غنام تطالب أحرار العالم بنصرة الفلسطينيين بعد إجراءات الاحتلال القمعية

ليلى غنام ـ محافظ رام الله

طالبت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام ، اليوم الأربعاء، أحرار العالم بنصرة الفلسطينيين نتيجة تعرضهم لإجراءات الاحتلال القمعية، مؤكدة أن الفلسطينيات يسطرن أروع ملاحم الصمود والتحدي.

جاء ذلك في كلمة للمحافظ غنام ألقتها ضمن مؤتمر نساء الاتحاد من أجل المتوسط 2018، الذي يعقد بعنوان "نساء يبنين مجتمعات شاملة في مجتمعات المتوسط"، الذي ينظمه الاتحاد بالتعاون مع الجمهورية البرتغالية، في الفترة من 9 إلى 11 تشرين الأول الجاري بالعاصمة البرتغالية لشبونة، بمشاركة العديد من الوزراء وصناع السياسات، ومنظمات دولية، والمجتمع المدني.

وقالت غنام: "من فلسطين مهد الديانات السماوية ومن جوار المسجد الأقصى وكنيستي المهد والقيامة، أتوجه لكم كل باسمه ولقبه بتحية إجلال ومحبة، حاملة معي تحيات بنات وأبناء شعبنا الفلسطيني، الذي يتطلع إلى يوم الانعتاق والتحرير وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس "، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية.

وعلقت أن مداخلتها تأتي بجلسة عنوانها "تحفيز مشاركة المرأة في الحياة العامة وصنع القرار"، مشيرة إلى أن "التحفيز للمرأة الفلسطينية نابع من التحدي الذي نما بداخلنا لتحقيق ذاتنا في ظل احتلال بغيض جاثم على صدورنا منذ عشرات السنين".

وركزت على التحدي الذي يميز كل فلسطيني، خاصة النساء والشباب، "فالتحدي هو رفيق كل فلسطيني، متسائلة كيف لأم فلسطينية أنجبت على حواجز الاحتلال ألا تتحدى؟ وكيف لزوجة الشهيد والأسير التي تصر على البقاء في بيتها والعمل لأجل أبنائها في ظل غياب شريكها الرجل بفعل رصاص المحتل أو سجونه ألا تتحدى؟ كيف لأسيراتنا اللواتي يتعرضن للقمع والتنكيل والبطش ألا يتحدوا؟ كيف لأطفال كبروا قبل أوانهم، فعوضاً عن اللهو والاستمتاع بحياتهم كباقي أطفال العالم يحرقون أحياء من قبل قطعان المستوطنين تارة وقوات الاحتلال تارة أخرى وحدائقهم تصبح مرتعا لأرتال الدبابات وأجسادهم عرضة لرصاص الاحتلال الغاشم، كيف لهؤلاء ألا يتحدوا؟

وأضافت "كيف لسارة البدوية التي اقتلعت من أرضها في قرية الخان الأحمر البدوية وتم ضربها واعتقالها للسيطرة على أرضها ألا تتحدى وأن لا تنجب متحدّين؟ كيف لإسراء الجعابيص ألا تتحدى وهي التي أَحرقت واعتقلت من قبل الاحتلال على مرأى من ابنها الذي لم يتجاوز ربيعه السابع وزجت بالسجون لمدة 11 عاما وهي لا تقوى حتى على أن تستخدم دورة المياه بنفسها؟ تلك المعاناة خَلقت لطفلة بعمر الورد كعهد التميمي معنى أن تكون فلسطينيا فأنت تمارس التحدي من أجل النجاح كما الهواء الذي تتنفسه".

وتحدثت غنام عن تجربتها الشخصية، مشيرة إلى أن دراستها جاءت متأخرة كثيرا، حيث التحقت بالجامعة بعد خمس سنوات من إنهاء المرحلة الثانوية، بسبب اعتقال إخوتها على يد الاحتلال الإسرائيلي.

وأضافت: "كانت ظروفي الأسرية في حينها صعبة جداً، وخلال تلك الفترة كنت أعمل في العمل التنظيمي، والتدريس التطوعي الشعبي، وانخرطتُ بالعمل الاجتماعي والوطني، وبمجرد خروج أحد أشقائي من المعتقل، عدت إلى الدراسة، وكنت أسابق الزمن، وتمكنت من الحصول على شهادات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في ثماني سنوات ونصف سنة، وكانت تخصصاتي في مجالات الخدمة الاجتماعية والإرشاد النفسي والصحة النفسية، فالبيئة التي أتيت منها كانت داعمة جداً، وأهم داعم للمرأة هي الأسرة، وكانت هناك ثقة متبادلة واحترام متبادل، ولم يكن هناك قيود، وأنا من عائلة الأب يدعم فيها قرار الشخص، وكان يقول لنا دائماً الذي لا يخطئ لا يتعلم، وقد عوملت كعقل ومضمون وليس كنوع اجتماعي".

وقالت "شغلت العديد من الوظائف، في البداية كنت مدرسة في روضة للأطفال، وذلك في فترة العمل الشعبي، ثم حصلت على وظيفة منسقة في جمعية أصدقاء المريض في برنامج تأهيل المعاقين، وكنت حينها في السنة الجامعية الثانية، ومن ثم عملت في الانتخابات المحلية كمنسقة لست محافظات، وكانت تجربة رائعة، لأن العمل الميداني هو الذي يصقل شخصية الإنسان، فوصولك إلى القمة لن يتم أو سيكون هشاً إذا لم تنهل من خبرة الميدان، ثم عملت ضابطاً في الأجهزة الأمنية، وانتخبت عضواً في إقليم حركة فتح وحصدت أعلى الأصوات ومن ثم مديراً عاماً في وزارة الشؤون الاجتماعية، إلى أن وصلت إلى موقع قائم بأعمال المحافظ ومن ثم المحافظ".

وأردفت "في موطني، ورغم ظروفنا الاحتلالية، فلدينا مستوى سياسي ممثلاً بفخامة الرئيس محمود عباس والحكومات الفلسطينية المتعاقبة يؤمن بأهمية وصول المرأة إلى مراكز صنع القرار، ما أسهم إيجابا للمرأة في إحداث التغيير وبناء المجتمع في القطاعات كافة، فأصبحت المرأة المحافظ، والقاضي، والوزيرة، والسفيرة، والبرلمانية، ورئيسة الحزب، وسيدة الأعمال، والنقابية، وغيرهن الكثير من النماذج الناجحة والفاعلة كل في مجاله، وقد خلقت بداخلنا الظروف تصميماً على النجاح لنكون قدوة لغيرنا من النساء الفلسطينيات ذوات الخبرة والكفاءة، اللواتي لم يحصلن للحظة على فرصتهن في مواقع صنع القرار، وبتكاتفنا جميعا سيكن يوما ما يردن، فخير داعم للمرأة والشباب هم المرأة والشباب أنفسهم، فإيماننا بقدرات بعضنا هو الجانب الأول لتحقيق ما نريد".

وقالت غنام "من عمق المعاناة نهضنا لنقتلع شوكنا ونزرع ورود الحياة بأيدينا، حتى تحقيق كامل حقوقنا وعلى رأسها قدسنا محررة وعاصمة لدولتنا المستقلة كاملة السيادة، بهمة أصدقائنا من أحرار العالم المنتصرين لقيم العدالة الإنسانية".

وأكدت مواصلة درب النضال من أجل استعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية، مشيرة إلى أن كافة أحرار العالم مطالبين بدور أكبر دعما لقضيتنا، خاصة في هذه الظروف الدقيقة.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد