2014..فشل المفاوضات واتفاق المصالحة وحرب ثالثة على غزة

90-TRIAL- رام الله / سوا / لم تكن الأشهر الستة الأولى من عام 2014 غير عادية، بالنسبة للفلسطينيين، لكن النصف الثاني من العام، شهد متغيرات قد تعد مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية، سواء من حيث الأحداث على الأرض، أو حتى على الجانب السياسي، ذلك أن هذين الشقين ترافقا بشكل غير مسبوق وأن كان بشكل غير متعمد، وأحدثا تغييراً واضحاً في مسار القضية الفلسطينية.
فبعد إعلان فشل المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية، برعاية وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بعد تسعة شهور،، تسلل الاحباط إلى الأجواء الفلسطينية، سواء على مستوى القيادة أو الشارع الفلسطيني المُثقل أصلا بالإحباط.
وجاءت حادثة خطف ومقتل المستوطنين الثلاثة، لتغيير مسار الأحداث في الضفة الغربية، وتقود إلى تغيير كبير في قطاع غزة ، وعقبها أقدام متطرفين يهود على اختطاف وإحراق الصبي الفلسطيني محمد أبو خضير من حي سلوان في القدس المحتلة في حزيران/ يونيو، وصب الكاز عليه وفي جوفه قسر، قبل إشعال النار به وقتله، ما أدى إلى هبة كبيرة في القدس المحتلة، وفي أوساط فلسطينيين 1948، والضفة الغربية بأكملها.
وقادت هذه الأحداث إلى عدوان جديد شنته إسرائيل على قطاع غزة في مطلع الأسبوع الثاني منْ تموز/ يوليو،، استشهد خلاله أكثر من 2200 فلسطيني.
وفي هذه الحرب فاجأت فيها المقاومة الفلسطينية إسرائيل بأساليب وأسلحة عسكرية جديدة، لم تتوقعها كبدت قوات الاحتلال الإسرائيلي خسائر فادحة على كافة المستويات. ووصلت الصواريخ الفلسطينية بعيدة المدى والمصنع بعضها محلياً، إلى مدن مثل حيفا وصفد والقدس، كما استخدمت المقاومة طائرات استطلاع من غير طيار حلقت في سماء إسرائيل قبل إسقاط إحداها، وكذلك الأنفاق التي وصل بعضها إلى مستوطنات ما يعرف بغلاف غزّة.
وعُقد في العاصمة المصرية القاهرة، مؤتمر لإعادة إعمار قطاع غزة وما دمره الاحتلال فيها، لكن غزة بقيت بدون إعمار، واستمر عليها الحصار حتى ما بعد اتفاق التهدئة الذي تم التوصل إليه في 26 اب/ اغسطس، ولم يوقع اتفاق نهائي بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، بسبب التطورات الأمنية في مصر.
أما على صعيد حرب المقاطعة لإسرائيل، سواء من ناحية البضائع، أو حتى الاستثمارات، فقد شهدت هذه الحرب تطوراً ملحوظاً وتنامت حرب المقاطعة بشكل ملحوظ، مع انطلاق الحرب الإسرائيلية على غزة، وتطورات خلالها وبعدها بشكل كبير.
وتبعت الحرب على غزة، حالة من الأجواء الايجابية غير المسبوقة في فلسطين، وتحديداً بين حركتي فتح و حماس ، فالأولى الممثلة كذلك بالسلطة الفلسطينية، تعرضت لضربة جديدة بعد فشل تسعة شهور من المفاوضات، سبقتها تجربة تفاوضية أكثر مرارة وصلت إلى عشرين عاماً دون جدوى، والثانية خاضت على الأقل ثلاثة منذ نهاية عام 2008 حروب بمعدل حرب كل عامين، وطالها ما طالها مع تعرض الإخوان المسلمين لضرابات متتالية خاصة في مصر، فحاولت مضطرة العودة إلى حضن قضيتها الأم فلسطين.
وتم توقيع «مصالحة» سابعة بين الطرفين، وإعلان حكومة وفاق وطني ما بين الضفة الغربية وقطاع غزة، لكن هذه الحكومة بقيت لا تحكم في غزة، جراء تجدد الخصام بين الحركتين على خلفية منع حركة حماس شقيقتها فتح من إحياء الذكرى العاشرة للزعيم الراحل ياسر عرفات، وسبق ذلك تفجير منازل عدد كبير من قيادات حركة فتح، والمنصة التي كان سيقام عليها مهرجان إحياء الذكرى.
خلال هذا الوقت، كان هناك تحرك ديبلوماسي فلسطيني غير مسبوق، تكلل باعتراف مملكة السويد رسميا بدولة فلسطين، لتصبح أول دولة من الدول الغربية في الاتحاد الأوروبي، التي تعترف بالدولة الفلسطينية، ثم تبع ذلك تصويت عدد مهم من برلمانات دول الاتحاد الاوروبي بدءا ببريطانيا وأيرلندا، وإسبانيا وفرنسا والبرتغال ولوكسمبورغ وحتى البرلمان الاوروبي لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وجاء قرار المحكمة الأوروبية لحقوق الانسان شطب اسم لحركة حماس من قائمة الإرهاب ليعزز الموقف الفلسطيني. ثم انتقل الجهد الديبلوماسي إلى مجلس الأمن الدولي، وتقديم مشروع فلسطيني معدل، لطلب إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق سقف زمني محدد، وهو بانتظار التصويت عليه، رغم الجهود الأمريكية والإسرائيلية، وحتى بعض الدول الأوروبية والعربي، لإحباط التصويت أو تأجيله إلى زمن بعيد، في حين أصرت القيادة الفلسطينية الذهاب بالقضية حتى الانتهاء منها أياً كانت النتيجة.
شخصيات رحلت في عام 2014
شهد العام 2014، رحيل الشاعر الفلسطيني سميح القاسم من قرية الرامة في الجليل، وهو من مواليد 1939، بعد صراع مع مرض السرطان استمر لثلاث سنوات، مخلفا وراءه موروثا أدبيا كبيرا يصل إلى ثمانين كتابا ما بين الشعر والنثر وحتى الأعمال المسرحية التي اشتهرت عالمياً.
كما ودع الفلسطينيون مع نهاية العام «الوزير الشهيد» زياد أبو عين، الذي كان رئيساً لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وكان لاستشهاده بالغ الأثر في نفوس الفلسطينيين منذ رحيل رئيسهم السابق ياسر عرفات، ذلك أن أبو عين كان من صنف القائد الذي يقاتل في الصفوف الأولى دائماً، واستشهد وهو يدافع عن أرضه ويزرع شجر الزيتون دفاعا عن أراض كانت سلطات الاحتلال تخطط لمصادرتها في قرية ترمسعيا شمال مدينة رام الله مطلع كانون الاول/ ديسمبر الجاري. 151
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد