جمعية فجر تنهي حملة توزيع كسوة شتوية للأيتام والمتضررين بتمويل ليبيي

165-TRIAL- غزة / سوا/ عندما يطرق الشتاء والبرد القارص أبواب فلسطين  يسارع الناس إلى الاختباء داخل غرفهم أو بجانب المدفأة ليحتموا من لسعات البرد القارصة التي تخترق الجلد واللحم لتصل إلى العظم في أحيان كثيرة ، وباقي الناس الميسورين ترتدي  اللباس الصوفي والفرو وغيره من الألبسة التي تحمي جلودهم (الناعمة) من البرد، ولكن ما حال الذين لا يجدون باب وجدران وسقف  بعد هدم منزلهم  خلال العدوان الاخير على غزة ليقيهم هبات الهواء شديدة البرودة، ما حالهم وحال الفقراء الذين يفترشون الأرض ويلتحفون بالزينكو  والأسبست المثقوب من كل مكان ويسرب الماء وتتصدع الجداران وتسرب الماء والبرد النابع من الأرض لانهم لا يجدون ما يفترشونه ....!!  ما حال الفقراء الذين  لا يملكون قرشا يشترون به اليسير من الطعام لتدفئ بطونهم، ما حالهم وهم لا يعرفون معنى كسوة الشتاء.
يقف الطفل  اليتيم محمد البالغ من العمر (12 عام ) الذي فقد أهله خلال العدوان الأخير على غزة أمام محل لبيع الملابس للأطفال وينظر الى " الترنق " الحلم المعلق على باب المحل يعكس له للوهلة الأولى مشاعر الدفء ، ينظر بحزن شديد تحفه الألم كانت ترتسم على ملامح وقسماته ووجه ... يحلم أن يشتريه بعد أن دمر الاحتلال منزله واستشهد افراد العائلة ... كان يبادل النظرات لعمته وتارة أخرى للترنق الشتوي  المبطن بالفرو  ذو الألوان الجذابة ليغطي جسده شئ من الدفء في ظل البرد القارص .
وقفت عمته تحاول أن تجري الولد من باب المحل وهو مترنح لا يريد المشي وبدأت تبحث في حقيبتها لعلها تجد ثمنه المرتفع ولم تجد ما يكفيها للعودة لمنزلها ومصروفه للمدرسة .
سارعت جمعية فجر للإغاثة والتنمية باستبدال نظرات الفقر المؤلمة خلال مشروع " غزة في قلوبنا " ضمن الاستجابة العاجلة لاغاثة متضرري العدوان على غزة " اغيثوا غزة " الممول من مؤسسة طرابلس للإغاثة والثقافة  لإطلاق حملة لتوزيع الكسوة الشتوية للأطفال الأيتام القاطنين في معهد الأمل للأيتام ولأعداد من المتضررين والفقراء .
تعيش  الاسر المتضررة والايتام والفقراء  في الشتاء القارص في ظروف انسانية قاهرة وصعبة  و تعرض المناطق الفلسطينية بشكل عام ومدينة غزة وضواحيها بشكل خاص لانهيار كامل في جميع النواحي الاقتصادية وخاصة بعد الحرب الأخيرة على قطاع غزة حيث أدت هذه الحرب وتدمير البيوت وتجريف الأراضي وهدم البني التحتية في هذه المدينة إلي ارتفاع حاد في نسبة الفقر بين سكانها نتيجة ارتفاع معدلات البطالة .
الحرب البشعة التي يقودها الاحتلال الإسرائيلي ضد شعبنا الفلسطيني الأعزل على مدار ستة  و ستون عاماً من الاحتلال الظالم لقطاع غزة لا تزال قائمة وتحتاج إلى سنوات طويلة حتى يخرج الشعب الفلسطيني من محنته التي ألمت به جراء الممارسات الاحتفالية اللاأخلاقية المنافية لكل القيم الدينية و الأدبية و الأخلاقية و الأعراف الدولية ، هذه الممارسات التي استهدفت حياة المواطن الفلسطيني بشكل مباشر، فأزهقت روحه التي حرم الله قتلها إلا بالحق، ودمرت بيته الذي يؤويه وأطفاله من حر الصيف وبرد الشتاء دمرت مدارسه وبيوت وشوارع محاوله القضاء على حياة كريمة للأسر, و لا يخفى على احد الأثر النفسي الذي خلفته هذه الحرب على طلاب و طالبات فلسطين المحتلة و أسرهم , و انطلاقا من الحس بالمسئولية ودخول فصل الشتاء والبرد القارص  والخوف من الآثار النفسية السلبية التي قد تتراكم عند أبناء شعبنا الفلسطيني عامة و الطالبات و الطلاب  والأسر المهدمة بيوتهم والفقيرة والأيتام خاصة  .
بدوره قال رامي ابو سمرة " رئيس مجلس الإدارة " :في هذه الأيام هبت علينا رياح الشتاء الشديدة وهناك إخوان لنا بأمس الحاجة لما يتقون به لسعات البرد القارصة من الملابس ، ولا شك أن الحاجة قائمة وأمل المسلم بإخوانه بعد الله كبير،
لم تعد المعاناة في غزة مقتصرة على أشخاص دون غيرهم، ولكن هناك من وصل بهم الحال إلى درجة بالغة الخطورة لكل المعاني الإنسانية، بعد أن نهش الفقر والجوع  أجسادهم الهزيلة، واستوطن اليأس والفاقة حياتهم بعدما ضاقت بهم الدنيا ، فلم يجدوا اذن صاغية لصرخاتهم وانين أطفالهم .
وأضاف أبو سمرة فقال :يتميز هذا المشروع عن غيره في انه يأتي في وقت ليس كغيره من الأوقات، وقت يحتاج فيه أهل قطاع غزة إلى ابسط الأمور الحياتية، وقت أصبح فيه الكثير من الأسر تعاني من فقر مدقع ولا تستطيع أن توفر قوت يومها ، وقت يحتاج فيه الشعب إلى دعم صموده في وجه العدوان الغاشم .
وأكد رئيس الجمعية على أهمية حملة توزيع الكسوة الشتوية للأطفال فقال : تكتسب الحملة أهميتها من تفاعلها الجاد مع احتياجات الأسر الفقير والمتضررة و خصوصا بعد الجلل الذي أصابهم جراء هذا العدوان الغاشم الذي لم يرحم الحجر و لا البشر و خاصة الأطفال,تقديم كسوة الشتاء للأطفال  الفقراء والايتام في قطاع غزة ، ضمن الحالات الصعبة التي تم عمل دراسة اجتماعية لها في الجمعية.
ويشير أبو سمرة الى المشاعر التي قابلت فريق العمل الذي  رسم بسمة علي وجه الأطفال والأيتام  ومنع الحرمان الذي يعيشه والذي سببه الحرب  وحرب التجويع المستمرة مما افقد المواطنين علي ضياع ما هو في بيوتهم وعدم القدرة علي توفير أدني مقومات الحياة لأنفسهم وأطفالهم وأفقد غالبيتهم القدرة الشرائية للاستجابة لأدني متطلبات العيش ... ينتظرون من يمد لهم يد العون ويساعدهم علي البقاء علي قيد الحياة باتت الغالبية من أبناء هذا الشعب المرابط تعول كثيرا علي دور المؤسسات الخيرية لمساعدتهم في توفير ما يحتاجون من غذاء وكساء ودواء وحاجات أساسية وخاصة في  المواسم والمناسبات ليتمكنوا هم أيضا" من رسم البسمة علي وجوه أطفال لهم حرموا من كل شئ حتى من الحليب الذي يحتاجونه والكساء الذي يقيهم وبرد الشتاء القارص فكان لزاما" علينا إن نقف بجانبهم وان نساندهم ولو بالشئ القليل في إدخال البهجة والفرحة إلي قلوب هؤلاء الأطفال المدمرة بيوتهم واليتامى والجرحى  والمعوزين مصدقا" لقول الرسول " من فرج عن أخيه كربة من كرب الدنيا فرج الله عنة كربة من كرب الآخرة ".
وبدوره شكر اياد المصري المدير التنفيذي لمعهد الأمل للأيتام بمدينة غزة جمعية فجر ومؤسسة طرابلس على اللفتة الطيبة والكريمة لكسوة الأطفال الأيتام القاطنين في المعهد مما أضفى ملامح الفرح والسعادة على شفاه الأطفال الأيتام .
ويعبر المصري  عن سعادته بفرحة الأطفال بالكسوة الشتوية الجديدة والتي أدخلت البهجة إلى نفوسهم، وأن اختيار الأيتام في المعهد كان اختيارا موفقا ، لتلبية احتياجات الأطفال الأيتام في ظل موجة البرد الشديدة التي تمر بها المنطقة.
وقالت جمعية فجر  في بيان لها : إننا نهيب بإخواننا مساندتنا في محنتنا,  والوقوف معنا و أبناءنا لتذليل هذه الصعاب, وحتى يتسنى لنا و إياكم توفير الحياة الآمنة لأطفال فلسطين المحرومين و تخريج جيل واعي و متعلم قادر علي الحياة والمواصلة.
وشكرت الجمعية مؤسسة طرابلس للإغاثة والثقافة لدورها الانساني الخيري في تمويل مشروع "غزة في قلوبنا " الاغاثة العاجلة لمتضرري العدوان على غزة فقالت : جزاكم الله عنا و عن أطفال و وشباب فلسطين و أهلهم كل خير، و جعلكم ممن يقال لهم يوم القيامة" ابشروا بروحٍ و ريحانٍ، و ربٍ راضٍ غير غضبان ".
وشكر الطفل اليتيم  محمد " 14 سنة " القاطن فس معهد الأمل للأيتام جمعية فجر وكل الأخوة المساهمين في حملة توزيع الكسوة الشتوية لهم ، وثمنت دور مؤسسة طرابلس الكريم في تمويل المشروع الذي يحمل أهداف إنسانية قيمة وخيرية لتخفيف المعاناة عن أهلنا في القطاع .
وشكر أسر المستفيدن من الفقراء والمتضررين جهود جمعية فجر ومؤسسة طرابلس لدورهم النبيل في تخفيف الألم الذي أصاب أهل غزة جراء العدوان على غزة ومساهتمهم الكريمة في توفير الدفء للأطفال وتوزيع الكسوة الشتوية . 208
اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد