دعا لحل المجلس التشريعي وإجراء انتخابات
قرارات المجلس الثوري لحركة فتح
أصدر المجلس الثوري لحركة فتح، مساء اليوم الأحد، بيانه الختامي للدورة الرابعة، بعنوان: "دورة القرار والانتصار للقدس العاصمة الأبدية والأسرى والشهداء واللاجئين" التي عقدت على مدار الأيام الثلاثة السابقة في مدينة رام الله .
ودعا المجلس الثوري لحركة "فتح"، المجلس المركزي لتولي مسؤولياته باعتباره صاحب الولاية بإنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية، لحل المجلس التشريعي، والدعوة لانتخابات عامة خلال عام من تاريخه.
وأبدى ثوري فتح استعداد الحركة لتطبيق اتفاقية القاهرة (12-10-2017)، محملا حماس مسؤولية تعطّل ذلك، ومعربا عن تقديره للجهود المصرية المبذولة "لحمل حماس على الالتزام بها".
وقال البيان:" نرفض بصلابة كل محاولات الالتفاف على الشرعية الوطنية والتقاطع مع المشاريع الاسرائيلية الهادفة لفصل غزة عن الضفة و القدس لوأد مشروعنا الوطني، وما يسمى "تهدئة مقابل المساعدات الانسانية"، يمثل طُعماً مسموماً يستهدف الكل الفلسطيني".
وأكد المجلس حرص فتح "على أهلنا وكادرنا في غزة وعدم المسّ بحقوقه واحتياجاته في كافة المجالات".
وفي ما يلي نصّ البيان الختامي بحسب وكالة الأنباء الرسمية:
في خضّم تصدي حركة فتح ومعها القوى الوطنية كافه لمشاريع تصفية قضيتنا الوطنية، وإصرار الشعب ومنظمة التحرير والقيادة على التمسك بحقوقنا الثابتة، عقد المجلس الثوري دورته الرابعة في مقر الرئاسة بمدينة رام الله بين 12-14/10/2018م، واستمع في مستّهل الاجتماع لكلمة سياسية جامعة للسيد الرئيس محمود عباس ، أكدّ فيها تمسك شعبنا بإنهاء الاحتلال وإنجاز الاستقلال الوطني بدولته المستقلة على حدود عام 1967م والقدس الشرقية عاصمة لها وعودة اللاجئين.
وتوقف الرئيس عند رفضنا لاستمرار الانقسام وضرورة استعادة الوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر الانقلاب ورفض الالتفاف على الشرعية لتمرير صفقة ترمب من خلال ما يسمى "التهدئة مقابل المساعدات الانسانية"، وأكد حرصنا على أهلنا في غزة ومتطلبات صمودهم، كما أكد استمرار أداء واجباتنا تجاه الشهداء والأسرى وعائلاتهم مهما كانت التضحيات والضغوطات.
وأكدّ الرئيس أيضاً على أهمية بعدنا العربي وحرصنا على استمرار التعاون والتنسيق مع كافة الأشقاء، خاصة في الأردن ومصر والسعودية على قاعدة قرارات القمم العربية وخاصة الأخيرة في الظهران، إضافة لاستمرار تحركنا السياسي والدبلوماسي في الساحة الدولية وخاصة تجاه من لم يعترف بعد بدولة فلسطين لدعوته للقيام بذلك لإنقاذ حل الدولتين، ونوّه السيد الرئيس بأهمية انتخاب فلسطين رئيسة لمجموعة ال77+ الصين لعام 2019م.
وتوقف السيد الرئيس عند الأهمية الكبيرة للدورة القادمة للمجلس المركزي نهاية الشهر الحالي وضرورة اجابته على تحديد العلاقة مع الإدارة الأمريكية والانفكاك عن قوة الاحتلال لتنصّلها من كل الاتفاقات الموقعة، وكذلك العلاقة مع حماس وتقاطعها مع المشاريع الاسرائيلية الامريكية الهادفة لتقويض مشروعنا الوطني.
واستمع المجلس الثوري لتقارير اللجنة المركزية حول مجمل نشاط المفوضيات وكذلك لمداخلات وملاحظات سياسية لأعضاء اللجنة حول آخر المستجدات، كما تقدمت أمانة سر المجلس الثوري بتقرير مفصّل عن أعمال المجلس ومتابعة قرارات دوراته السابقة وأعمال لجانه.
