تصريحات مفاجأة لترامب بشأن السعودي خاشقجي

الرئيس الأمريكي دونالد ترامب

قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن السعودية يمكن أن تكون وراء اختفاء الصحفي جمال خاشقجي في اسطنبول، متوعداً إياها بـ"عقاب قاس" إذا صحّ ذلك، في حين تنفي السعودية أن تكون أمرت بقتل الصحفي المعارض.

وأوضح الرئيس ترامب للصحفيين داخل البيت الأبيض الأمريكي، "كان أملنا الأول ألاّ يكون قد قتل، لكن ربما الأمور لا تبدو جيدة بحسب ما نسمعه". 

وأضاف : "قد لا نتمكن من رؤيته مجددا، هذا أمر محزن جدا"، مشيرا إلى أنه سيجري اتصالاً بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز.

وبين ترامب أنه "حتى الآن هم (السعوديون) ينفون (تورطهم) بشدّة، هل يمكن أن يكونوا هم؟ نعم"، مردفاً أنّه إذا تبيّن فعلاً أنّ المملكة مسئولة عن اختفاء الصحفي المعارض، فسيكون هناك "عقاب قاس".

من جهته، دعا وزير الخارجية التركي، جاويش أوغلو، الرياض إلى إفساح المجال لدخول محقّقين أتراك إلى مبنى قنصليتها في اسطنبول.

ونقل موقع عربي 21 نقلاً عن وكالة الأناضول التركية قول الوزير التركي ، أنه "لم نر حتى الآن تعاونا لإجراء تحقيق سلس وكشف كل الحقائق"، مضيفاً أنّ على الرياض أن "تسمح للمحققين والخبراء الأتراك بدخول القنصلية".

وفي السياق ذاته، أكد وزير الداخلية السعودي، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس)، أنّ "ما تمّ تداوله بوجود أوامر بقتله (خاشقجي) هي أكاذيب ومزاعم لا أساس لها من الصحة تجاه حكومة المملكة المتمسّكة بثوابتها وتقاليدها والمراعية للأنظمة والأعراف والمواثيق الدولية".

وأعرب الوزير السعودي، عن "شجب المملكة واستنكارها لما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وتهجّم على المملكة العربية السعودية حكومة وشعبًا، على خلفية قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي".

لكن الرياض وصفت على الفور هذه المزاعم بأنّها "لا أساس لها" من الصحّة. والقضية مزعجة للسلطات السعودية التي تستعد لاستضافة قمة اقتصادية كبيرة من 23 إلى 25 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري.

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست"، فإنّ تركيا أبلغت الولايات المتّحدة أنّها تملك تسجيلات مسموعة ومرئية تظهر كيف تم "استجواب (خاشقجي) وتعذيبه وقتله" داخل القنصلية قبل تقطيع جسده، وأكّدت الرياض أنّ كاميرات المبنى لم تكن تعمل في ذلك اليوم.

وبحسب الشرطة التركية، فإنّ مجموعة من 15 سعوديا وصلوا جوّا في 2 تشرين الأول/ أكتوبر إلى اسطنبول، وتقول وسائل إعلام تركية إنّهم قتلوا الصحافي قبل أن يغادروا تركيا.

وتأتي تطورات هذه القضية فيما تنظّم الرياض مؤتمراً اقتصادياً كبيراً تحت عنوان "مبادرة مستقبل الاستثمار" للعام 2018 من 23 إلى 25 تشرين الأول الجاري، وأطلقت عليه تسمية "دافوس في الصحراء" تيّمنا بالمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.

وفيما تتزايد التساؤلات حول مصير خاشقجي، قرّرت مؤسسات كبرى في مجال الأعمال وأخرى إعلامية الانسحاب من المؤتمر.

لكن وزير الخزانة الأمريكي ستيف منوتشين أكّد، السبت، على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي السنوية في بالي بإندونيسيا أنّه سيحضر الاجتماع مع متابعة تطوّرات التحقيق.
وقال: "بالطبع أودّ أن أعبّر عن قلقي إزاء مصير خاشقجي"، مضيفاً: "نتطلّع لمعرفة نتائج التحقيق". لكنه أكّد أنّ "الجواب في الوقت الراهن هو أنني سأشارك لكن إذا ظهرت معلومات في الأسبوع المقبل، سآخذها بالتأكيد في الاعتبار".

ويعد الكاتب السعودي جمال خاشقجي من أشد المعارضين منذ تولى الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد في حزيران/ يونيو 2017، فُقد أثره بعد دخوله قنصلية بلاده في اسطنبول في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الحالي لإتمام معاملات إدارية، استعداداً لزواجه من خطيبته التركية خديجة جنكيز.

 

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد