة أكيدة في دعم الجهود الدولية، ودعم دور المنظمات الدولية الرسمية المعنية وذات العلاقة، بما يرسي ركائز الأمن والسلم الدوليين، ويعزز الاستقرار الإقليمي والدولي.

واستطرد "الوطن" بالقول: إن السلطنة تدرك تمامًا ما تمر به اليوم القضية الفلسطينية من منعرج خطير على خلفية التنمر الإسرائيلي المستمر على حقوق الشعب الفلسطيني، واستشراء الاحتلال الإسرائيلي وتماديه في ممارساته غير المقبولة والخارقة للقانون الدولي ولقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وكذلك على خلفية الدعم الغربي الذي يلقاه قادة الاحتلال الإسرائيلي؛ فثمة على الأرض الفلسطينية مجريات لا تستقيم مع جهود السلام، ولا رؤى الحل كرؤية "حل الدولتين" كقضية القدس واعتبارها عاصمة كيان الاحتلال الإسرائيلي، ونقل السفارة الأميركية إليها، وتقسيم المسجد الأقصى، بالإضافة إلى ثالثة الأثافي وهي ما يسمى بـ" صفقة القرن ".

لذلك كل هذه التطورات بحسب "صحيفة الوطن" تمثل أرضية مشتركة بين الجانبين العماني والفلسطيني، وستكون محل بحث مستفيض بين قيادتي البلدين الشقيقين، كما تمثل فرصة مواتية لمعرفة ما لدى الجانبين من أفكار يمكن أن يبنى عليها وتتضافر الجهود من أجلها.

واختتمت الوطن رأيها بالقول: صحيح أن الفشل تلو الفشل كان حصيلة دور المجتمع الدولي لجهة فرض تطبيق قرارات الأمم المتحدة على الجانب الإسرائيلي، إلا أن هذا الفشل آن له أن ينتهي وينتقل إلى النجاح، بإعادة النظر في ملفات المنطقة الساخنة، وتحديدا ملف القضية الفلسطينية الذي تتفرع عنه، أو بسببه فُتحت ملفات أخرى ساخنة وفي أكثر من اتجاه في المنطقة.

وأعربت عن أملها ان زيارة الرئيس محمود عباس سيثمر مواقف وحلولًا تصب في صالح القضية الفلسطينية، وفي صالح المنطقة. ففي عمق الوجدان والدور العماني يجب أن تخرج القضية الفلسطينية من راهنها، ويعود إليها ألقها الذي يجب ألا يخبو عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا، وأن يتواصل العمل مع المجتمع الدولي ومنظماته، وتتواصل معه مسيرة العمل الفلسطيني الساندة.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد