صحيفة تكشف: هجرة الأطباء من غزة كارثة طبية

مريضة في قسم الكلى في مستشفى الشفاء بغزة

أعرب أطباء من داخل أراضي عام 48، زاروا غزة خلال اليومين الماضيين، عن صدمتهم من هجرة الأطباء العاملين في القطاع في ظل حالة الحصار وتدني فرص وإمكانيات العمل.

ونقلت صحيفة القدس العربي عن الدكتور إياد خمايسي من بلدة كفركنا في الجليل في تقرير لها، أن عددا كبيرا من الأطباء قد غادروا مستشفيات غزة في السنة الأخيرة، منهم عشرون طبيبا تركوا عملهم في العام الأخير من مستشفى الأوروبي – خان يونس وحده، وهو مستشفى كبير يعمل فيه نحو 200 طبيب.

وينقل الدكتور إياد عن بعض زملائه في غزة قولهم إن هؤلاء الأطباء يذهبون لدول أوروبية كالسويد وألمانيا وكذلك لتركيا، حسب الصحيفة.

ويتابع "تنبهت للموضوع بعدما سألت عن بعض الأطباء ممن غابوا عن اللقاءات هذه المرة، ولما سألت كشفوا عن هجرة الأطباء، واصفا هذا الموضوع بأنه كارثة طبية،مشيرا إلى أنه في الزيارة الأخيرة لم يجد طبيبا مختصا في التصوير بواسطة جهاز "أم أر أي".

وكان وفد طبي من أراضي عام 48 ضم أطباء متخصصين وخبراء نفسيين، غادر القطاع بعد زيارة خاطفة ليومين، قدم خلالها مساعدات متنوعة في مستشفياتها.

وعبّر بعض الأطباء المشاركين للصحيفة، عن صدمتهم مجددا من تدهور حياة الأهالي هناك، ومن الحالة الطبية المأسوية في ظل الحصار ومن هجرة الأطباء للخارج.

ويواظب خمايسي على زيارة غزة منذ سنوات ضمن وفود طبية تقدم مساعدات مهنية وإنسانية لمستشفياتها ومرضاها منذ سنوات.

ورغم تجربته الغنية وزياراته الكثيرة للقطاع الدكتور إياد خمايسي (مدير وحدة تنظير الجهاز الهضمي المتقدم في مستشفى رمبام – حيفا وفي مستشفى العائلة المقدسة – الناصرة) عبر عن صدمته مجددا من مأساة الأهالي في ظل الحصار والفقر والحرمان من الحق الأساسي بسلامة الجسم والصحة والتداوي.

ويوضح لـصحيفة القدس العربي، أنها كانت زيارة خاطفة تبلغ نصف ساعة للشوارع والأسواق كي يعود بانطباعات موجعة عن حياة البؤس والشقاء كما يتجلى في بسطات يبيع فيها بعض الناس حبات قليلة من الخضراوات.

يشار إلى أن المستشفى الأوروبي حيوي جدا لأنه على الحدود مع إسرائيل ويستقبل عشرات الإصابات كل أسبوع.

ويعمل خمايسي على تجميع أطباء مستشفيات غزة ضمن ورشة حول جراحة الناظور واستخدام التقنيات الحديثة وإدارة نقاش حولها، علاوة على إرشادات طبية وعمليات جراحية.

وأشار الطبيب الذي أجرى عمليات في البنكرياس والكبد لعدة مرضى تم استحضارهم للمستشفى الأوروبي من عدة مستشفيات، للصحيفة إلى نقص حاد في أدوية كثيرة، منها فقدان الجيل الجديد من المضادات الحيوية وكذلك أدوية مرض السكري.

ولفت إلى وجود مرضى لم يتمكن الوفد الطبي من معالجتهم بسبب الدور الطويل "مما دفع المشرفين هناك على تهريبنا من باب خلفي كي نشارك في مؤتمر طبي في غزة".

كما أشار لوجود أعداد هائلة من المرضى بسبب الحصار الشامل.

وتابع "باتت السلطات الإسرائيلية تمنع مغادرة 95% من المرضى خارج القطاع للتداوي وكذلك مصر".

ودعا خمايسي الذي يزور غزة مرتين أو ثلاث مرات كل عام لتقديم مساعدات طبية وإنسانية على شكل علاجات وإرشادات، "كل من بوسعه المساعدة لأن يسعى لزيادة التراخيص المعطاة لزيادة عدد الأطباء من الداخل ممن يتاح لهم الدخول الى غزة والمساهمة في لملمة جراحها النازفة".

وأضاف "بعض المرضى في غزة خضعوا لعمليات جراحية بمساعدة طواقمنا ومنهم من يحتاج لعمليات استكمالية ولا يحصلون على فرصة لأن المستشفيات تعطي الأولوية لمن يواجهون خطر الموت الفوري".

في المقابل أوضح مدير العيادات الميدانية في منظمة " أطباء من أجل حقوق الإنسان " الفلسطينية، صلاح حاج يحيى، أن هناك نحو 50 طبيبا قد غادروا غزة منذ عدة سنوات وليس خلال العام الأخير.

وقال حاج يحيى لصحيفة القدس العربي، إن الحديث عن هجرة أطباء من غزة فيه شيء من المبالغة، لافتا إلى أن "بعض الأطباء قد غادر من أجل التخصص من طرف وزارة الصحة، فيما غادر آخرون من أجل تحسين ظروف الحياة في ظل الحصار وقد عاد قسم كبير منهم للقطاع".

وأشار إلى أن الوفد الطبي المذكور قام على مدار أربعة أيام بإجراء أكثر من عشرين عملية جراحية ونظم يوما طبيا في مخيم البريج وعاين حالات المئات من المرضى، وكذلك أقام مؤتمرا طبيا كبيرا بمشاركة وزارة الصحة الفلسطينية شارك فيه المئات من الاطباء من كافة المشافي في قطاع غزه، كذلك حمل أعضاء الوفد المساعدات الطبية بأكثر من خمسين ألف دولار.

وضم الوفد صلاح الحاج يحيى رئيس الوفد والى جانبه الأطباء مصطفى ياسين، وعبد الله بويرات، وزيد عباسي، وإياد خمايسي، وفراس أبو عكر، وجمال حجازي، وجمال دقدوقي، وعرين حاج يحيى، وعبد خلايلي، ورفيق مصالحة، وعبد دراوشة.

واستذكر أن الوفد أجرى العمليات الجراحية في مستشفيات الأوروبي في خان يونس والشفاء في غزه، لافتا لكونها عمليات نوعية ومعقدة من خلالها تم تدريب الكادر الطبي المحلي فيما نظم يوم طبي كبير في مخيم البريج وذلك لإبراز مشكلة اللاجئين الفلسطينيين على خلفية قرار الرئيس الأمريكي ترامب بوقف المساعدات لوكالة الأونروا .

وفي قاعة أبو حصيرة على شاطئ غزه نظم المؤتمر المشترك لأطباء حقوق الإنسان ووزارة الصحة، حيث قدمت عشر محاضرات علمية أمام الأطباء الغزيين.

وعلى هامش الزيارة التقى الوفد الطبي من أراضي 48 بوكيل وزارة الصحه الدكتور يوسف أبو الريش ومدير عام المشافي الدكتور عبد اللطيف الحاج، والدكتور أشرف ابو مهادي والدكتور أشرف القدرة الناطق بلسان الوزارة.

وقد استمع الوفد إلى المشاكل التي يعاني منها الجهاز الصحي كنقص الأدوية والأجهزة والمعدات وانقطاع التيار الكهربائي ونقص السولار للمولدات الكهربائية.

وخلص حاج يحيى للقول "أثناء تجوال الوفد ولقاء المواطنين يتضح الوضع المأسوي للمواطنين في كافة مناحي الحياة، الفقر والبطالة وانعدام الأمل بالتغيير بعد 11 عاماً من الحصار الظالم على القطاع وثلاث حروب أدت الى دمار شامل في القطاع ".

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد