يعيش حوالي 2 مليون نسمة من البدو الرحل، في الصحراء الكبرى في بلدان شمال إفريقيا، ويطلق عليهم اسم الطوارق.

وينتمي الطوارق إلى شعب الأمازيغ في شمال إفريقيا ويتحدثون اللغة الأمازيغية، ويدين معظمهم بالدين الاسلامي.

تكون معظم فنون شعب الطوارق على شكل مجوهرات، وصناعة جلدية، وتحف ومنحوتات معدنية، وسيوف مصنوعة بإتقان شديد.

ينتشر شعب الطوارق على امتداد حدود دول شمال إفريقيا ومنها مالي والنيجر وليبيا والجزائر والتشاد، لكن أكبر تمركز لهم في يوجد في دولة مالي، حيث يقدر عدد الطوارق هناك بحوالي 950 ألف نسمة.

تشبه وضعية الطوارق كثيرا وضعية الأكراد في الشرق الأوسط، حيث أنهم مجموعة إثنية ذات أعداد كبيرة تعيش داخل حدود عدة بلدان لكنها لا تحوز على أغلبية متمركزة في أي من تلك البلدان، وكنتيجة على ذلك، يضغط الكثير من الطوارق اليوم من أجل أن يتم تمثيلهم بشكل أفضل في حكومات البلدان التي يعيشون فيها، أو من أجل الحصول على منطقة خاصة بهم.

ارتباطهم بالزعيم الليبي معمر القذافي، وحمايتهم لسيف الإسلام القذافي.

لطالما اعتبر معمر القذافي الطوارق على أنهم أولئك المقاتلون الحازمون والفعالون، وقد قام بترقية الآلاف منهم في الجيش الليبي مانحا إياهم مناصب عليا، وكان يشجعهم بطريقة أو بأخرى على الولاء له.

الآن بعد سقوط القذافي، قام الطوارق بإيواء ابنه سيف الإسلام القذافي ووفروا له الحماية إبان ثورة الربيع العربي التي عاشتها ليبيا، كما قامت مجموعة منهم بمرافقته من أجل توفير عبور آمن له عبر الصحراء الكبرى بين مالي والنيجر.

 ماذا يفعل الطوارق في مالي؟

قام الجنود الطوارق الذين دعموا القذافي وقاتلوا لصالحه بالفرار من ليبيا متجهين نحو مالي بعد سقوط نظامه، وهناك في مالي ساعدوا على تشكيل مجموعة متمردين جديدة أطلقوا عليها اسم «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» التي تنادي بتحرير المنطقة الصحراوية الشمالية في مالي.

كان الطوارق معارضين لحكومة الرئيس المالي (أمادو توماني توري) منذ زمن طويل، وكانت شكواهم أن الحكومة المركزية المتواجدة في العاصمة (باماكو) التي تقع في الجنوب تتجاهل الطوارق المتواجدين في أفقر منطقة في البلد وهي الصحراء الشمالية.

لقد كان الطوارق في ثورة وتمرد ضد حكومة (توري) منذ مدة طويلة، منذ اعتلائها رأس هرم السلطة في سنة 1991، والآن قد تشكّل مجموعة «الحركة الوطنية لتحرير الأزواد» تحديا كبيرا بالنسبة له.

قام الرئيس (توري) بإرسال وزير الشؤون الداخلية في حكومته وهو الجنرال (كافوغونا كونا) إلى المنطقة الصحراوية من أجل محاولة منع اندلاع المناوشات والقتال من جديد، ووقع الاختيار على (كونا) لكونه شخصا يثق فيه الطوارق ولديه خبرة واسعة في التفاوض مع المتمردين منهم على إحلال السلام.

كيف يتمكنون من النجاة في الصحراء الكبرى؟

لآلاف السنوات، تمحور اقتصاد الطوارق حول التجارة العابرة للصحراء، وتوجد هناك أساسا حوالي خمسة طرقات تجارية رئيسية تمتد على طول الصحراء من ساحل البحر المتوسط في الشمال وصولا إلى المدن الأفريقية على الحدود الجنوبية للصحراء الكبرى.

كان التجار الطوارق مسؤولين على جلب السلع والبضائع من هذه المدن الجنوبية ونقلها إلى الشمال، ومن هناك كان يتم توزيعها عبر العالم كله، وبسبب طبيعة عملية النقل على هذه المسافة البعيدة جدا، ومحدودية المساحة على العربات والقوافل وظهور الجمال، لا يتاجر الطوارق عادة سوى بالسلع الباهضة الثمن التي تكون خفيفة الوزن ولا تحتاج مساحة كبيرة من أجل حملها ونقلها وكان هامش الربح فيها عظيماً.

تولى الطوارق كذلك تجارة العبيد ونقلهم من غرب أفريقيا الشمالي ليتم بيعهم للتجار الأوروبيين وعرب الشرق الأوسط في الشمال، وكان الكثير من الطوارق يستقرون ضمن المجتمعات التي ربطتهم بها مبادلات تجارية، فكانت أدوارهم تتجلى في المتاجرة على مستوى محلي وكانوا كذلك بمثابة ممثلين عن العلاقات والمبادلات التي تربط تلك المجتمعات مع مجتمعاتهم الأصلية من البدو الرحّل.

لماذا يرتدي رجال الطوارق الحجاب دون نسائهم؟

يدين معظم الطوارق بالدين الإسلامي، غير أنهم قاموا بتطوير نسخة خاصة بهم عن هذا الدين مع مرور الزمن على الرغم من أنهم يقال أنهم ينتمون إلى المذهب المالكي، وقد جاءت نسختهم الخاصة من الإسلام عن طريق الإمام محمد بن عبد الكريم بن محمد المغيلي في القرن السادس عشر.

يؤدي الكثير من الطوارق فريضة الصلوات الخمس اليومية، لكنهم لا يلتزمون بنفس الشكل بمتطلبات وفرائض أخرى يمليها الدين الإسلامي، على سبيل المثال هم تقريبا لا يصومون شهر رمضان الذي يعتبر فرضا وركنا أساسيا من أركان الدين الإسلامي وذلك راجع لنمط حياتهم الذي يتمحور حول السفر كثيرا، ودون ذلك يحتفل الطوارق بمعظم الأعياد الدينية على شاكلة جميع طوائف المسلمين الأخرى.

يؤمن الطوارق كذلك بوجود الجن ولأجل ذلك يلبس معظم الرجال منهم تمائم حامية تحمل آيات من القرآن.

بشكل غريب يختلفون فيه عن بقية الطوائف الإسلامية، يرتدي الرجال الحجاب حكرا دون النساء منهم، ويبدأ الرجل التارقي عادة ارتداء الحجاب في سن الخامسة والعشرين من عمره، ومن شروط الحجاب أن يغطي وجهه بالكامل عدا عيناه، ويلتزم التارقي بعدم نزع حجابه أبدا حتى أمام أفراد العائلة، ويعتقد أن ارتداء الحجاب بدأ كوسيلة لحماية الطوارق من رمال الصحراء وعواصفها، وكما قلنا سابقا يرتدي الرجال فقط الحجاب، حيث لا ترتديه النساء على الإطلاق.

المصدر: موقع دخلك بتعرف