ساعة خاشقجي تكشف مصيره
كشفت صحيفة "صباح" التركية أن ساعة اليد الذكية من نوع "آبل"، التي كان يرتديها الصحفي السعودي جمال خاشقي، زودت الأمن التركي بمعلومات مهمة حول مصيره.
ونقلاً عن الجزيرة نت، ووفقاً للصحيفة، فقد كان خاشقجي يرتدي الساعة عند دخوله السفارة، وقام بتسجيل ما حدث معه منذ دخوله القنصلية، ورفع المواد المسجلة على "آي كلاود" (تخزين سحابي) مرتبط بهاتفه الذي تركه مع خطيبته خارج المبنى.
وبحسب التقرير الذي أبرزته "صباح" على صفحتها الأولى، أظهرت التسجيلات تعرض خاشقجي للضرب والتعذيب قبل قتله على يد فريق الاغتيال السعودي.
وأشارت الصحيفة أن السعوديين اكتشفوا قيام خاشقجي بتسجيل ملابسات تعذيبه وقتله، فقاموا بمسح بعض الملفات عن التسجيل، لكن الاستخبارات التركية -التي كانت قد بدأت بمتابعة حادث الاختفاء- تمكنت من استرجاع كافة التسجيلات وحفظ نسخ احتياطية منها.
وتضيف رواية الصحيفة التركية -حول دور ساعة "آبل"- حلقة جديدة في حل لغز الاختفاء بعد يوم واحد من تسريبات لصحيفة "يني شفق" المقربة من الحكومة التركية أيضا، والتي حملت تفاصيل في ذات الإطار.
وأكدت "يني شفق" إن المخابرات التركية تملك تسجيلا يمثل دليلا قاطعا وموثقا على اغتيال الإعلامي السعودي بقنصلية بلاده.
ووفقا للصحيفة، فإن خاشقجي دخل القنصلية منفردا عند الساعة 1:15 ظهرا بعدما ترك هاتفه بالخارج مع خطيبته، حيث استقبل بمكتب القنصل لعدة دقائق تبادل فيها الحديث معه، ثم دخل الغرفة اثنان من فريق الاغتيال وقاما بضربه وجره إلى غرفة ثانية.
ويسمع من التسجيل الصوتي -بحسب الصحيفة- أن خاشقجي حاول الاستغاثة والصراخ، لكن فريق الاغتيال واصل الاعتداء عليه ثم قام بتخديره وإسقاطه على الأرض، ثم سحبه إلى غرفة ثالثة، وقام بقتل خاشقجي وتقطيع جثته بمنشار عظام.
ووفق التسجيل الذي أشارت له الصحيفة، فإن عددا من فريق الاغتيال غادر مقر القنصلية، ثم جاء عدد آخر لتنظيف مكان القتل والتقطيع، بينهم العقيد محمد الطبيقي مدير الطب الشرعي بالإدارة العامة للأدلة الجنائية بالأمن العام في السعودية.
وعلى عهدة "يني شفق" فقد أتى باقي فريق الاغتيال لتنظيف مسرح الجريمة وإخفاء آثار القتل وتقطيع الجثة، ثم خرج بعضهم من القنصلية حاملين حقائب كبيرة كانوا قد قاموا بشرائها من سوق "سيركجي" بإسطنبول.
ووفقا للصحيفة أيضا، فإن هذه الحقائب كانت هي ذاتها التي أخفيت فيها جثة خاشقجي مقطعة، وقد ظهرت في التسجيل الذي عرضته المخابرات التركية بوسائل الإعلام مؤخرا.
وقالت "يني شفق" إنه تم تحميل الحقائب بسيارة مرسيدس "فان" توجهت إلى منزل القنصل الذي يبعد حوالي خمسمئة متر عن مقر القنصلية، الأمر الذي دفع بالأمن التركي للتوقع بدفن أجزاء من جثة خاشقجي بحديقة المنزل.
ويعتقد الأمن التركي أن ما تبقى من جثة خاشقجي قد دفن بمكان ما في محيط مناطق "مالت بيه" أو "بندك" أو "كارتل" في إسطنبول.
وتؤكد الصحيفة أن القنصلية تمتلك 26 سيارة جميعها تحت رقابة السلطات التركية إلا واحدة خرجت عن الرقابة لمدة ست ساعات بمحيط المناطق الثلاث المذكورة واختفت خلالها عن الأنظار.