لماذا يخضع جهاز شرطة بالكامل للتحقيق في المكسيك؟
تجري السلطات المكسيكية منذ يومين تحقيقا مع جهاز شرطة بالكامل في إحدى المدن الساحلية في البلاد، بعد تعرضها للاختراق بواسطة عصابات إجرامية.
وتخضع قوات الشرطة في مدينة أكابولكو الساحلية بأكملها للتحقيق، بعد طوقت قوات عسكرية مقر الشرطة الرئيسي في المدينة، وجرّدت 700 ضابط من أسلحتهم.
وتتولى الشرطة الفيدرالية وقوات الجيش مهام الشرطة في المدينة بدلا من الشرطة المحلية، وفق ما ذكر موقع بي بي سي.
وكانت أكابولكو الساحلية مقصدا للأغنياء والمشاهير في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، قبل أن تتحول إلى بؤرة لتهريب المخدرات ويرتفع بها معدل جرائم القتل.
وانتشرت قوات من الجيش والشرطة الفيدرالية في عملية واسعة الثلاثاء، وطوقت القوات مقر شرطة أكابولكو الرئيسي، ونصبت طوقا أمنيا حول المبنى.
ثم قامت القوات بتجريد مئات الضباط من أسلحتهم وصادرت الذخيرة وأجهزة اللاسلكي التي كانت بحوزتهم.
واعتقلت القوات اثنين من قادة الشرطة المحلية وسط شبهات بتورطهما في جرائم قتل. كما اعتقل قائد شرطة الطريق السريع في أكابولكو بعدما عثر معه على أسلحة غير مرخصة.
وحسب ما ذكر موقع بي بي سي فإن قوات الشرطة المحلية في المدينة تخضع بأكملها، ورئيسها ماكس لورينزو سيدانو، للتحقيق، وسيخضع جميع الضباط لـ"اختبار ثقة" والتحقيق بشأن مزاعم وجود علاقات مع عصابات.
في غضون ذلك، تتم مصادرة معداتهم وأسلحتهم.
وقال مسؤول في شرطة مدينة غيريرو إن الشرطة الفيدرالية ستتولى مهام الشرطة في حفظ الأمن حتى انتهاء التحقيق.
وجاءت المداهمة بعدما لاحظ المسؤولون ارتفاعا في معدلات الجريمة في أكابولكو و"تقصيرا في تحرك الشرطة للتعامل معها".
وفي العام الماضي، ارتفع معدل جرائم القتل في المدينة إلى 106 حالات من بين كل 100 ألف شخص، وهو أحد أعلى معدلات القتل في العالم.
واشتكى السكان المحليون في أكابولكو من زيادة أعمال العنف. وفي مايو/أيار، خرج كثيرون في مظاهرات، حيث قال عاملون بمجال الترفيه إن أعمالهم تخسر لأن الناس يخشون إقامة حفلات، بينما قال مسعفون إنهم يجدون صعوبة في التعامل مع آثار العنف.
وفي يناير/كانون الثاني، حظرت الولايات المتحدة على الموظفين في الحكومة السفر إلى أكابولكو والمناطق المحطية بها في ولاية غيريرو.
وفي يوليو/تموز، توقفت سلسلة متاجر بيمبو للمخبوزات عن توزيع منتجاتها في عدة أماكن في أكابولكو بسبب ارتفاع أعمال العنف.
وتشير وسائل إعلام محلية إلى أن الحملة الواسعة جاءت قبل خمسة أيام فقط من تولي العمدة الجديدة منصبها في أكابولكو.
وقالت العمدة المنتخبة، أديلا رومان، التي تنتمي إلى حزب "مورينا" اليساري وفي الأسبوع الماضي، إن مرشحتها لمنصب رئيس الأمن تلقت تهديدات بالقتل.
وأفادت تقارير بأن رئيسة الأمن المختارة، ليتيسيا كاسترو أورتيز، قيل لها إنها "ستُستقبل بالرصاص" إذا تولت المنصب.
وأصرت العمدة رومان على تعيين مسؤولين جدد بالرغم من التهديدات.
كما قالت إنها ستعيد تنظيم صفوف قوات الشرطة المحلية، وإن الضباط سيتلقون تدريبا مكثفا في مجال حقوق الإنسان.
وتعتبر أكابولكو إحدى أكثر المدن المكسيكية التي ترتفع فيها معدلات أعمال العنف، كما تقع في ولاية تعاني من ارتفاع معدلات أعمال العنف المرتبطة بالمخدرات.
وبينما تشهد أجزاء كثيرة من المكسيك أوضاعا هادئة إلى حد كبير، ارتفعت معدلات جرائم القتل في البلد بصفة عامة إلى مستويات قياسية العام الماضي.
وينظر إلى قوات الشرطة المحلية على أنها الحلقة الأضعف في نظام الأمن في المكسيك، حيث يسهُل تعرضهم للتهديد أو الإغراء من جانب عصابات المخدرات المحلية.
لكن منظمات ناشطة في مجال حقوق الإنسان حذرت من أنه بالرغم من نجاح قوات المارينز والجنود في القبض على كبار تجار المخدرات، فإنهم غير مدربين على القيام بواجبات الشرطة، وهو ما قد يؤدي إلى تعاملهم بقسوة مفرطة مع المدنيين.
