في أواخر أغسطس الماضي كان يحيى السنوار مسئول حركة حماس في غزة مُنتشياً بتواصل مسيرات العودة ومطمئناً بأنها سوف تحقق أهدافها بكسر الحصار عن قطاع غزة، وقتها لمح السنوار أن منتصف أكتوبر هو الموعد النهائي لإنهاء الحصار وكسره سواء من خلال المصالحة أو التهدئة.
في الأيام الأخيرة أنهى وفد من حركة حماس زيارة لمصر التقى خلالها مسئولي ملف المصالحة وقيادة جهاز المخابرات المصرية، وخرجت حماس ببيان صحفي أشبه بالبيانات الرسمية دون الإشارة لأي تقدم أو تعثر في تلك المفاوضات بل تم استخدام مصطلحات هامة وقوية، وتلك دلاله يُمكن تقديرها بأنها إشارات من المصريين لحركة حماس بعدم الحديث لوسائل الإعلام عن مضمون تلك الزيارة.
ما تم ملاحظته فيما بعد أن حركة حماس توقفت عن مهاجمة حركة فتح والرئيس وخفت لهجة التراشق الإعلامي، وكأن السيناريو القادم يحمل في طياته حدثاً وتطوراً جديداً، خاصة بعد دخول قطر على خط تقديم المساعدات المدنية لشركة الكهرباء من جديد وذلك من خلال الأمم المتحدة.
منتصف أكتوبر يقترب ووعد السنوار أقرب للتنفيذ والتحقق، وهو الأمر الذي ينتظره سكان القطاع، ولكن التقديرات المرحلية توحي بأن حركة حماس أقرب لتسليم القطاع لحكومة الوفاق وتسليم جهازي الشرطة والدفاع المدني والجباية والمعايير وسلطة الأراضي والقضاء، وفقاً لاتفاق القاهرة الأخير الذي مضى على توقيعه عام كامل.
هناك توافق فلسطيني يقترب من رؤية النور، من خلال عقد لقاء بين حركتي فتح وحماس خلال الأيام القادمة برعاية مصرية، من أجل السعي الجاد لإنجاح ملف المصالحة والتفرغ لبحث ملفات أخرى فيما بعد.
تغيير الواقع في قطاع غزة من خلال المصالحة أو التهدئة مطلب شعبي فلسطيني من أجل تدارك الموقف الذي يذهب بنا تجاه التصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي الذي يستجمع قواه وحشد المزيد من الآليات العسكرية على حدود غزة تحسبا لأي طارئ.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية