الشعبية تشارك في مهرجان " آفنتي" السنوي بالبرتغال
بدعوة من الحزب الشيوعي البرتغالي شاركت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مهرجان " آفنتي" الثاني والأربعين والذي عُقد في الفترة ما بين 7 إلى 9 أيلول الحالي بمشاركة واسعة من حوالي 57 حزباً من مختلف أنحاء العالم، حيث قدر الأفراد المشاركين في فعاليات المهرجان حوالي 600 ألف، وقدأ قامت الجبهة الشعبية جناحاً خاصاً بها عرضت فيه صوراً ومتقطفات من أدبياتها وبعض المواد التراثية الفلسطينية، كما نظمت فيه العديد من الندوات.
وأكد القيادي في الجبهة الرفيق فايز البدوي الذي مثل الجبهة الشعبية في المهرجان، أن أهمية هذه التظاهرة العالمية تكمن أنه ملتقى لكل القوى اليسارية حول العالم وخصوصاً المجابهة للامبريالية والصهيونية ومؤيدة لنضال الشعب الفلسطيني، لافتاً أن الجبهة ومعها العديد من الأحزاب اليسارية الفلسطينية والعربية وخصوصاً الحزب الشيوعي اللبناني تواظب على المشاركة والحضور الدائم في هذا المؤتمر الهام.
وأشار البدوي أن الجبهة وعلى مدار ثلاثة أيام استقبلت في جناحها عدد كبير من القوى والمتضامنين اليساريين، والذين عبّروا عن دعمهم وتأييدهم للقضية الفلسطينية، وخصوصاً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مؤكدين أنهم سوياً مع الجبهة في خندق المواجهة الأول للامبريالية والصهيونية.
وأكد البدوي مشاركة العديد من الأحزاب العربية خاصة اللبنانية والمغربية والبحرينية في المؤتمر، خاصة الحزب الشيوعي اللبناني والذي يعتبر نفسه أنه فلسطيني، وتوأم نضال الجبهة الشعبية، مضيفاً بأن الجبهة التقت أيضاً العديد من ممثلي الأحزاب اليسارية الأوروبية والأسبانية على وجه الخصوص، والتي أشادت بمواقف الجبهة الوطنية وعلى الصعيدين العربي والدولي، مؤكدين وقوفهم ومساندتهم لنضال الشعب الفلسطيني من أجل تحقيق حلم الدولة الديمقراطية العلمانية انسجاماً مع موقف الجبهة الشعبية، ومؤكدين على ضرورة إطلاق سراح الأسيرات والأسرى من سجون الاحتلال.
كما دانت الأحزاب استمرار الحصار المفروض على غزة سواء من الاحتلال العنصري والنازي الصهيوني أو من قبل قيادة السلطة الفلسطينية عبر إجراءاتها العقابية، موجهين الدعوة للمجمع الدولي لضرورة فك هذا الحصار عن القطاع فوراً.
وتحدث البدوي في الندوات حول الجريمة الكبرى التي تعرض لها شعبنا الفلسطيني عام 1948 وتهجيره عن أرضه ووطنه، والجرائم والمجازر والإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ارتكبتها العصابات الصهاينة بحقه، وتدميرها أكثر من 531 قرية فلسطينية، وهدم البيوت ومصادرة الأراضي وحرق أشجار الزيتون، وبناء الجدار الفاصل.
كما شدد على أن شعبنا الفلسطيني ورغم هول الجريمة إلا أنه خرج مبكراً من بين الرماد والأطلال ليمتشق سلاحه وليقاوم الاحتلال ويدافع عن حقه في العودة، وأنه ما زال منذ سبعين عاماً وهو يقاوم ويناضل ويستمر في مواجهة الاحتلال، وهو في النهاية حتماً سيحقق مراده بالنصر على هذا العدو الصهيوني المجرم.
كما وجه البدوي في مداخلاته التحية للمرأة الفلسطينية المكافحة والمضحية وخصوصاً أمهات الشهداء والأسيرات، واللواتي يخضن نضالهم ضد الاحتلال وممارساته بجانب الرجل.
كما استعرض البدوي حقيقة الإجرام الأمريكي بحق شعوب العالم، وانحياز الإدارة الأمريكية المجرمة للكيان الصهيوني والهادفة دائما ًإلى تجميل صورته في العالم وبأنها دولة ديمقراطية، لافتاً أن حملة المقاطعة الدولية ساهمت في توسع حالة العداء للكيان في العالم، وثبت لهم أنه كيان إرهابي اجرامي عنصري يمارس أفظع الجرائم بحق شعوب المنطقة.
كما تطرق البدوي إلى العدوان الأمريكي على حقوق شعبنا الفلسطيني، وخصوصاً قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ، واصفاً ذلك بأنه يمثل وعد بلفور جديد، وبأنه يؤكد مجدداً الانحياز الأمريكي الفاضح للكيان الصهيوني.
كما أكد البدوي بأن فلسطين من نهرها إلى بحرها، بقراها ومدنها، في يافا وحيفا والناصرة وصفد وعكا هي جزء لا يتجزأ من دولة فلسطين، لا تنازل عنها أو عن أي مدينة أو عن أي شبر من فلسطين من رفح حتى الناقورة
كما أشاد البدوي بأهلنا في القطاع والذين رغم الحصار والقتل والجوع يواصلون مسيرات العودة، مستعرضاً الجرائم الصهيونية بحقهم في استهداف المتظاهرين المعتصمين على الحدود بالرصاص الحي المتفجر والغازات السامة والقناصة.
كما وجه التحية ايضاً إلى أهلنا في حيفا والذين نزلوا للشوارع تحدياً للاحتلال ورافعين الأعلام الفلسطينية، وإلى جماهير شعبنا في الضفة والذين يتصدون للاحتلال الذي يحاول هدم الخان الأحمر.
وشدد البدوي بأن الروح التضحوية العالية وحالة الوحدة الميدانية بين كافة أبناء شعبنا الفلسطيني، هي درس للقيادة الفلسطينية المتنفذة يجب أن تتعلم منها وأن تسعى إليها وأن تستخلص العبر من أخطائها وجرائمها بحق شعبها.
وأكد البدوي بأن الجبهة الشعبية ستواصل مسيرة النضال وفاءً وعهداً لدماء الشهداء وفي خدمة الجماهير الفلسطينية، لافتاً أنها من أوائل القوى التي حددت معسكر الأعداء مبكراً والممثلة بالصهيونية العالمية والامبريالية والكيان الصهيوني والرجعية العربية، مشدداً بأن الجبهة ستتصدى لكل المؤامرات والمخططات المشبوهة التي تستهدف قضيتنا وحق العودة خصوصاً والذي ستناضل من أجل تحقيقه جنباً إلى جنب مع أبناء شعبنا وقواه.
وأضاف البدوي بأن الجبهة هي جزء لا يتجزأ من محور المقاومة، مستعرضاً انتصار الدولة السورية وجيشها العربي السوري ضد المخططات الأمريكية والصهيونية، معتبراً أن هذا الانتصار هو انتصار لجميع القوى اليسارية والتقدمية والشعوب، وفشل للمشروع الأمريكي والصهيوني في المنطقة.
ونوه البدوي إلى أنه لا يجوز إطلاق اسم " عرب إسرائيل" على جماهير شعبنا في الداخل المحتل، بل هم فلسطينيون أقحاح وجزء لا يتجزأ من شعبنا الفلسطيني، ويواصلون نضالهم وتصديهم للهجمة الصهيونية عليهم، وبأنهم لن يتنازلوا عن ارضهم.
ودعا البدوي إلى ضرورة تعزيز دور الجبهة الشعبية العالمية المناهضة للامبريالية والصهيونية في العالم اجمع، مؤكداً أن الجبهة هي جزء أساسي منها.
كما استعرض الرفيق البدوي الهجمة الأمريكية الامبريالية على بلدان أمريكا اللاتينية وعلى منطقة الشرق الأوسط، مديناً صمت الحكومات العربية الرجعية على الجرائم الصهيونية بحق شعبنا الفلسطيني .
كما تطريق البدوي بمناسبة مرور 25 عاماً على التوقيع على اتفاقية أوسلو التداعيات الكارثية لهذا الاتفاق المشئوم على شعبنا الفلسطيني وعلى المنطقة العربية بأسرها، مشيراً أن السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية ما هي إلا لعبة في يد الاحتلال وامريكا.
وفي ختام مداخلته، أكد البدوي بأن الكيان الصهيوني زائل وأن شعبنا الفلسطيني سينتصر عليه عاجلاً أم آجلاً وسيحقق حلم العودة، مشدداً أن هذه الحقيقة راسخة وثابتة.