وشهد المجلس نقاشاً سياسياً موسعاً شارك فيه معظم أعضاء المجلس، إدراكاً لخطورة المرحلة وحساسية الأشهر القليلة القادمة في تصدينا لما يحاك ضد حقوق شعبنا، وأهمية الثبات والصمود والمقاومة بموقف موحّد بمقارعة الاحتلال واستعماره الاستيطاني وقطعان مستوطنيه وجرائمهم، وكذلك مقاومة قوانينه العنصرية وضرورة مقاومة ورفض القرارات الأمريكية، وضرورة اتخاذ مواقف حاسمة ضد مواقف حماس مع المحافظة على حقوق ومصالح وخدمات أهلنا وكادرنا في غزة باعتبارهم رافعة المشروع الوطني.
وناقش المجلس كذلك القضايا الداخلية للحركة وأهمية النظام الداخلي المعدّل، وقرر عقد جلسه خاصه للمجلس الثوري لإقراره بعد شهر وأعمال أطر الحركة كافة، وتفعيل مؤسساتها وأقاليمها، كما ناقش باستفاضة مواضيع وطنية اجتماعية تهّم شرائح واسعة من شعبنا كدعم القدس، وقانون الضمان الاجتماعي، والتقاعد المبكر، وكوته المرأة في المجلس المركزي وأمور عديدة، واتخذ بشأنها القرارات المناسبة.
وقررّ المجلس بخصوص القدس، رفض كل محاولات تهويدها وعزلها، ورفض الإجراءات الأمريكية الباطلة والتصدي لها باعتبارها مخالفة للقانون الدولي ويرفضها العالم أجمع، وقرّر توجيه كل الجهد لتوحيد المرجعيات الوطنية العاملة في العاصمة وتوفير الامكانات المادية اللازمة، واستمرار اليقظة الوطنية والتنظيمية والأمنية لمحاربة تسريب العقارات وتطبيق القانون الفلسطيني بكل صرامة وحزم بحق الخونة والجواسيس والعملاء.
ونؤكد كذلك رفضنا وتصدينا لتسريب عقارات كنسية للاحتلال. وتستمر فتح بقيادة الدفاع عن الخان الأحمر ومعها كل القوى الوطنية، لما يمثله من تصدٍ لقطع أوصال الوطن في حال تدميره وتهجير أهله.
ويوجه المجلس تحية إكبار لأهلنا المرابطين في القدس لثباتهم وصمودهم البطولي مسلمين ومسيحيين في مواجهة جبروت الاحتلال وقطعان مستوطنيه.
وفي غزة، بعد أكثر من أحد عشر عاماً من انقلاب حماس وتحكمها بمصائر أهلنا في غزة بالحديد والنار، فإن أهلنا البواسل هناك يبقون رافعة المشروع الوطني وبدون القطاع وأهله، لا دولة فلسطينية مستقلة.
ويؤكدّ المجلس الثوري على استعداد فتح لتطبيق اتفاقية القاهرة (12-10-2017)، وتحمّل حماس مسؤولية تعطّل ذلك، وتقدّر الجهود المصرية المبذولة لحمل حماس على الالتزام بها. ونرفض بصلابة كل محاولات الالتفاف على الشرعية الوطنية والتقاطع مع المشاريع الاسرائيلية الهادفة لفصل غزة عن الضفة والقدس لوأد مشروعنا الوطني، وما يسمى "تهدئة مقابل المساعدات الانسانية"، يمثل طُعماً مسموماً يستهدف الكل الفلسطيني .
وتؤكد فتح حرصها على أهلنا وكادرنا في غزة وعدم المسّ بحقوقه واحتياجاته في كافة المجالات.
إنّ المجلس المركزي قد أنشأ السلطة الوطنية في 16/10/1993م ، وتعاملت منظمة التحرير بمسؤولية عالية مع أعمال السلطة ومؤسساتها، ورعت وأشرفت على الانتخابات عامي 1996 و2006م، وتعاملت بإيجابية كاملة مع نتائجها، إلا أن ما قامت به حماس في 14/6/2007م وحتى يومنا هذا، يمثل خروجاً على قيمنا وأخلاقيات عملنا الوطني، وقد عطّلت بذلك أعمال المجلس التشريعي الذي فقد قدرته على مزاولة عمله التشريعي والرقابي، ولم يعد قائماً بالفعل .
ويوصي المجلس الثوري بالأجماع بان يقوم المجلس المركزي بدورته القادمة بحل المجلس التشريعي والدعوة لإجراء انتخابات عامه خلال عام من تاريخه.
