تقديرات إسرائيلية: اقتحام الفلسطينيين في غزة للسياج الفاصل بات قريبا

السياج الفاصل شرق غزة - أرشيفية

أكد خبراء عسكريون إسرائيليون أن اقتحام الفلسطينيين في قطاع غزة للسياج الفاصل والدخول إلى إسرائيل أصبح أمرا قريبا، وسط حالة من التكتم الإسرائيلي على ذلك.

وقال الخبراء، بحسب ما نقلته صحيفة معاريف العبرية، إن "الناطق العسكري باسم الجيش الإسرائيلي يخفي عن الرأي العام حوادث اختراق الحدود وانتهاك السيادة التي تشهدها مناطق شمال قطاع غزة، رغم أن شبكة الإنترنت تغص يوميا بمشاهد إحراق الإطارات المطاطية، ومواجهات صعبة مع الجيش في تلك المناطق".

وذكر يوسي يهوشاع، الخبير العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "المشاهد التي تصل عبر شبكات التواصل ومواقع الإنترنت الإخبارية تشير إلى نجاح عشرات الفلسطينيين من شمال القطاع باقتحام مواقع الجيش، وتفجيرها، والدخول إلى منطقة زيكيم الساحلية، مع أن هذه الحوادث كان يمكن أن تنتهي باقتحام تجمع استيطاني، أو اختطاف جندي"، بحسب ما نقله موقع عربي21.

وأضاف أنه "بعد مرور قرابة شهرين على الهدوء في منطقة الحدود مع غزة، لكن الشهر الأخير شهد ارتفاعا ملحوظا في حجم وقوة الأحداث على الجدار، والغريب أن الأوساط العسكرية الإسرائيلية ترفض الحديث عن ذلك، وتفضل التكتم عنها".

وأوضح يهوشاع أن "إخفاء المعلومات الميدانية عما يحصل على حدود غزة يأتي من جهات عليا في الدولة، سواء الحكومة أو الجيش، لأنه من الواضح أننا أمام عملية إخفاء لما تشهده منطقة الحدود، والناطق العسكري الإسرائيلي لا يتحدث إطلاقا عن المواجهات الدائرة هناك، ويبدو أننا أمام سياسة جديدة من الآن، بعد أن شهدت المرحلة السابقة توافدا دوريا للمراسلين العسكريين والميدانيين، والدخول في منطقة المواجهات بجانب القناصة، حيث يوجد خط المواجهات الأول".

وأشار إلى أنه "حين أراد الجيش الإسرائيلي إبلاغ العالم بما يحصل على حدود غزة، كان يسمح بقدوم هؤلاء المراسلين، لكن اليوم لا يسمح الجيش لنا بالوصول لمنطقة الحدود مع غزة، لأنه يعلن عنها منطقة عسكرية مغلقة، ويرفض أن نبث تقاريرنا من هناك، ويبدو أننا أمام توصية من جهات عليا في الدولة، صحيح أنني لا أملك دليلا أو برهانا على ذلك، لكني أفهم كيف تسير الأمور".

تال ليف-رام، المحلل العسكري في صحيفة معاريف، قال إن "قائد المنطقة الجنوبية في الجيش الإسرائيلي الجنرال هآرتسي هاليفي يؤمن بسياسة التكتم، وقالها علانية للصحفيين".

وأضاف أنني "من واقع تجربتي الشخصية توجهت أواخر الأسبوع الماضي لمنطقة الجنوب على الحدود مع غزة، لم ألحظ في طريقي أي تواجد نهائي للصحافة الدولية، ويبدو أننا أمام وضع أكثر عمقا، لا يبدو مريحا لأحد في إسرائيل الحديث عن المستنقع الغزاوي، لأنه يتحول فورا إلى نقاش سياسي حزبي، وقد تولدت لدى الجيش قناعة جديدة مفادها أنه كلما تحدثنا في إسرائيل أكثر عما تشهده حدود غزة، فإن ذلك يمنح العدو، وهو حماس ، المزيد من الدعم والإسناد في الاستمرار بهذه الأحداث، دون أن نقصد بالطبع".

وأوضح ليف-رام أن "لدينا سيناريوهين لما يحدث على حدود غزة، أولهما، وهو الأخطر بنظر مواطني إسرائيل، وهو إمكانية اقتحام فلسطينيين من غزة لحدودها، والمساس بالجنود والمستوطنين، والثاني قتل 70- 80 فلسطيني على الجدار دون أن ينجحوا باقتحامه، لتنفيذ السيناريو الأول، وقد بتنا نرى هذين السيناريوهين كل يوم، حيث يحاول الفلسطينيون اقتحام الجدار، وفكفكته، والتسلل عبره".

وأوضح أن "هذا ليس إشكالا عسكريا فقط، وإنما سياسيا أيضا، بعد أن باتت حماس من تعمل على تغيير قوانين اللعبة الدائرة على الحدود اليوم، وليس إسرائيل التي لا تنفذ سياسة ملائمة للرد على الحركة".

وختم بالقول إنها "أصبحت مسألة وقت أن ينجح الفلسطينيون باقتحام الجدار الحدودي مع غزة، باتجاه داخل إسرائيل، لكن الأسوأ في عالم الردع أن تقول شيئا، وتفعل شيئا آخر، فليس معقولا أن يتحدث وزير الأمن ليبرمان أننا بعد الأعياد سوف نفعل ضد حماس، ثم لا نحقق هذا التهديد".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد