الجمعية العامة للأمم المتحدة تبدأ دورة أعمالها 73
انطلقت أعمال الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، مساء اليوم الثلاثاء، بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفقة رؤساء دول العالم.
وتتولى رئاسة الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ماريا فرناندا إسبينوزا، وزيرة خارجية الإكوادور السابقة، وتستمر أعمالها حتى يوم الاثنين المقبل، الأول من تشرين الأول/ أكتوبر.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس عباس خطابا هاما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس المقبل، الموافق السابع والعشرين من الشهر الجاري، كما سيلتقي الرئيس خلال إقامته في نيويورك عددا من زعماء العالم، ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال الجمعية العامة.
غوتيريش: حل الدولتين أصبح بعيد المنال
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن حل الدولتين بين الفلسطينيين وإسرائيل أصبح بعيد المنال، وإن الصراع في الشرق الأوسط يشتد.
وأضاف في كلمته في افتتاح الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، ان هناك تحديات كبيرة ما زالت تواجه المجتمع الدولي والأمم المتحدة، فيما أن هناك مخاوف من أن تسود "الفوضى" النظام العالمي، وسط تهديدات بانهيار النظام العالمي المستند إلى القوانين.
وقال غوتيريش، إن الثقة في النظام العالمي الذي يستند إلى القوانين وبين الدول "عند حافة الانهيار، وأن التعاون الدولي أصبح أكثر صعوبة"، مؤكدا "اليوم النظام العالمي يزداد فوضى، وعلاقات القوة أصبحت أقل وضوحا.. والقيم العالمية تتعرض للاندثار، والمبادئ الديموقراطية محاصرة".
وأضاف غوتيريش، أن الناس يفقدون إيمانهم بالكيانات السياسية القائمة، فيما يتنامى الاستقطاب والشعبوية، وأصبح التعاون بين الدول أكثر صعوبة والانقسامات في مجلس الأمن صارخة، وإن العالم على مدى عقود كثيرة أنشأ أسسا قوية للتعاون الدولي، وعملت البلدان معا لبناء المؤسسات والأعراف والقواعد للنهوض بالمصالح المشتركة.
وتابع: "رفعنا مستويات معيشة الملايين، وحققنا السلام في مناطق مضطربة، وبالفعل تمكنا من تجنب نشوب حرب عالمية ثالثة، ولكن لا يمكن أخذ أي من ذلك باعتباره أمرا مسلما به. اليوم، تزداد الفوضى في النظام العالمي. علاقات القوى أصبحت أقل وضوحا. القيم العالمية تـُقلص. المبادئ الديمقراطية تحاصر. سيادة القانون تقوض."
وأشار الأمين العام إلى عدد من المفارقات، فالعالم أصبح أكثر اتصالا ببعضه ولكن المجتمعات أضحت مجزأة بشكل أكبر. وفيما تتنامى التحديات الخارجية، يتجه الناس إلى الانغلاق، وتهاجم التعددية في العمل في وقت تشتد فيه الحاجة إليها أكثر من أي وقت مضى.
وقال الأمين العام إن قادة الدول يتحملون واجب النهوض برفاه مواطنيهم، ولكن الأمر يتطلب أكثر من ذلك، مؤكدا أهمية تعزيز ودعم النظام متعدد الأطراف. وشدد على الحاجة لإعادة الالتزام بنظام قائم على القواعد، تكون الأمم المتحدة في مركزه. وقال "لا يوجد طريق للتحرك قدما بدون العمل الجماعي الحكيم من أجل الصالح العام." وذكر أن ذلك هو الطريق لإعادة بناء الثقة.
وأضاف أن هناك شعورا بالغضب إزاء عدم القدرة على إنهاء الحروب في سوريا واليمن وغيرهما. وأشار إلى أن الروهينجا مازالوا في المنفى يتطلعون إلى العدالة والسلامة. وذكر أن الفلسطينيين والإسرائيليين ما زالوا عالقين في صراع لانهائي، يبدو فيه حل الدولتين أبعد ما يكون عن التحقيق. وقال غوتيريش "مازال تهديد الإرهاب يلوح، تغذيه الأسباب الجذرية للتشدد والتطرف العنيف. وأصبح الإرهاب أكثر ترابطا مع الجريمة الدولية المنظمة والاتجار بالبشر والمخدرات والأسلحة."
وفيما يـُحتفل بالذكرى السبعين لاعتماد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، تخسر أجندة الحقوق المكاسب المحرزة ويتنامى الاستبداد كما قال غوتيريش.
"من يرون الخطر في جيرانهم، قد يتسببون في ظهور تهديدات لم يكن لها وجود. أولئك الذين يغلقون حدودهم أمام الهجرة المنظمة، لا يفعلون سوى تغذية عمل المهربين. من يتجاهلون حقوق الإنسان أثناء محاربة الإرهاب، يغذون التطرف الذي يحاولون القضاء عليه." قال غوتيريش.
وعلى الرغم من الفوضى والارتباك في العالم، قال الأمين العام إنه يرى رياح الأمل في مختلف أنحاء العالم. وقال إن المستقبل يعتمد على التضامن، مشددا على ضرورة إصلاح حالة انعدام الثقة وتنشيط العمل متعدد الأطراف.
الرئيس البرازيلي: ندعم حل الدولتين
وجدد الرئيس البرازيل ميشال تامر، دعم بلاده لحل الدولتين، وأن تعيشا جنبا إلى جنب في سلام دائم.
ترمب يهاجم مجلس حقوق الانسان ويعتبر الجنائية الدولية غير شرعية
وهاجم الرئيس الاميركي دونالد ترمب، مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، والمحكمة الجنائية الدولية، قائلا: "لن نعود إلى عضوية مجلس حقوق الإنسان، ولن نعترف بالمحكمة الجنائية وإنها لا تحظى بأي ولاية شرعية وقانونية".
وادعى ترمب في كلمته أمام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن بلاده ملتزمة بتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، سيما بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأن اتخاذه خطوة نقل سفارة بلاده والاعتراف ب القدس عاصمة لإسرائيل، تأتي بدافع حق كل دولة في سيادتها.
وقال: "لا يضر الاعتراف بالحقائق الصارخة، لذا نحن ملتزمون بهذا المبدأ، ولن نقع رهينة لأي عقليات أو روايات دينية بشأن القدس".
وأضاف أن الولايات المتحدة لن تقدم المساعدات سوى "لأصدقائها".
كما هاجم ترمب ايران ووصفها "بالديكتاتورية الفاسدة"، ودعا أمام الامم المتحدة "لعزل النظام الايراني". وطالب دول "اوبك" بخفض اسعار النفط، وحدد مساهمة بلاده في عمليات حفظ السلام بنسبة 25%.
أردوغان: تركيا ستظل مدافعة عن الوضع القانوني والتاريخي للقدس
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته امام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على أن تركيا ستظل مدافعة عن الوضع القانوني والتاريخي للقدس، القبلة الأولى للمسلمين، حتى ولو أدار العالم ظهره لفلسطين.
وشدد الرئيس أردوغان، على أن من يصمتون حيال الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون، وإجراءات هؤلاء لخفض المساعدات المقدمة، "لن تزيد سوى من بغي الظالمين".
ماكرون يشدد على حل الدولتين
وشدد الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون، في كلمته امام الدورة الـ73 للجمعية العامة للأمم المتحدة، مساء اليوم الثلاثاء، على ضرورة العمل المشترك لحل القضية الفلسطينية وفق عمل مشترك على أرضية حل الدولتين والقدس عاصمة لهما، وليس وفق مبادرات احادية الجانب.
ودعا الرئيس الفرنسي، اسرائيل الى وضع حد لفرض سياسة الأمر الواقع، لأن السير في هذا الطريق خاطئ. كما دعا الى وجوب التقدم بمبادرات جديدة شريطة أن تؤدي الى تغييرات ايجابية.
الرئيس الإيراني: إسرائيل تمثل أكبر التهديدات للسلم والأمن
وقال الرئيس الإيراني حشن روحاني، إن الأزمة الاخطر في الشرق الأوسط هي فلسطين، وإن مرور الوقت لا يمكن ولا يجب أن يبرر استمرار الاحتلال.
وأضاف، في كلمته له في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك التي انطلقت اليوم الثلاثاء، إن إسرائيل المدججة بترسانة نووية تمثل أكبر التهديدات للسلم والأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم.
ووصف الرئيس الإيراني قرار أميركا بنقل سفارتها إلى القدس بـ"المشين"، كما وصف "قانون القومية" الذي أقرته الكنسيت الإسرائيلية مؤخرا بأنه "دلالة لا لبس فيها على نظام فصل عنصري".
دعم نيجيريا الذي لا يتزعزع لحل الدولتين
وقال رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية محمد بخاري، إن الوضع الانساني الذي يعيشه الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة ، ليس إلا نتيجة مروعة لاستخدام القوة دون قيد.
وأكد بخاري، في كلمة له في الدورة 73 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك التي انطلقت اليوم الثلاثاء، دعم نيجيريا الذي لا يتزعزع لحل الدولتين المتفاوض عليه دون ترهيب، للعيش بأمن وسلام.