الشعب المحاصر في محافظات غزة يمر بأزمات خانقة ويحتاج لإيصال صوته للعالم بطريقة شعبية سلمية ... أملاً في الحصول على دعم العالم ومساهمته في رفع الظلم عن شعبنا... ولكن تخلل هذه الحركات السلمية خروج كاسح عن المنطق والحس الوطني وذلك تجلى في تدمير موارد منشآت فلسطينية يحتاج إصلاحها إلى مبالغ كبيرة قياساً إلى حجم الضائقة الإقتصادية التي تمر بها فلسطين ... وهذا ما شهدناه في الإعتداء سابقاً على معبر كرم أبو سالم ثم لاحقاً على معبر بيت حانون .


وهنا نتسائل عن الدوافع في تدمير أنفسنا ومقدراتنا الوطنية ومن هو المستفيد من حرمان المرضى من السفر للعلاج ... والطلاب من مواصلة تعليمهم بالخارج ... ومن الرابح من التأثير السلبي على مصالح الشرائح الإقتصادية كافة والي سبب إغلاق المعابر كإجراء تلقائي من الجانب الإسرائيلي لخسائر بملايين الدولارات .


وعلى الرغم من تأييدنا للحراك الشعبي السلمي كحق مشروع لشعب يناضل من أجل حريته وكرامته إلا أننا نلمس عدم وعي بأهمية توجيه الحراك بإتجاهات صحيحة تحفظ مقدراتنا الوطنية وتحمي مصالحه الإقتصادية والإنسانية ... بل أيضاً تحقن دماء أبناء شعبنا من الشبان وعدم دفعهم للموت في حراك سلمي بالأساس.


إن النخب الفلسطينية مطالبة برفع مستوى التوجيه والتوعية وترسيخ مبادئ الحفاظ على مقوماتنا الوطنية كافة البشرية والإقتصادية والمادية .


إن المعابر تمثل منفساً لحياتنا وبدونها لن نستطيع أن نوفر مقومات العيش لشعبنا .. ولا توفير حقه في العلاج والتعليم وخلق فرص العمل للشباب ,,, بدون بقائها مفتوحة ... وعلى وعينا أن يرتقي إلى الرؤية الشاملة والتحرك الدقيق المدروس الذي يحقق أهدافنا دون المس بأية مكتسبات أو مقدورات أو التأثير السلبي على مصالح الناس وحياتهم.

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة سوا الإخبارية

اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد