بالصور: التفاصيل الكاملة لجريمة استشهاد عائشة الرابي

الشهيدة الأم وعائلتها

قضت ام العروس عائشة الرابي "45عاما" شهيدة اثر اعتداء المستوطنين على السيارة التي كان يقودها زوجها وهما عائدين الى منزلهما بعد زيارة عائلية الى الخليل

عائشة وهي أم لـ 8 أبناء (2 ذكور و6 اناث)، كانت على موعد قريب (نحو 15 يوما) مع حفل زفاف ابنتها سلام (24 عاما)، قبل أن يباغتها مستوطن اسرائيلي حاقد بحجر اخترق الزجاج الامامي للسيارة التي كانت تستقلها واصابها في وجهها لتنزف حتى الموت قبل ان تصل الى المستشفى.

"كل شيء تحطم في لحظة غادرة" ومع هذه اللحظة ايضا تحول الثوب الابيض الذي كانت سلام منهمكة بتفاصيل ليلته المبهجة، الى جانب أمها وشقيقاتها، الى ثوب اسود للحداد والحزن والفجيعة.

وفي تفاصيل الاعتداء المرعب، يقول أحد أقرباء الشهيدة، عماد الرابي على لسان زوجها السيد يعقوب الرابي : انه واثناء العودة من الخليل وعلى بعد 2 كلم من حاجز زعترة العسكري وفيما كانت الساعة تقترب من العاشرة ليلا، كانت عائشة وزوجها وطفلتهما راما (9 سنوات) هدفا لهجوم من قبل مجموعة من المستوطنين الذين انقضوا من فوق تلة قريبة من الطريق على سيارة العائلة بالحجارة ، ما أدى الى اصابة عائشة بجروح خطيرة في الرأس والوجه.

وأضاف :" اخترق حجر الزجاج الامامي للسيارة وكأنه رصاصة واصاب عائشة في وجهها وبدأت بالنزف بشدة، ووسط حالة من الرعب والخوف استمر الزوج بقيادة السيارة مسرعا لتفادي اي هجوم اخر من التلة المرتفعة التي تكشف الشارع بوضوح، بينما لا يستطيع من هم على الطريق تحديد مكان القاء الحجارة".

وبعد تجاوز مكان الهجوم استمر الزوج بالقيادة نحو مركز ابن سينا الطبي في بلدة حوارة، حيث كانت عائشة لا تزال على قيد الحياة وبسبب اصابتها البليغة تم استدعاء سيارة اسعاف لنقلها الى مستشفى رفيديا الحكومي، الا ان النزيف الذي تعرضت لم يسعفها لان تصل هناك وهي على قيد الحياة.

ويظهر في صور السيارة التي تم عرضها بعد الجريمة، ان عائشة نزفت بشدة بسبب حجم الاصابة، حتى ان الدماء كانت واضحة على اسفل المقعد الامامي بجانب السائق.

ورغم ان المنطقة التي وقعت فيها الجريمة غالبا ما تشهد تواجدا عسكريا اسرائيليا دائما، الا انه لم يكن هناك اي تدخل لمنع هؤلاء القتلة، حيث اقتصر تدخل سلطات الاحتلال بعد ان تم ابلاغهم رسميا بالجريمة على مصادرة السيارة المستهدفة بزعم التحقيق في الحادث، واستدعاء زوج الشهيدة لتوصيف مكان وظروف الجريمة.

وتعقيبا على هذه الجريمة، قال مدير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، الدكتور عمار دويك "أن الفلسطينيين منذ فترة طويلة يتعرضون لعنف المستوطنين، وأحيانا يتخذ هذا العنف شكلا ممنهجا تنفذه منظمات إرهابية أو مليشيات مسلحة كما حصل في عقد الثمانينات عندما حاول المستوطنون اغتيال عدد من رؤساء البلديات، أو على شكل عنف فردي".

وأضاف :"أن وتيرة العنف متزايدة بشكل بات فيه الفلسطيني لا يؤمن على حياته وحياة أسرته وعلى ممتلكاته، كما حصل مع إحراق عائلة دوابشة، وقتل الطفل محمد خضير، وأخيرا الأم عائشة الرابي"، مشيرا إلى "ان هذا يبدو وكأنه يندرج في اطار سياسة إسرائيلية منظمة أداتها إرهاب المستوطنين من أجل دفع الفلسطينيين الى ترك أراضيهم".

وحول دور سلطات الاحتلال حيال الجرائم التي يقترفها المستوطنون بشكل مستمر، يقول دويك ان هناك تواطئا اسرائيليا رسميا مع المستوطنين من خلال توفير الحماية لهم وعدم محاسبتهم، داعيا إلى إطلاق حملة دولية فلسطينية للتصدي لعنف المستوطنين وشرح كيف يؤثر على حياة الفلسطيين وقدرتهم على التحرك، بما يدفع المنظمات الدولية والمجتمع الدولي للتحرك من أجل محاسبتهم ووقف هذا الارهاب.

واوضح دويك "أن إسرائيل تتعامل بازدواجية عندما يتعلق الامر بإقدام فلسطيني على قتل مستوطن، حيث تقوم بفرض عقوبات جماعية واسعة على الفلسطينيين، وتقوم باعتقال أسرته وهدم منزله، ولا يتوقف نتنياهو والوزراء والمسؤولين الإسرائيليين عن التصريح والتنديد والوعيد، وأن هذا الإرهاب الفلسطيني جاء نتيجة التحريض من القيادة الفلسطينية، وأن المناهج الفلسطينية تحض على العنف وعلى معادة السامية، وهذا دليل على أن الفلسطينيين لا يريدون السلام، بينما عندما يقتل مستوطن فلسطيني لا يُسمع اي تنديد او محاسبة جدية رغم فظاعة الجرائم التي قترفها المستوطنون".

من جهته، قال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية، غسان دغلس، في حديث "لصحيفة القدس " : أن ما يجري بالضفة الغربية من عربدة للمستوطنين هو مشروع لإعادة عصابات "الهاجانا" التي كانت تمارس عمليات القتل وتهجير السكان، واليوم نلاحظ أن هناك عصابات مشابهة تحت مسمى "عصابات تدفيع الثمن" وعصابات "شباب التلال" وهي مجموعات متطرفة تمارس أعمال وحشية بحق المزارعين والمواطنين، وتقطع الطرقات، وهي تمارس أعمالها بتغطية كاملة من الحكومة الإسرائيلية وهي حكومة يمينية متطرفة.

وأشار إلى أن جريمة قتل عائشة وهي عائدة إلى منزلها تندرج ضمن مخطط ستزداد وتيرته في ظل الغطاء الحكومي لتلك المجموعات الإرهابية، ما يتطلب من الفلسطينيين الوحدة وتصعيد المقاومة الشعبية لمواجهة هذه العصابات.

من جهته، قال المختص بشؤون الإستيطان عبد الهادي حنتش :أن ما يحدث في الضفة الغربية هو نتيجة إطلاق سلطات الاحتلال العنان للمستوطنين، حيث توفر لهم الحماية لممارسة أعمالهم الإرهابية ضد الفلسطينيين، إضافة إلى أنها تقوم بتدريبهم وتسليحهم.

وأوضح أن هناك ضوء أخضر من قبل الحكومة الإسرائيلية والأجهزة الأمنية للمستوطنين بممارسة الإجرام من خلال دعمهم وتسليحهم وحثهم على السيطرة على جبال الضفة الغربية، إضافة إلى أن مرتكبي هذه الجرائم معروفين لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية وهي تقوم بغض البصر عن نشاطاتهم الإرهابية وتوفر الغطاء لإفعالهم.

وأشار حنتش إلى أننا اليوم إمام عصابات إجرامية منظمة يتسع نشاطها يومًا بعد يوم ضد الفلسطينيين نتيجة سياسة التحريض والتجييش التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية.

487969m.jpg
20181013t162326-1539437006289412800.jpg
20181013t162426-1539437066179415900.jpg
p0tqi.jpg
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد