هل جيش الاحتلال بات مُستعّدًا لخوض حربٍ جديدة؟

تدريبات لواء المظليين في الجيش الاسرائيلي

بات الإعلام الاسرائيلي منشغلاً في الفترة الأخيرة بسؤال مهم حول استعداد جيش الاحتلال لخوض أي حرب جديدة سواء على جبهة غزة أو لبنان أو حتى سوريا.

ونقلت الموقع الالكترونيّ لصحيفة (هآرتس) العبريّة، مقالاً نُشِر في مجلة ذا ايكونوميست التي توقّفت في تقرير لها عند الورقة السريّة التي أعدّها رئيس ما يسمى بـ”ديوان المظالم” بجيش الاحتلال الإسرائيليّ الجنرال في الاحتياط اسحق بريك، والتي يُحذّر فيها من أنّ عدم جهوزية الجيش لخوض حربٍ واسعةٍ، ودعا فيها إلى تشكيل لجنة تحقيقٍ خارجيّةٍ.

هذه الورقة، التي تمّ تسريبها ونشرها في الإعلام العبريّ أثارت عاصفة لدى صنّاع القرار في تل أبيب، وأججت النقاش الذي كان دائرًا حول جهوزية الجيش، خصوصًا فيما يتعلّق بسلاح البريّة، التي اعترف قادة الجيش بأنّه يُعاني من ثغراتٍ عديدةٍ يجب رأبها سريعًا، الأمر الذي دفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى تخصيص ميزانيّةٍ كبيرةٍ لتحضير جيش البريّة للحرب المُقبلة، اعتمادًا على النظريّة الإسرائيليّة الجديدة بأنّ تفوّق سلاح الجوّ التابع لجيش الاحتلال لم يتمكّن من حسم المعركة القادمة، وبالتالي لن يكون مفرًا من اللجوء إلى جيش البريّة، وهو السيناريو الذي يقُضّ مضاجع الإسرائيليين، قيادةً وشعبًا.

وفي هذا السياق يُشار إلى أنّ القائد العّام لجيش الاحتلال الإسرائيليّ، الجنرال غادي آيزنكوط، الذي تنتهي ولايته في شهر كانون الأوّل (ديسمبر) القادم، بعد ثلاث سنواتٍ، شارع بفعل الضغط الشعبيّ والإعلاميّ، إلى تشكيل لجنةٍ داخليّةٍ لفحص ورقة الجنرال بريك حول عدم جهوزية الجيش للحرب القادمة، ولكنّ هذه الخطوة، عوضًا عن تهدئة الأمور، أدّت إلى عاصفةٍ جديدةٍ، حيث قال كبار المُحلّلين للشؤون العسكريّة في الإعلام العبريّ إنّه لا يُعقل أنْ يقوم جيش الاحتلال بفحص نفسه، وأنّ هذه اللجنة الجديدة تمّ تشكيلها من أجل إسكات المنتقدين على أجناسهم وانتماءاتهم، وغنيٌ عن القول إنّ هؤلاء المُحلّلين يعملون بدوافع صهيونيّةٍ خالصةٍ، وأيضًا وفقًا لأجنداتٍ داخل المؤسسة الأمنيّة في تل أبيب.

وعودٌ على بدء، التقرير الذي نشرته (ذا ايكونوميست) أشار إلى أنّه في وقت نفى مسؤولون كبار في الجيش الإسرائيليّ صحة ما ورد في الورقة وأصروا على جهوزية الجيش، إلّا أنّ المدقق السابق في وزارة الأمن الإسرائيليّة، الجنرال احتياط بريك، أكّد تأييده للكثير من النقاط المطروحة في الورقة المذكورة، مضيفًا أنّ رئيس أركان جيش الاحتلال الجنرال غادي آيزنكوط أمر بتشكيل لجنةٍ للنظر بمحتوى الورقة، ما عرّضه للانتقادات واسعة، نظرًا لأنّ أعضاء هذه اللجنة هم من داخل الجيش، كما تحدّث التقرير حول خلافٍ بين الجنرالات الإسرائيليين في هيئة الأركان العامّة.

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه، لفت التقرير إلى تآكل المهارة العسكريّة لأغلب الجنود والضباط الإسرائيليين وبشكلٍ خاصٍّ القوات البريّة، مضيفًا في الوقت عينه أنّ المنتقدين يشيرون إلى أنّ التجهيزات العسكريّة القديمة قد تعرضت للإهتراء في المستودعات، وأنّ الضباط الإسرائيليين يشتكون من تعطيل المناورات بسبب ما أسموه بالتوتّر على الجبهة الفلسطينيّة، بحسب تعبيرهم.

وقد تطرّق التقرير إلى منظّمة حزب الله اللبنانيّة فوصفها بأنّها عدو الدولة العبريّة المركزيّ والأساسيّ على حدودها، وتابع قائلاً إنّ الحزب يملك ترسانة أسلحة اكبر ممّا تمتلكه الكثير من الدول، مُضيفًا أنّ الحزب يشارك في الحرب السورية منذ سبعة أعوام، ما يُشكّل عامل خوف بالنسبة لضباط إسرائيليين لكونه اكتسب خبرةً قتاليةً اكبر من خبرة القوات الإسرائيليّة.

و شدّدّ التقرير على أنّ القلق الأكبر بالنسبة للدولة العبريّة هو عدم قدرة القوات البريّة الإسرائيليّة على تحقيق نصرٍ سريعٍ ضدّ حزب الله، وبالتالي انجرار الكتائب المدرعة المحتلة إلى حرب استنزاف دمويةٍ، وفق تعبير التقرير.

وقال التقرير ان الخلافات بين المستويات الأمنية الاسرائيلية لن ينتهي في الوقت القريب وان الإنفاق على القوات الجوية وفرع الاستخبارات في الجيش دائماً ما سيحل أولوية على القوات البرية.

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد