انطلاق فعاليات الثقافة المصرية
انطلقت مساء أمس، مراسم فعاليات الدورة 21 لمؤتمر وزراء الشؤون الثقافية في الوطن العربي، من ساحة دار الأوبرا المصرية، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة وعلوم (الاليسكو) وتحمل شعار " القدس فلسطينية"، بمناسبة العيد الستين لتأسيسها، فيما ترأس وزير الثقافة للمؤتمر الدكتورة إيناس عبد الدايم.
حيث التقى وزراء ثقافة 16 دولة عربية في قصر الفنون لتفقد صالون النحت الثانى ثم شهدوا فقرات لفرق الفنون الشعبية بهيئة قصور الثقافة هي توشكى التلقائية، الأقصر، الحرية (الإسكندرية)، بورسعيد، مطروح والعريش حيث تنسم الضيوف عطور الفلكلور المصري وموروثاته الفنية ومفرداتها المتنوعة التي تشكلت عبر العصور التاريخية المختلفة.
ومن بين مجسمات لمجموعة من أبرز المبدعين المصريين عبر الحضور إلى مسرح الأوبرا الكبير ثم تفقدوا أكثر من 100 عنوان من أهم إصدارات وزارة الثقافة لنخبة من الادباء والمبدعين في مختلف المجالات.
بعدها وفي المسرح الكبير عزف أوركسترا القاهرة السيمفونى بقيادة المايسترو أحمد عاطف السلام الوطنى المصرى، الافتتاحية الاحتفالية لـ"شوستاكوفيتش" ومعزوفة عمر الخيام لـ "محمد عبد الوهاب".
وبالإنابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية وراعي المؤتمر ألقت الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة ورئيس المؤتمر كلمة رحبت خلالها بجميع الضيوف على أرض مصر وأعلنت الفخر باستضافة القاهرة لهذه الدورة مؤكدة العمل على تأسيس مشروع ثقافي مشترك يمد جسور التواصل بين تراث الماضي العربي العريق والحاضر الواعد باعتبارنا أمة ذات عمق حضاري ونسيج واحد قادر على مواجهة التحديات الفكرية والتفاعل مع الثقافات العالمية من خلال استثمار الطاقات البشرية وبناء الإنسان العربي وتكاتف الجهود للعمل على تحقيق العدالة الثقافية وذلك بتنشيط حركة الترجمة والمشاركة في مختلف المحافل الدولية المتخصصة.
وقال أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أن الثقافة هي الإطار الناظم لحركة المجتمع والمحرك الحقيقي للأحداث وتعد أحد أهم قضايا الأمن القومى لارتباطها بالوعى السائد مشيرا إلى أن انهيار الثقافة ينعكس على المجتمعات حيث تفقد عناصر نسيجها وتواصل أجيالها واكد ضرورة تطوير الخطاب الثقافي لربط التراث بالواقع المعاصر واستعرض بعض عوامل الضعف التي أصابت الثقافة العربية كما أعلن بدء الإعداد للقمة الثقافية العربية الأولى بالتعاون مع منظمة الاليكسو وهو ما يعكس اهتمام القيادات السياسية العربية بالثقافة بشكل عام.
كما توجه الدكتور سعود هلال الحربى مدير عام الاليكسو بالشكر لرئيس الجمهورية لرعايته المؤتمر وقدم التهنئة للدكتورة إيناس عبد الدايم بمناسة الاحتفال بمرور 60 عام على تأسيس وزارة الثقافة واكد دور الثقافة في تقوية الارادة وشحذ الهمم واشار إلى مواصلة الجهود للارتقاء بالثقافة العربية وزيادة فاعليتها مع الاهتمام بمضمونها الذي يسهم في تشكيل الفكر والسلوك الانسانى وذلك من خلال خطة شاملة تهدف إلى التواصل مع الثقافات الاخرى مع مراعاة القيم الاصيلة للشعوب العربية إلى جانب طرح مشروع الأمن الثقافي العربي وآليات تنفيذه واستعرض عدد من الخطوات التي اتخذتها المنظمة لمواجهة التحديات الفكرية في الوطن العربي وتعزيز اللغة الأم وقدم دعوة لاهداء هذه الدورة لمدينة القدس تحقيقا للشعار الذي تحمله (القدس فلسطينية).
كما رحب الدكتور محمد زين العابدين وزير الشئون الثقافية في تونس ورئيس الدورة السابقة بالجميع وتوجه بالشكر لمنظمة الاليكسو على جهودها في دعم ورعاية الثقافة العربية وقال إن احتضان مصر لفعاليات المؤتمر الحادى والعشرون تعزز قيم الحوار وتهدف إلى الارتقاء بالواقع الثقافي العربي واستعرض تفاصيل أحد المشروعات الثقافية الضخمة في تونس وقام بتسليم شعلة المؤتمر إلى رئيس الدورة الحالية التي قامت بدورها بإهداء درع تكريم لاسم الدكتور عبد الله محارب رئيس منظمة الالكسو السابق.
بعدها استعد المسرح لاستقبال العرض الفنى بعنوان ملحمة التنوير والذى رصد ملامح من تاريخ وزارة الثقافة وتناول تأثيرها الإيجابي على الفكر المجتمعي مستعرضا مختلف أشكال الإبداع التي تم تبنيها خلال 60 عام من إخراج خالد جلال وصياغة درامية للدكتور مصطفى سليم، أداء صوتي سيدة المسرح العربي سميحة أيوب، إعداد موسيقي أحمد طارق يحيي بمصاحبة مجموعة من الفرق المتميزة منها باليه اوبرا القاهرة، الاوركسترا الاحتفالى للموسيقي العربية بقيادة المايسترو محمد اسماعيل الموجى، كورال الموسيقى العربية، كورال أطفال الأوبرا، فرقة رضا للفنون الشعبية، الفرقة القومية للفنون الشعبية، مسرح القاهرة للعرائس والسيرك القومي وتضمن رقصة فرعونية، برضاك يا خالقي أدتها الطفلة وفاء عماد، مصر تتحدث عن نفسها برعت في ادائها ريهام عبد الحكيم التي شاركت في أوبريت الوطن الأكبر مع كل من رحاب مطاوع، أميرة أحمد، غادة أدم، نهى حافظ وأحمد عفت واختتم به الاحتفال.
شهد الاحتفال وزراء الآثار، الهجرة وشؤون المصريين بالخارج، التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري مع عدد من وزراء الثقافة السابقون وحشد من الفنانين والأدباء والإعلاميين.