التعامل مع قوة الاحتلال: إن استشراء الاستعمار الاستيطاني وسن القوانين العنصرية من قِبل اسرائيل يشكل تصعيداً خطيراً وتحدياً مصيرياً لحق شعبنا بإنجاز استقلاله الوطني، وما يسمى قانون القومية يشرعن سياسة الفصل العنصري ويحاول فرض الرواية الاحتلالية الزائفة، وهذا التشريع وتهويد القدس وتدنيس الأقصى يومياً يستدعي وقوفنا صفاً واحداً في مواجهة هذه الاجراءات التي تعتبر إدارة الرئيس ترامب شريكاً فيها.
وقد اتخذ المجلس المركزي قرارات واضحة واجبة التنفيذ إزاء تنصّل قوة الاحتلال من كل الاتفاقات الموقعة، وعلى المجلس بدورته القادمة أن يضع آلية للانفكاك التدريجي عن اسرائيل، ويفوض الرئيس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير تحديد أولويات ومراحل ذلك مع استمرار الاشتباك السياسي والميداني مع الاحتلال من خلال تصعيد المقاومة الشعبية في كل المواقع. كما يجدد المجلس تأييده للحركة العالمية لمقاطعه إسرائيل "P.D.S""
في المجال الوطني: يدعو المجلس الثوري كل من شركائنا في منظمة التحرير الفلسطينية وخاصة الجبهتين الشعبية والديمقراطية على تغليب صراعنا مع الاحتلال على أي خلاف أو تباين في وجهات النظر، فنحن شركاء في الوطن والدم والصمود، وندعوهم للمشاركة بالدورة القادمة للمجلس المركزي، وحركة فتح مستعدة لتذليل كل العقبات التي قد تحول دون ذلك.
إن تعزيز البناء المؤسسي لمنظمة التحرير وتنفيذ قرارات مجلسنا الوطني الأخير يكتسب أهمية خاصة في هذه المرحلة المصيرية لضمان الانتصار على كل المؤامرات.
ويؤكد المجلس الثوري على الأهمية الخاصة للاعتناء بالشتات الفلسطيني، خاصة في مخيماتنا الصامدة في لبنان وسوريا وتعزيز مشاركتها الوطنية وتلبية احتياجاتها، وضرورة إيلاء أهمية قصوى للاهتمام بجاليتنا في العالم وتنظيماتها وعملها وتواصلها مع الوطن.
كما يدعو المجلس الثوري لإعادة النظر بمهام وتشكيلة الحكومة على ضوء المستجدات.
العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية: لقد اتخذت إدارة الرئيس ترمب سلسلة من الاجراءات والقرارات المعادية لحقوقنا وتمثّل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وللإجماع الدولي حول حق شعبنا في إنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني بدولتنا المستقلة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية، ونحن نمارس حقنا بالدفاع عن النفس برفضنا القاطع لهذه الاجراءات التي جعلت الولايات المتحدة غير مؤهلة لاستمرار تفردها بعملية السلام وسنستمر مع أمتنا وأصدقاءنا في العالم الدفاع عن الشرعية الدولية وقراراتها ذات الصلة، وسنمارس حقنا بالانضمام للمنظمات والمعاهدات الدولية بما تقضي مصالح شعبنا.
ويتوجه المجلس الثوري بالتحية لأعضاء مجلس الأمن الدولي الأربعة عشر في وقفتهم مع شعبنا وعزلهم للموقف الأمريكي، كما يتوجه بالتقدير والشكر لدول مجموعة 77 +الصين لانتصارهم لفلسطين بانتخابها لرئاسة المجموعة لعام 2019م، ولكافة الدول في أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وخصوا بالذكر جمهورية كولمبيا على اعترافها بدولة فلسطين وجمهورية البارغواي لسحب سفارتها من القدس، وعلى مواقف الدعم الدائم لحقوقنا في كل المحافل الدولية.
وأهاب بأمتنا العربية والإسلامية لاستمرارها لمؤازرة فلسطين والقدس بكل الامكانات المتاحة للصمود والانتصار .
إن المجلس الثوري يعي تماماً حجم التحديات وخطورة المرحلة، إلاّ أن حركة فتح تراهن على شعبنا أولاً وقبل كل شيء، وستبذل كل الجهد لتصويب الأداء وتوحيد الصف لتصليب الموقف الوطني الموّحد في مواجهة الاحتلال، ونحن على ثقة بقدرة شعبنا وحركتنا وقيادتنا على قيادة دفة السفينة الفلسطينية لبرّ الاستقلال الوطني وتجسيد الدولة على حدود 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.