تقرير: الظروف الصعبة تجبر نساء بغزة على العمل بالأسواق
لم تكن مهنة البيع في أسواق غزة يوما حكرًا على الرجال فقط، بل هناك الكثير من النساء يعملن بهذه المهنة، في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها سكان القطاع.
تشهد الحركة الشرائية في قطاع غزة حالة من الضعف والركود الاقتصادي نتيجة للظروف الإنسانية والاقتصادية التي يعيشها المواطنون في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي والانقسام وما نتج عنهما من تبعات سلبية على مختلف مناحي الحياة.
في جولة لمراسلة (سوا) في إحدى أسواق غزة، كانت العديد من النساء، تتراوح أعمارهن ما بين (45-70) عاما، يفترشن الأرض؛ من أجل بيع بعض الفواكه والخضروات للمتسوقين، بعدما أجبرتهن الظروف الصعبة على ذلك.
أم محمد (52 عاما)، تحمل أمتعتها وبضاعتها نحو السوق في الصباح الباكر من أجل إعالة أفراد أسرتها البالغ عددهم 13 فردًا.
وتقول لـ(سوا): أبيع ألعاب أطفال وبعض الحاجيات البسيطة على "بسطة" في السوق منذ 15 عاما، مشيرةً إلى أن "الحاجة أجبرتنا على هكذا عمل".
وتضيف: "لا أحد يقدم لنا المساعدة (..) ظروفنا صعبة وبيتي على وشك الانهيار".
وتلفت أم محمد إلى أنها "لا تعير بالا" لبعض المارة الذين ينظرون إلى عملنا بنوع من الاشمئزاز، متابعة : "يجب أن أعمل كل يوم؛ كي أعيش أنا وأولادي".
وكذلك حال المواطنة أم خليل (60 عاما)، التي لم تجد وسيلة لتوفير قوت يوم عائلتها سوى أن تفترش مساحة صغيرة من الأرض، أقامت عليها "بسطة" ملابس بأحد الأسواق الشعبية في مدينة غزة.
وتجلس أم خليل على قارعة الطريق، خلف "بسطتها" التي تحتوي على انواع مختلفة من ملابس الأطفال.
تتحدث البائعة الستينية: "الأوضاع الصعبة الذي نعيشها، أجبرتني لهذا العمل، منذ ما يزيد عن 10 سنوات؛ لسد احتياجات أبنائي وحتى لا يمن علينا أحد".
وتعود البائعة أم خليل قبل حلول الظلام إلى بيتها بعد أن تبيع بعضا من بضاعتها، بمبلغ 20 شيقل. وتقول إنها "تغنيها عن سؤال الناس".
"وبات غالبية أهالي غزة، يشترون من البسطات الصغيرة، حتى من فئة الأغنياء؛ بسبب انخفاض أسعارها عن المتاجر الكبيرة". تضيف أم خليل.
وبجوارها، تجلس أم رياض في الخامسة والستين من عمرها، من معسكر جباليا، حيث تتجول بعيونها على المارة، وتتهافت قطرات العرق على جبينها المخطط بتجاعيد الزمن.
وبصوت خافت أرهقه الانتظار كما يبدو، تردد الكلمات نفسها والدعوات ذاتها، والتعب كعادته يغلب عليها من كثرة الجلوس على الكرسي خلف "بسطة الخضار".
تقول أم رياض إنها بدأت بالعمل على "بسطتها" منذ زمن ليس بالقصير، مبينة أنها تعود في بعض الأحيان إلى منزلها دون أن تجمع ثمن احتياجات عائلتها.
وتعتبر الستينية أن رياض أن ذلك "أفضل من سؤال الناس"، معربة عن أملها في أن "تتحسن الظروف؛ كي ينسى أهالي غزة أيام الفقر والحرمان". وفق تعبيرها.
هذا وبحسب تقرير أصدره البنك الدولي قبل أيام، فإن الأراضي الفلسطينية تعاني من قلة فرص العمل الجديدة مع ارتفاع معدل البطالة بصورة مستمرة، لا سيما بين الشباب والنساء، حيث تزيد بين النساء بنسبة "47%" مقارنة بالرجال رغم دخول سوق العمل بأعداد مماثلة ومواجهة نفس البيئة المقيدة.